حاويات في مرفأ هليفكس في مقاطعة نوفا سكوشيا في الشرق الكندي

حاويات في مرفأ هليفكس في مقاطعة نوفا سكوشيا في الشرق الكندي
Photo Credit: Nicolas Steinbach/Radio-Canada

الاقتصاد الدائري: حيث لا مكان للهدر

الاقتصاد الدائري مفهوم يندرج في إطار التنمية المستدامة ويجري في إطار حلقات النظم الصناعيّة التي تسعى للحدّ قدر المستطاع من الهدر كما يقول الصحافي جيرالد فيليون محرّر الشؤون الاقتصاديّة في تلفزيون راديو كندا.

ويشير إلى أنّ مبدأ القِدم المبرمج يقوم على تصنيع السلع بصورة تدفع للاستهلاك أكثر وأكثر وتزيد من التلوّث.

موضوع الاقتصاد الدائري يتناوله جيرالد فيليون في حديث أجراه مع البروفسور السويسري والتر ستاهيل Waletr Stahel أحد مؤسّسي الاقتصاد الدائري الذي يزور مونتريال حيث منحته جامعة مونتريال دكتوراه فخريّة.

يقول ستاهيل إنّ مفهوم الاقتصاد الدائري يعود إلى العام 1976 ويضيف شارحا:

للاقتصاد الدائري أهداف مختلفة عن اقتصاد الانتاج بمعنى أنّه يعمل على الحفاظ على  قيمة المنتوجات وإدارة المخزون و رأس المال الطبيعي والبشري والمصنّع والمالي.

ويتابع البروفسور والتر ستاهيل فيشير إلى أنّ الحفاظ على كلّ ذلك يكون من خلال حلقات.

وثمّة قانون غير مكتوب مفاده أنّ الحلقات الصغيرة تدرّ ارباحا أكثر من خلال الاستخدام والتصليح.

والحلقة تبدأ بالاستخدام ومن ثمّ إعادة التدوير او استعادة السلع والتوزيع للعودة إلى الاستخدام يقول ستاهيل ويضيف:

من الناحية الأمثل، ينبغي أن تصبح إعادة التدوير والنفايات مواد مستخدمة لإنتاج سلع جديدة وتصنيعها.

ولكنّ الاقتصاد الدائري ليس وحيدا وهنالك دوما الاقتصاد الصناعي المكمِّل والذي يقوم على انتاج سلع وأجهزة من موادّ جديدة.

وبالتالي، فالإبداع ضروري و استخراج الموارد ضروري هو الآخر لأنّ هنالك تقنيّات جديدة ومواد جديدة تظهر باستمرار يقول البروفسور والتر ستاهيل ويتابع قائلا:

الاقتصاد الدائري يحافظ على قيمة المخزون ويُبقي نسبيّا على التقنيّات القائمة.

وهو يتيح إعادة استعمال المنتوج وتصليحه وإعادة تصنيعه في إطار ما يُعرف بالحلقة الصغيرة الأكثر ربحيّة.

و الهدر محدود للغاية في الاقتصاد الدائري كما يقول البروفسور والتر ستاهيل ويتابع قائلا:

إطالة عمر المنتوج هو الاستراتيجيّة الرئيسيّة التي تؤدّي إلى هدر أقلّ وأيضا إلى إنتاج أقلّ.

ومن الواضح أنّ مضاعفة عمر المنتوج تؤدّي إلى تقليص الانتاج و النفايات إلى النصف.

شعار معهد الاقتصاد الدائري
شعار معهد الاقتصاد الدائري © Institut de l’économie circulaire

ولكنّ المشكلة كما يقول البروفسور ستاهيل تكمن في أنّ ذلك قد يؤدّي إلى خفض الناتج الاجمالي المحلّي لأنّنا ننفق أقلّ ونشتري أقلّ من المعتاد.

إلاّ أنّ دراسات شملت نحو 7 دول اوروبيّة أظهرت أنّ مضاعفات الاقتصاد الدائري قد تؤدّي إلى خفض انبعاث غازات الدفيئة بنسبة 70 بالمئة وإلى توفير 4 بالمئة من مجمل كتلة الوظائف.

ولكن كيف يتمّ توفير الوظائف في حال خفض الانتاج؟

يعود السبب إلى أنّنا نستبدل الطاقة باليد العاملة حسب قول البروفسور ستاهيل الذي يعطي مثالا على ذلك فيقول:

إن اردت تصليح سيّارة، تستخدم الكثير من اليد العاملة والقليل من المواد ومن الطاقة.

وهذا يعني توفيرا في الموارد و استخداما أكثر فعاليّة لها.

والمجتمعات ليست كلّها مستعدّة لهذا التحوّل. فأبناء المجتمعات النامية يحلمون بالحصول على مستشفيات و طرقات و مدارس وأجهزة كهربائيّة.

و الأمر مختلف في الدول الصناعيّة حيث الأسواق مشبعة، وحيث يشتري الناس باستمرار المنتوج الجديد ويرمون القديم المشابه له.

ويتابع البروفسور ستاهيل  حديثه مع الصحافي في تلفزيون راديو كندا جيرالد فيليون فيشير إلى أنّ الاهتمام بالمخزون وبالسلع الموجودة يؤدّي إلى تكثيف اليد العاملة وتقليص استهلاك الموارد.

و كلفة المنتوج الذي أعيد تصليحه هي أدنى بنسبة 40 بالمئة من كلفة شراء منتوج جديد.

والاقتصاد الدائري ليس اقليميّا او محليّا فحسب بل أنّه يستخدم الكثير من اليد العاملة المتخصّصة يقول البروفسور والتر ستاهيل أحد مؤسّسي الاقتصاد الدائري في ختام حديثه لتلفزيون راديو كندا.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.