الدكتور علي الرقيقي استاذ الألسنيّة ومدير معهد الدراسات الفرنسيّة في جامعة لورانسيين في سادبوري

الدكتور علي الرقيقي استاذ الألسنيّة ومدير معهد الدراسات الفرنسيّة في جامعة لورانسيين في سادبوري
Photo Credit: Courtoisie Université Laurentienne

العالم الافتراضي: آفاق رحبة لعالم اللّغات

الانترنت عامل مهمّ في مجال اللّغة وأداة تساهم في التعريف بها وتوسيع أفق انتشارها.

هذا ما يقوله ويؤكّد عليه الدكتور علي الرقيقي أستاذ الألسنيّة ومدير معهد الدراسات الفرنسيّة في جامعة لورانسيين Université Laurentienne في سادبوري في مقاطعة اونتاريو.

ويشارك الدكتور الرقيقي في الإعداد لندوة بعنوان اللّغات والمجال تستضيفها جامعة القنيطرة في المغرب عام 2017.

والندوة هي الثالثة من نوعها وسبقتها ندوتان مماثلتان كانت اولاهما في جامعة لورانسيين عام 2010 والثانية في تبيليسي عاصمة جمهوريّة جورجيا العام الماضي 2015 كما قال لي الدكتور الرقيقي في مقابلة أجريتها معه وأضاف:

تبحث الندوة في العمق في العلاقات بين اللّغة والمجال، وبالتالي بين مختلف الثقافات والشعوب ومختلف مجالات الاستخدام.

وكلمة مجال هي مشترك لفظي بمعنى أنّها تتضمّن المجال الافتراضي ومجال الانترنت وكافّةَ وسائط التواصل الاجتماعي.

وكلّ هذه المجالات أصبحت أشبه بمجال محسوس نتيجة التفاعل بين مستخدميها حول العالم يقول الدكتور علي الرقيقي.

ويتابع فيشير إلى أنّ الندوة استوحت موضوعها من تطوّر العالم الافتراضي ويضيف موضحا:

لاحظنا أنّ اللّغة لم تعد ظاهرة اجتماعيّة مرتبطة بالمجال المحسوس بل أصبحت ظاهرة عالميّة تتخطّى المجال المحسوس وتتخطّى الحدود نظرا للتقارب الذي أدّت إليه العولمة التي ألغت المسافات بين الدول والشعوب.

ووجد الباحثون أنفسهم أمام إشكاليّة من نوع جديد حول العلاقة بين الشعوب والثقافات ووسائط التواصل المختلفة.

وكان لا بدّ لهم من متابعة تطوّر اللّغات خلال العقود القليلة الماضية والمضاعفات التي تركتها على مجمل نشاطات الانسان.

ويتابع الدكتور على الرقيقي ردّا على سؤالي حول اللّغة العربيّة تحديدا  فيشير إلى أنّه كان لا بدّ من البحث في المضاعفات التي تركتها هذه التطوّرات على مختلف اللهجات العربيّة ويضيف قائلا:

كما هو معروف لكلّ دولة عربيّة لهجة خاصّة بها، فضلا عن العربيّة الفصحى التي تتضمّن الفصحى الكلاسيكيّة و الفصحى المعاصرة.

وقمنا بالأبحاث حول كلّ مستويات اللّغة العربيّة والمضاعفات التي ادخلها المجال الفرضي على مستخدميها الذين يتبادلون في ما بينهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

وتابع يقول إنّ ثمّة أبحاثا تجري حول لغات عديدة مثل الأمازيغيّة والأرمنيّة في دول المغرب ولبنان على سبيل المثال، والعلاقة بين مستخدميها والدول المستخدَمة فيها.

والمجال الافتراضي وفّر إمكانيّة التبادل بهذه اللّغات في مساحات أوسع وأوجد ديناميّة من نوع جديد وأعطى العديد من اللّغات دفعا قويّا غير مسبوق.

وحول الاهمال الذي نلاحظه في استخدام اللّغات وقواعدها عبر وسائط التواصل الاجتماعي يقول الدكتور علي الرقيقي إنّ علم اللّسانيات لا يطلق أحكاما تقييميّة حول نقاوة استخدام اللّغة ام عدمها كما هي الحال أحيانا كثيرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

والمهمّ بالنسبة لعلم اللسانيّات أنّ المتحاورين يستخدمون اللّغة الكلاسيكيّة واللهجات العاميّة على حدّ سواء.

وهذا ينمّ عن قدرة على التنقّل بين مختلف مستويات اللّغة واستخدام الشكل المناسب في الظرف المناسب.

لقاء لنشر الكتب المنبثقة عن الندوة الأولى حول اللّغة والمجال في أوّل أيّار مايو 2014
لقاء لنشر الكتب المنبثقة عن الندوة الأولى حول اللّغة والمجال في أوّل أيّار مايو 2014 © Courtoisie Université Laurentienne

وتابع الدكتور علي الرقيقي مشيرا إلى الازدهار الذي وفّره المجال الافتراضي لمختلف اللّغات وأضاف:

أعتقد أنّه ازدهار بالنسبة لكلّ اللّغات بكلّ اشكالها. واللّغة هي كالكائن الحيّ وينبغي أن نوفّر لها إمكانيّة التطوّر.

واللّغة التي نتحدّث بها اليوم ليست كما كانت عليه قبل عشرة قرون.

واللّغات تطوّرت نتيجة التفاعل في ما بينها يقول الدكتور الرقيقي ويشير إلى أنّه يؤمن بديناميّة اللّغة وحيويّتها وعدم إخضاعها للقيود.

ودرج الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة على القول إنّ لغة الشعب قادرة على التعبير عن أمور لا تقدر عليها اللّغة الفصحى.

وينبغي أن نستفيد من قدرات اللّغة العاميّة يقول الدكتور علي الرقيقي ويضيف:

حتّى اللّغة العربيّة الفصحى بحاجة لأن تتطوّر وأن تصبح جزءا لا يتجزّأ من التعبير الشعبي.

وفي حال لم تتطوّر ولم تندمج مع لغة الشعب، قد يكون مصيرها كمصير اللّغة اللاتينيّة يقول الدكتور علي الرقيقي.

ويشير ردّا على سؤلي إلى أنّ ثمّة دراسات أظهرت أنّ النصوص القرآنيّة نفسها تتضمّن استعارات لغويّة.

ويتابع فيقول إنّ بإمكان اللّغة العربيّة أن تستعير ما يناسبها من اللّغات الأخرى.

وينقل عن عالم النحو ابن جنّي أنّ كلّ ما يقال على طريقة العرب هو عربي.

وبإمكاننا أن نقَوْلب الاستعارات من اللّغات الأخرى كما نشاء لتصبح عربيّة، واللّغات تتناضح في ما بينها قال الدكتور علي الرقيقي أستاذ الألسنيّة ومدير معهد الدراسات الفرنسيّة في جامعة لورانسيين في ختام حديثه للقسم العربي.

استمعوا
فئة:دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.