مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم كلّ من مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني
من الصحافة الكنديّة: حرائق الغابات في فورت ماكموري
حرائق فورت ماكموري عنوان عريض في اهتمامات الصحف الكنديّة بنسخها الورقيّة والالكترونيّة.
وهي تتابع التطوّرات ساعة بساعة وينقل مراسلوها الأخبار لحظة بلحظة.
صحيفة ذي غلوب اند ميل كتبت تقول إنّ السلطات اضطرّت إلى توسيع أمر الاخلاء الالزامي إزاء انتشار الحرائق وتوسّع رقعتها إلى مناطق أخرى غير فورت ماكموري.
كما اضطرّت بعض شركات الرمال النفطيّة لوقف إنتاج القار وإقفال مصانعها.
وصدرت الأوامر بإخلاء فورت ماكموري وغريغوار ليك استيتس وازناك.
وتمّ نقل السكّان بالباصات من المناطق المذكورة بعد ساعتين على صدور أمر الاخلاء.
وتضيف ذي غلوب اند ميل فتقول إنّ السلطات البلديّة تواصلت مع بعض المواطنين ليل الأربعاء وفجر الخميس عبر موقع تويتر.
وقد تلقّت رسالة استغاثة من سيّدة تقول إنّها مع طفلها شمال فورت ماكموري ووقود سيّارتها يكاد ينفذ.
وردّت السلطات بتغريدة تؤكّد فيها مطمئنة تلك السيّدة أنّ الكثيرين يعملون لمساعدتها.

ودوماً في صحيفة ذي غلوب اند ميل خبر مفاده أنّ الحكومة الكنديّة قرّرت تقديم مبلغ من المال يوازي قيمة المبلغ الذي سيجمعه الصليب الأحمر الكندي الذي أطلق حملة لجمع التبرّعات للمتضرّرين من حرائق الغابات في البرتا.
واشارت الصحيفة نقلا عن رئيس الحكومة جوستان ترودو أنّ المبلغ الذي تقدّمه الحكومة للصليب الأحمر يُضاف إلى المساعدة الماليّة التي خصّصتها اوتاوا لألبرتا.
وأضافت بأنّ الحكومة الكنديّة تعتزم في الوقت عينه تسهيل معاملات الحصول على تعويضات البطالة بالنسبة للموظّفين الذين فقدوا وظائفهم في البرتا وزاد من محنتهم فقدان منازلهم التي أتت عليها النيران.
صحيفة ذي كالغاري هيرالد نشرت صورة لحرائق الغابات المستعرة وكتبت تقول إنّ ابناء فورت ماكموري الذين نزحوا إلى قرية انزاك اضطروا للنزوح مرّة أخرى بعد أن اصبحت النيران تهدّد هذه المنطقة.
وكتب غراهام طومسون في صحيفة ذي ادمنتون جورنال يقول:
يمكن أن نستخلص عبرتين من حرائق الغابات في فورت ماكموري: لا يمكن للإنسان احتواء قدرة الطبيعة المدمّرة عندما تكون في حالة من الهيجان.
ولا يمكن أن تحتوي الطبيعة قدرة الانسان على التعاطف والسخاء.
وأضاف طومسون مشيرا إلى أنّ المواطنين انتشروا على طول الطريق السريع بين فورت ماكموري و ادمنتون حاملين مختلف الأمتعة والمأكولات والحاجيات الأوليّة لتقديمها للنازحين عن منازلهم الذين غصّت بهم الطرقات.
ويضيف بأنّ محطّات البنزين قدّمت الوقود مجانا للسيّارات و قدّمت محلاّت الهامبرغر وجبات الطعام لهم مجانا هي الأخرى.
وتنقل عن احد المواطنين أنّه تطوّع لمساعدة النازحين وكلّ ما ينتظره بالمقابل هو مجرّد كلمة شكر او مصافحة.
وتنقل ذي امنتون جورنال عن مواطنة أخرى قولها إنّنا مجرّد متطوّعين ولسنا منظّمة إغاثة رسميّة.
ويشير غراهام طومسون في ختام تعليقه إلى عبرة أخيرة يمكن استخلاصها من مأساة ماكموري التي أظهرت الفرق بين النيران وروح الانسان.
ومن الممكن إطفاء أحدهما ولكن يستحيل إطفاء الآخر الذي سيظهر في كلّ الأحوال حاملا المساعدة إن على شكل مياه او مأكولات او ربّما حفّاضات للأطفال.

" إعادة تكوين الحزب الكيبيكي، مرة أخرى "
تحت عنوان: " إعادة تكوين الحزب الكيبيكي، مرة أخرى " علق المحرر في صحيفة لو سولاي الصادرة في مدينة كيبيك بيار أسلان على استقالة زعيم الحزب (الانفصالي المعارض) بيار كارل بيلادو المفاجئة أمس. قال:
كان الحزب الكيبيك بغنىً عن الوقوع في أزمة وجودية ميلودرامية، لكن استقالة بيلادو ليست أسوأ شيء كان يمكن حصوله للتجمع الاستقلالي السيادي.
وليس بوسع أحد ألا يتأثر بالألم الذي قرأناه على وجه زعيم الحزب أمس الإثنين. كان ثمة تناقض واضح بين بيلادو الذي تحدث أمس دامع العينين، وبين السياسي الذي شاهدناه خلال الأشهر الماضية الذي كان يوحي بأنه مرتاح للدور الذي كُلّف به.
ويتابع بيار أسلان: بقدر ما كان البعد الإنساني مهما في قراره، بقدر ما أن الصدمة التي تسبب بها كانت سياسية. والزعيم الذي سيخلفه على زعامة الحزب الكيبيكي سيكون سادس زعيم يتولى قيادة الحزب منذ العام 2000، وهذا ليس دليل صحة إذ أن أي زعيم منذ لوسيان بوشار لم يتمكن من إعادة وهج سنوات شباب الحزب.
يرحل بيلادو قبل تمكنه من إتمام الإستراتيجية التي سعى إلى تحقيقها. فهل سيواصل الحزب إنشاء مؤسسة البحوث حول حكم الشعوب الذاتي والاستقلال الوطني ؟ وهل سيجد الفريق الذي أنشأه لهذا الغرض دعما كافيا في أوساط الحزب لإتمام هذا المشروع؟
لقد بدأ بيلادو أيضا بتقارب مع التنظيمات السياسية الأخرى في محاولة لتشكيل تجمع حول الحزب ليس فقط من القوى الاستقلالية إنما أيضا من المعارضين لسياسة النيوليبيرالية التي يعتمدها زعيم الليبيراليين رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار.
لكنه هو نفسه، يقول بيار أسلان، يشكل أحد العوائق الرئيسة في وجه ربح رهانه على المشروع، وانسحابه من الحلبة السياسية يفتح ابوابا جديدة. لذلك فاستقالته المفاجئة لا تشكل بالضرورة كارثة للحزب الذي يسعى بصعوبة لاستعادة دوره بعد الفشل الذريع الذي مني به في الانتخابات الأخيرة.
ويرى بيار أسلان في لو سولاي أن بيار كارل بيلادو لم يحقق الكثير منذ تسلمه قيادة الحزب قبل سنة، لا بل تراجع التأييد الشعبي له لمصلحة زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك، وهذا طبعا ليس ما كان يتمناه مؤيدوه من وصول رجل الأعمال الناجح الذي يدير أهم مؤسسة في قطاع الإعلام في كيبيك، كيبيكور.
إن رحيل بيلادو يضع الحزب في وضع دقيق على الصعد المالية والانسانية والسياسية، لكن إعادة خلط الأوراق تفتح المجال ربما أمام مرشحين جدد لم يخوضوا حملة انتخاب الزعيم الماضية والضغط سيكون كبيرا على جان مارتان أوسان الذي يجسد بصورة أفضل القيم التي يرتكز عليها هذا الأمل لكنه كان هو الآخر تنحى عن العمل السياسي للأسباب العائلية نفسها التي دفعت بيلادو للاستقالة، ولا شك أنه عند سماع إعلان استقالة بيلادو اعتبر في قرارة نفسه أنه لم يكن مخطأ ، يخلص بيار أسلان تعليقه في صحيفة لو سولاي.

صحيفة "ذي غلوب آند ميل" علّقت هي أيضاً على استقالة زعيم الحزب الكيبيكي بيار كارل بيلادو من منصبه ومن مقعده النيابي يوم الاثنين في قرار مفاجئ قال إنه أقدم عليه من أجل خير أولاده.
ولبيلادو ثلاثة أولاد من زواجيْن مختلفيْن، الاثنان الأصغر سناً بينهم في عمر الحادية عشرة والسابعة، وهما من زوجته الثانية، منتجة البرامج والإعلامية الواسعة الشهرة جولي سنايدر التي انتهى زواجه منها بافتراق قبل ثلاثة أشهر.
ويدعو الحزب الكيبيكي لاستقلال كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، عن الاتحادية الكندية، ويشكل المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية الكيبيكية (الجمعية التشريعية) منذ خسارته الانتخابات العامة الأخيرة في المقاطعة التي جرت في نيسان (أبريل) 2014 والتي فاز فيها الحزب الليبرالي الكيبيكي بزعامة فيليب كويار بحكومة أكثرية.
وفي مقالها بعنوان "وداعاً بيار كارل بيلادو، كنت أفضل صديق للفدرالية" ترى "ذي غلوب آند ميل" الواسعة الانتشار في كندا أن انسحاب بيلادو المفاجئ من الحياة السياسية يشبه دخوله إليها. فدخوله المعترك السياسي بشكل غير متوقع في ربيع 2014 كمرشح عن الحزب الكيبيكي في الانتخابات العامة في مقاطعة كيبيك لم يكن له مفعول يُذكر، برأي الصحيفة.
وتذكّر "ذي غلوب آند ميل" بمشهد بيلادو رافعاً قبضته وهو واقف إلى جانب زعيمة الحزب الكيبيكي ورئيسة الحكومة الكيبيكية الخارجة آنذاك بولين ماروا عند إعلان ترشحه عن إحدى دوائر المقاطعة في آذار (مارس) 2014، وبوعده بتحقيق استقلال كيبيك بسرعة، وترى أن ذلك ساهم في هزيمة حزبه في تلك الانتخابات العامة.
وترى الصحيفة أن استقالة بيلادو كانت واحدة من بين عدة إصابات ألحقها بنفسه في حياته السياسية القصيرة والهائجة، وتضيف أن وداعه المباغت للسياسة في كلمة ألقاها دامع العينيْن في مكتب للحزب الكيبيكي مجاور لشركة الإنتاج التلفزيوني التي تملكها زوجته السابقة قد يكون له وقع أكبر من أي شيء قام به كنائب في الجمعية الوطنية.
انسحاب زعيم الحزب الكيبيكي إلى الظل هو عادة مدعاة للاحتفال في أوساط الفيديراليين، لكن بيلادو نفسه، الذي لا يجيد الاستماع للآخرين وذا الطبع البركاني وغير الكفؤ من الناحية التنظيمية، كان يشكل الحجة الفضلى لعدم الاقتراع لصالح الحزب الكيبيكي، ورئيس حكومة كيبيك الليبرالية فيليب كويار يتحسر بالتأكيد على استقالته، لأن هذه الاستقالة تعني إزالة الحاجز الأكبر أمام وصول الحزب الكيبيكي إلى السلطة مجدداً في ظل الشعبية المتدنية لليبراليين، ترى "ذي غلوب آند ميل".
وتمضي الصحيفة بالقول إن الحزب الكيبيكي مشهور بذبح قادته بقدر ما مشهور باحتضان آخر مخلص يتبوأ قيادته، وتضيف أن القلق الرئيسي الذي على الفدراليين أن يشعروا به هو اقتناع الحزب الكيبيكي في النهاية بأهمية انتخاب زعيم جديد له قادر على حشد الحركة الاستقلالية التي ازداد تفتتها في حقبة بيلادو.
فبيلادو، رئيس مجلس إدارة شركة "كيبيكور" الإعلامية العملاقة، الذي اختير من أجل تثبيت أهلية الحزب الكيبيكي في مجال الأعمال، نجح في إغضاب حلفاء الحزب التقليديين، كالاتحادات الطلابية والنقابية، وفي تنفير شخصيات أساسية في الحزب منه.
وبعد ظهوره في البداية كقائد عازم على تحقيق استقلال كيبيك دون تأخير، ما جعله وريثاً طبيعياً لخط زعيم الحزب الراحل رئيس الحكومة الكيبيكية الأسبق جاك باريزو، مال بيلادو إلى مزيد من الاعتدال في هذا الموضوع، فنجح في عدم إرضاء أحد في الحزب، تقول "ذي غلوب آند ميل".
سيذكر التاريخ أن قيادة بيلادو للحزب الكيبيكي كانت دون المستوى المتوسط، وأن مدتها البالغة 353 يوماً تجعل منه صاحب الولاية الأقصر بين زعماء الحزب منذ تأسيسه قبل نحو نصف قرن، وأنه الوحيد بين هؤلاء الذي لم يقد الحزب في انتخابات عامة.
سيُفتقد بيار كارل بيلادو، ومن قبل الفدراليين بصورة خاصة، تختم "ذي غلوب آند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.