كتب الصحافي والمحلّل السياسي فرانسوا بروسو تعليقا في صحيفة لودوفوار تحت عنوان "الإسلام في حالة حرب" يقول فيه إنّ الخلاف بين السنّة والشيعة يتوسّع وقد امتدّ إلى كلّ العالم الإسلامي.
فمن العراق إلى سوريّا واليمن والبحرين، شهدت كلّ هذه الدول منذ العام 2011 ثورات علمانيّة ذات طابع اجتماعي ومناهض للشموليّة .
ولكنّها حادت عن مسارها بعد أن احتوتها القوى الدينيّة تحت محور "السنيّ ضدّ الشيعي" على خلفيّة لاعبَين اثنين: إيران الشيعيّة والسعوديّة السنيّة يقول فرانسوا بروسو في تعليقه في صحيفة لودوفوار.
والإسلام السنّي هو أيضا في حالة حرب ضدّ الكفّار في كلّ القارّات ابتداءً من اوروبّا.
وهي حرب على أساس ديني حتّى لو أنّها تأخذ طرقا مختلفة وحتّى لو كان علم الاجتماع حول التشدّد العنيف يعطيها تفسيرات متناقضة.
فهل يمكن الحديث عن أسلمة الراديكاليّة يتساءل فرانسوا بروسو ويضيف أنّ أستاذ العلوم السياسيّة الفرنسي اوليفييه روا الخبير في شؤون الإسلام يدافع عن هذا الطرح.
ويردّ العنف الإرهابي لدى الشباب من أمثال صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس الإرهابيّة إلى أسباب اجتماعيّة وماديّة كالفقر والتمييز والظلم الاجتماعي وهي كلّها عوامل تجعل الثورة إسلاميّة ظاهريّا كما كانت الحال بالنسبة للألوية الحمراء الايطاليّة يقول فرانسوا بروسو في تعليقه في صحيفة لودوفوار.
ويتابع بروسو فيقول إنّ الكاتب الفرنسي الاختصاصي في شؤون الاسلام جيل كيبيل يتحدّث عن الارهاب الذي أدمى في الآونة الأخيرة باريس وبروكسيل وجاكارتا و نيروبي و عن خيط مشترك هو الإسلام المتطرّف والذي يبقى الخيط الأحمر المشترك بين حركات مرتبطة ايديولوجيّا ودينيّا في ما بينها.
ويتابع فرانسوا بروسو فيشير إلى حرب داخليّة أساسيّة أكثر ممّا هي جيوسياسيّة في العلاقة بين الاسلام من جهة والحداثة والآخر والتسامح والفصل الجذري بين الزمني والروحي من الجهة الأخرى.

وتمكّنت المسيحيّة واليهوديّة من حلّ تلك المشكلة، والصراع بين دولة إسرائيل وجيرانها هو صراع على الأرض، واليهوديّة ليست ديانة تبشيريّة.
والاسلام في النهاية هو في حرب ضدّ نفسه، وفي حالة جهاد داخلي تقول الصحيفة.
و قد يلتقي ربّما انتقاد الاسلام الراديكالي من قبل المسلمين أنفسهم مع انتقاد التعدّدية الثقافيّة الموجودة في اوروبا الشماليّة وبريطانيا وكندا.
ونرى في هذه الدول على سبيل المثال شخصيتين اوروبيّتين مسلمتين من أصول مهاجرة هما صادق خان عمدة لندن الجديد وقبله عام 2009 أحمد ابو طالب عمدة روتردام ثاني مدينة في هولندا.
وكلاهما يقولان الحقيقة للإسلاميّين المتشدّدين ولدعاة التعدّديّة الثقافيّة في البلد الذي وُلد كلّ منهما فيه.
وتنقل لودوفوار عن صادق خان قوله عندما كان نائبا عن حزب العمّال في مجلس العموم البريطاني وفي أعقاب هجمات باريس إنّ الحكومات المتعاقبة في بريطانيا عزّزت الشروط التي أتاحت صعود التطرّف بكلّ حريّة.
و قد دافعنا عن حقّ كلّ واحد في حماية ثقافته على حساب الثقافة المشتركة كما قال صادق خان.
والكثير من المسلمين البريطانيّين يكبرون دون أن يلتقوا شخصا واحدا من محيط آخر كما قال عمدة لندن الجديد.
وتنقل لودوفوار ما قاله محمّد ابو طالب غداة الهجوم على مجلّة شارلي ابدو الفرنسيّة الساخرة متوجّها للمتشدّدين في هولندا: "إن كنتم لا تحبّون الحريّة، بالله عليكم أحزموا حقائبكم وارحلوا".
وقال ابو طالب في وقت لاحق إنّ على الاسلام أن يعيد النظر في نفسه.
ويخلص فرانسوا بروسو في تعليقه في صحيفة لودوفوار إلى القول: إن اراد أحد في اوتاوا أن يرى في انتخاب صادق خان في لندن انتصارا للتعدّديّة الثقافيّة كما تمارسها كندا، عليه أن يُصغي بانتباه للأقوال الحكيمة التي صدرت عن عمدتي لندن وروتردام المسلمَين.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.