تناول الأستاذ في كلية الإعلام في جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) البروفيسور أنطوان شَعر فوز صادق خان بمنصب عمدة لندن في الانتخابات البلدية التي جرت في بريطانيا الخميس الفائت.
مدينة عالَم، كوسموبوليتية ومتعددة الثقافات، شابة ومبدعة، لندن أصبحت العاصمة الأوروبية الأولى التي تختار لنفسها عمدة مسلماً. وأين المشكلة في ذلك؟ يتساءل البروفيسور شَعر اليوم في مقالته الأسبوعية في صحيفة "مترو" بطبعتها الصادرة في مونتريال.
يخلف المرشح العمّالي صادق خان "الإعصار الأشقر" بوريس جونسون، الغريب الأطوار، في منصب عمدة لندن بعد إلحاقه الهزيمة بمرشح المحافظين زاكارياس غولدسميث، يقول شَعر.
وغولدسميث، وهو ابن ملياردير يهودي فرنسي بريطاني، هاجم خان، خامس أبناء مهاجر باكستاني كان يعمل سائق حافلة، طيلة الحملة الانتخابية على خلفية صلاته المزعومة بمتطرفين إسلاميين، كتب شَعر.
كما أن رئيس الحكومة البريطانية زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون شارك هو الآخر في حفلة التلميحات، فصرح بأن خان قد يكون تواصل مع إمام يدعم تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح، يضيف شَعر.
والعاصمة البريطانية متهمة منذ زمن بعيد بأنها تسمح بتواجد ناشطين إسلاميين متطرفين بداخلها، ومن هنا أطلق عليها اسم "لندنستان". لكن ربط الإسلام بالإرهاب والتطرف لا يبدو أنه أقنع سكانها، يقول شَعر.
فسكان لندن رأوا في خان مسلماً معتدلاً، مندمجاً في المجتمع بشكل كامل، تقدمياً، ومؤيداً للزواج المثلي. وبالمناسبة، ألم يتسبب له ذلك بتهديدات بالقتل؟

في حملته الانتخابية وعد خان بتحسين أوضاع الـ30% من سكان لندن الذين يعيشون تحت خط الفقر، لكنه ناضل أيضاً من أجل الحفاظ على حانة في حيه السكني، واعداً بجعل لندن مجدداً عاصمة أوروبا للحياة الليلية، بعد أن انتزعت منها برلين هذه المرتبة، يضيف شَعر.
اللندنيون في غالبيتهم لم يبالوا إذاً بانتماء خان الديني، إذ رأوا في ابن المهاجرين الباكستانيين رمزاً لاندماج ناجح في مدينتهم البالغ عدد سكانها 8,7 ملايين نسمة، 55% منهم من أبناء الأقليات الظاهرة.
وينقل البروفيسور شَعر عن أستاذ الصحافة في جامعة سيتي لندن (City University London) البروفيسور جورج بروك قوله له في تبادل للرسائل الإلكترونية إنه لا يعتقد أن الدين والعرق كانا مسألتيْن رئيسيتيْن في اختيار سكان لندن لعمدتهم الجديد.
"برأيي، اللندنيون أحبوا فكرة أن يكون لهم عمدة مسلم"، أضاف البروفيسور بروك حسب البروفيسور شَعر.
ويذكّر شَعر بأن مدينتيْ مانشستر وبرادفورد البريطانيتيْن سبقتا لندن بكثير بانتخاب عمدة مسلم لكل منهما، ويلفت أيضاً إلى أن عمدة روتردام، ثانية كبريات مدن هولندا، أحمد أبو طالب، المغربي المولد، هو أيضاً مسلم، كما هي حال عمدة كالغاري، رابعة كبريات المدن الكندية، نهيد ننشي.
ويختم البروفيسور شَعر بأن فوز خان يعكس التغيير الديمغرافي الكبير في لندن حيث بات المسلمون يشكلون أكثر من 12% من السكان. وبالتالي أين المشكلة في انتخاب عمدة مسلم لكبرى المدن الأوروبية؟ 57% من المقترعين اللندنيين قالوا نعم لصادق خان، يختم البروفيسور أنطوان شَعر.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.