الرئيس التركي رجب طيب أردوغانن

الرئيس التركي رجب طيب أردوغانن
Photo Credit: رويترز / اوميت بيكداس

“تركيا من الحلم الديموقراطي إلى الاستبداد”

خرجت من الجغرافيا الواسعة وظلت أسيرة تاريخها التوسعي .. نزعت الطرابيش عن الرؤوس وظلت الطرابيش في الكثير من الرؤوس .. ألغت الأبجدية العربية واعتمدت الأحرف اللاتينية فخرجت من بيئتها العربية الإسلامية  ولم تدخل الجنة الأوروبية .. أخرجت الدين من الدولة ولم تتمكن من إخراج الدولة من الدين. .

إنها تركيا ، وريثة الدولة العثمانية ، والمؤتمنة على إرث مصطفى كمال الضائع بين علمنة تتراجع وأصولية تبحث عن موطئ قدم ، وبينهما إسلام يوصف بالمعتدل في بيئة جغرافية واجتماعية وسياسية باتت رأس الحربة في النزاع السني الشيعي الذي يهدد المنطقة بمجمل مكوناتها الدينية والمذهبية والعرقية ، وحتى الجغرافية .

وجاءت الحرب السورية وقبلها العراقية وقبلهما انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، لتضع تركيا في مواجهة ما سمي بـ " الهلال الشيعي " الذي بات يطوق حدودها الجنوبية والجنوبية الشرقية ويفرض واقعا جيو سياسيا ومذهبيا متجددا على الدولة السنية الأقوى في المنطقة  و" وكيلة " حلف شمال الأطلسي فيها.

وهي اليوم تواجه عدة اتهامات بدأ من دعمها الإسلاميين المتشددين وصولا إلى انتهاك حقوق الإنسان وانتهاج نظام قمعي استبدادي كما يقول الصحافي في جريدة الجمهورية التركية والخبير الاقتصادي والسياسي ومؤلف كتاب " تركيا أردوغان الجديدة، من الحلم الديموقراطي إلى الاستبداد" أحمد إيسيل في حديث أجراه معه ليو كاليندا من هيئة الإذاعة الكندية :

"لم يعد عدد متزايد من صحف المعارضة قادرا من مواصلة الصدور جراء ازدياد هيمنة أصحاب أعمال مقربين من رجب طيب أردوغان على الصحافة إضافة إلى وجود حوالي ثلاثين صحافيا في السجون التركية لكونهم نشروا أخبارا لا تعجب الحكومة والأهم من كل ذلك استعمال تهديد مستمر لملاحقة صحافيين أمام المحاكم بتهم شتم الحكومة ورئيس الدولة والتشهير وفضح أسرار الدولة إلى آخره"، بحسب المادة 229  من قانون العقوبات التي تعاقب شتم الحكومة والرئيس.

ويؤكد أحمد إيسل أن ثمة 1850  ملاحقة حاليا ليس بالضرورة ضد الصحافيين إنما من كل فئات الناس العاديين ويضيف:

"ثمة طلاب أرسلوا تغريدات على التوتر اتهموا فيها أردوغان بالسارق أو الديكتاتور أو بمسؤوليته عن المجازر ضد الأكراد تتم ملاحقتهم فورا وإذا كان المنتقدون من موظفي الدولة فيتم طردهم وثمة ثلاثون منهم حاليا تم شطب أسمائهم من لوائح العمل في القطاع العام".

ويؤكد الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية ليو كاليندا أن أردوغان مصاب بجنون العظمة ويعطي مثالا على ذلك:

"مساحة قصره الجديد مئتا ألف متر مربع بالقرب من انقره وعلى غابة كان زرعها مصطفى كمال اتاتورك، مؤسس الدولة العلمانية، وهو يضم ألف غرفة فخمة كلف تشييده 350 مليون دولار مساحته تبلغ أربعة أضعاف مساحة قصر فرساي وخمسين ضعفا مساحة البيت الأبيض في واشنطن".

وبالرغم من قمع الحريات الصحافية، فهناك صحف معارضة ما زالت تنشر والمعارضون ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي كما يقول أحمد إيسيل ويضيف:

" أنا كنت دائما من المعارضين. لقد تعودنا على التصدي للعسكر ومواجهة الفاشيين والإسلام المحافظ . لكن الصعوبة الوحيدة هي أن المسلمين المحافظين ينجحون في تأمين حوالي خمسين بالمئة من الأصوات الانتخابية ما يشكل صعوبة لإجراء معركة ديموقراطية حقيقية".

يبقى أن ما قاله رجب طيب أردوغان قبل وصوله إلى السلطة عام 2002 خير معبر عن الوضع السائد. قال يومها:

الديموقراطية وسيلة وليست هدفا هي كقطار الأنفاق، نتوقف عند المحطة التي نريدها وننزل من القطار.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.