مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.
ذي غلوب اند ميل: اعباء زوجة رئيس الحكومة
المساعدة مطلوبة عنوان طالعتنا به صحيفة ذي غلوب اند ميل التي تقول إنّ مكتب رئيس الحكومة الكنديّة يبحث في كيفيّة مساعدة صوفي غريغوار زوجة رئيس الحكومة جوستان ترودو على التخفيف من عبء الأعمال الملقاة على عاتقها.
ويبحث المكتب في توظيف مساعدة ثانية لزوجة رئيس الحكومة بعد أن اشتكت علنا من أنّها تجد صعوبة في التعامل مع عبء العمل الناجم عن مسؤوليّاتها.
وتنقل الصحيفة عن صوفي غريغوار قولها لدى وجودها في مدينة كيبيك إنّها ومساعدتها تعجزان عن تلبية الطلبات التي ترد من جمعيّات ومنظّمات خيريّة وتدعو غريغوار للترويج لقضاياها.
وتشير غريغوار في حديث لصحيفة لوسولاي إنّها تودّ من كلّ قلبها تلبية كلّ الطلبات .
"لديّ ثلاثة أطفال في المنزل وزوجي رئيس الحكومة. أريد المساعدة. اريد فريقا يساعدني على خدمة الناس" قالت صوفي غيرغوار في حديثها للصحيفة.
وأشارت إلى رغبتها في تحديث النظام الذي يتيح خدمة المواطنين لأنّ المواطنين يريدون تحديثه.
و تحظى صوفي غريغوار بشعبيّة كبيرة وحازت على الاهتمام الدولي إلى جانب زوجها رئيس الحكومة جوستان ترودو.
ويقول اوليفييه دوشينو الناطق باسم مكتب رئيس الحكومة إنّ المكتب يسعى لمساعدة السيّدة غريغوار.
ولكنّه لن يذهب إلى حدّ استحداث مكتب رسمي لزوجة رئيس الحكومة على غرار مكتب السيّدة الأولى الأميركيّة.
ويتعامل مكتب رئيس الحكومة بحذر نظرا للأسئلة المطروحة حول كافة الخدمات المنزليّة المقدّمة لعائلة رئيس الحكومة بما في ذلك مربّيتان تسافران أحيانا مع عائلة ترودو تقول ذي غلوب اند ميل.
ويؤكّد مكتب رئيس الحكومة أنّ صوفي غريغوار تتلقّى موازنة للخدمات المنزليّة تساوي تلك التي كانت تتلقّاها لورين هاربر زوجة رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر.

ويضيف أنّ غريغوار تتلقّى مراسلات أكثر ما يفسّر الحاجة إلى مساعدة إضافيّة.
وفي سابقة كنديّة، حصلت ميلا مالروني زوجة رئيس الحكومة الأسبق برايان مالروني على فريق من ثلاثة مساعدين كما يقول اوليفييه دوشينون.
ويشير إلى أنّ صوفي غريغوار تروّج لمصمّمي الأزياء الكنديّين من خلال الأزياء التي ترتديها في المناسبات العامّة.
وهي ملتزمة بالعديد من القضايا بما فيها تعزيز الصحّة واحترام الذات لدى المرأة الشابّة.
وتقول صوفي غريغوار إنّها تتأثّر بالمراسلات التي تصلها والتي يروي فيها الناس معاناتهم، وكان بودّها مساعدة الجميع.
ولا تعجبها أن يراها الناس فقط كزوجة رئيس الحكومة وتقاوم هذه الطريقة في التفكير وتؤكّد أنّ المجتمع تطوّر وأصبح يؤمن ويحترم القرارات التي تتّخذها النساء ذوات الاختصاص المهنيّ بشأن أسرهنّ.
وكانت هي شخصيّا تعمل كصحافيّة في التلفزة.
وتقول إنّ والدتها الممرّضة توقّفت عن العمل يوم رُزقت بابنتها صوفي. ولكنّ الوالدة ظلّت ذكيّة ومثيرة للاهتمام رغم توقّفها عن العمل.
وأكّدت صوفي غريغوار زوجة رئيس الحكومة جوستان ترودو على أهميّة التوفيق بين المهنة والعائلة دون الاضطرار لدفع الثمن غاليا.
وتشير ذي غلوب اند ميل في ختام تعليقها بأنّها لم تتمكّن من الحصول على تعليق من صوفي غريغوار حول مسألة زيادة فريق المساعدة لها.

" شاعر في مواجهة التطرف "
تحت عنوان: " شاعر في مواجهة التطرف "، استهلت المحررة في صحيفة لو جورنال دو مونتريال، ليز رافاري مقالها مستشهدة بمواقف الشاعر والروائي الجزائري الكندي كريم عكوش:
" كل يوم، يربح التطرف الإسلامي معاركه ضد الغرب. لقد نجح في تقليص حرية الفكر، وتفريق النساء عن الرجال في المسابح العامة، وفرض الأطعمة الحلال في المدارس وإضعاف العلمنة وإنشاء مساجد داخل الجامعات وربح دعاو ضد الحكومات..."
لقد تعرفت على كريم عكوش، تقول رافاري، بمناسبة نقاش حول شرعة العلمنة عام 2014 وكنت ضدها باسم الحقوق الفردية وهو كان من مؤيديها باسم الحرية. وتصوروا هذا المشهد: كيبيكية أصيلة في مواجهة شاعر وروائي مولود في الجزائر ومقيم في مونتريال منذ العام 2008، في نقاش حول القيم الكيبيكية، من كان ليصدق ذلك؟
وتتساءل ليز رافاري: هل كريم عكوش وطني استقلالي؟ وتجيب مستشهدة ببعض أقواله: " أنا من القبائل ذوي البعد الإنساني الشامل، منفتح على كل الثقافات ووقعت في غرام كيبيك. أنا أنتمي إلى شعب يعيش أزمة إثبات وجود وأدعم كل الشعوب التائقة للحرية".
كريم عكوش ينشر مدوناته في كبريات وسائل الإعلام وألقى الشهر الماضي اثنتي عشرة محاضرة في الجزائر التي يقول إنه لم يزرها منذ خمس سنوات " ولاحظت أن السلفية تزداد قوة فيها، وقد قتل الإسلاميون ابن عمي وكانت أمي تنام وبجانبها فراعة وأخي وبجانبه مسدس". ويضيف منتقدا ارتداء النقاب: " في الجزائر، الدولة المسلمة، لا ترتدي النساء النقاب".
وتتابع ليز رافاري : بالرغم من مواقفه المتناغمة مع مواقف الأكثرية، فثمة من يعارضه وينتقده ويعلق قائلا: الأمر الأسوأ هو أن يتهمك الكيبيكيون بالإسلاموفوبيا، أنا أعارض التسويات المعقولة لأنه لا يجوز لأحد أن يفرض إيمانه على الآخرين".
وتسأله ليز رافاري: ماذا يجب إذا فعله إزاء انتشار التطرف حتى في الغرب؟ فيجيب: " على نخبنا الإعلامية والسياسية أن تتصرف بشجاعة، ويجب تسمية الأشياء بأسمائها وشرح العلمنة ورفض العنصرية وبخاصة اقتراح أحلام، يقول الروائي " الذي يزعجه إدماننا على الاستهلاك ، فالتطرف الإسلامي يشبه النزعة الاستهلاكية فهو يريد قتل الإنسان لجعله مؤمنا بينما النزعة الاستهلاكية تريد قتله لتحويله إلى مجرد مستهلك".
فلنتوقف عن استضافة أمثال عادل شرقاوي في وسائل الإعلام، ولنعطِ الكلام لأمثال كريم عكوش ما يشكل بداية جيدة، تخلص ليز رافاري مقالها المنشور في لو جورنال دو مونتريال.

تناول الأستاذ في كلية الإعلام في جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) البروفيسور أنطوان شَعر فوز صادق خان بمنصب عمدة لندن في الانتخابات البلدية التي جرت في بريطانيا الأسبوع الفائت.
مدينة عالَم، كوسموبوليتية ومتعددة الثقافات، شابة ومبدعة، لندن أصبحت العاصمة الأوروبية الأولى التي تختار لنفسها عمدة مسلماً. وأين المشكلة في ذلك؟ يتساءل البروفيسور شَعر اليوم في مقالته الأسبوعية في صحيفة "مترو" بطبعتها الصادرة في مونتريال.
يخلف المرشح العمّالي صادق خان "الإعصار الأشقر" بوريس جونسون، الغريب الأطوار، في منصب عمدة لندن بعد إلحاقه الهزيمة بمرشح المحافظين زاكارياس غولدسميث، يقول شَعر.
وغولدسميث، وهو ابن ملياردير يهودي فرنسي بريطاني، هاجم خان، خامس أبناء مهاجر باكستاني كان يعمل سائق حافلة، طيلة الحملة الانتخابية على خلفية صلاته المزعومة بمتطرفين إسلاميين، كتب شَعر.
كما أن رئيس الحكومة البريطانية زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون شارك هو الآخر في حفلة التلميحات، فصرح بأن خان قد يكون تواصل مع إمام يدعم تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح، يضيف شَعر.
والعاصمة البريطانية متهمة منذ زمن بعيد بأنها تسمح بتواجد ناشطين إسلاميين متطرفين بداخلها، ومن هنا أطلق عليها اسم "لندنستان". لكن ربط الإسلام بالإرهاب والتطرف لا يبدو أنه أقنع سكانها، يقول شَعر.
فسكان لندن رأوا في خان مسلماً معتدلاً، مندمجاً في المجتمع بشكل كامل، تقدمياً، ومؤيداً للزواج المثلي. وبالمناسبة، ألم يتسبب له ذلك بتهديدات بالقتل؟
في حملته الانتخابية وعد خان بتحسين أوضاع الـ30% من سكان لندن الذين يعيشون تحت خط الفقر، لكنه ناضل أيضاً من أجل الحفاظ على حانة في حيه السكني، واعداً بجعل لندن مجدداً عاصمة أوروبا للحياة الليلية، بعد أن انتزعت منها برلين هذه المرتبة، يضيف شَعر.
اللندنيون في غالبيتهم لم يبالوا إذاً بانتماء خان الديني، إذ رأوا في ابن المهاجرين الباكستانيين رمزاً لاندماج ناجح في مدينتهم البالغ عدد سكانها 8,7 ملايين نسمة، 55% منهم من أبناء الأقليات الظاهرة.
وينقل البروفيسور شَعر عن أستاذ الصحافة في جامعة سيتي لندن (City University London) البروفيسور جورج بروك قوله له في تبادل للرسائل الإلكترونية إنه لا يعتقد أن الدين والعرق كانا مسألتيْن رئيسيتيْن في اختيار سكان لندن لعمدتهم الجديد.
"برأيي، اللندنيون أحبوا فكرة أن يكون لهم عمدة مسلم"، أضاف البروفيسور بروك حسب البروفيسور شَعر.
ويذكّر شَعر بأن مدينتيْ مانشستر وبرادفورد البريطانيتيْن سبقتا لندن بكثير بانتخاب عمدة مسلم لكل منهما، ويلفت أيضاً إلى أن عمدة روتردام، ثانية كبريات مدن هولندا، أحمد أبو طالب، المغربي المولد، هو أيضاً مسلم، كما هي حال عمدة كالغاري، رابعة كبريات المدن الكندية، نهيد ننشي.
ويختم البروفيسور شَعر بأن فوز خان يعكس التغيير الديمغرافي الكبير في لندن حيث بات المسلمون يشكلون أكثر من 12% من السكان. وبالتالي أين المشكلة في انتخاب عمدة مسلم لكبرى المدن الأوروبية؟ 57% من المقترعين اللندنيين قالوا نعم لصادق خان، يختم البروفيسور أنطوان شَعر.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.