علق المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال لويك تاسي على موجة اليمين المتطرف التي تجتاح أوروبا وتساءل في مستهل المقالة: هل تتجه أوروبا صوب اليمين المتطرف؟ أمس كاد زعيم اليمين المتطرف في النمسا أن يفوز في الانتخابات ما أثار موجة من القلق في أوساط عدة زعماء أوروبيين. ففي أوروبا، يصوت الناخبون أكثر فأكثر لمرشحي اليمين المتطرف. ولا يقتصر الوضع على أوروبا فمواقف المرشح الجمهوري في الولايات المتحدة دونالد ترامب من مسألة المهاجرين، تحمل بصمات اليمين المتطرف، وكذلك سياسات رئيسي البرازيل والفيليبين الجديدين التي يمكن نعتها باليمين المتطرف. ويطرح لويك تاسي عدة أسئلة.
أولا: ما معني اليمين المتطرف؟
إن الأنظمة اليمينية المتطرفة الأشهر في التاريخ هي نظام هتلر ونظام موسوليني: فالرجلان كانا يكرهان اليسار ويعتبران أن استعمال العنف للوصول إلى السلطة أمر طبيعي. كانا عنصريين ويؤمنان بأن ثقافتهما القومية أعلى مرتبة من ثقافة الآخرين. واليوم قليلة جدا هي الأحزاب التي تريد العودة إلى زمن هتلر وموسوليني، ولكن بالمقابل، فالأحزاب المناهضة للهجرة، ولسياسة اليسار والمعارضة للوحدة الأوروبية، عادة ما توصف باليمين المتطرف لاسيما إذا كانت تعتمد وسائل عنفية.
ثانيا: لماذا تساء النظرة إلى الوطنيين القوميين المناهضين للاتحاد الأوروبي؟
يجيب تاسي: إن عددا كبيرا من الأوروبيين الذين ما زالوا متأثرين بصدمة الحرب العالمية الثانية، يعتبرون أن كل الطروحات الوطنية القومية سيئة. ويعتقدون أن قيام الاتحاد الأوروبي يشكل وسيلة لتحييد المشاعر القومية.
ثالثا: هل الأحزاب الأوروبية المعادية للمهاجرين والمناهضة للاتحاد الأوروبي وسياسات اليسار هي بالضرورة من اليمين المتطرف؟
يجيب لويك تاسي: نعم، بالنسبة لمؤيدي الاتحاد الأوروبي الرافضين كل أشكال النزعات الوطنية القومية، ولا بالنسبة للآخرين. ولنقل الأشياء بطريقة مختلفة: فالجنرال ديغول كان اعتبر زعيما يمينيا متطرفا من عدد كبير من الأوروبيين اليوم بالرغم من أنه لم يكن يؤيد السياسات العنفية.
رابعا: هل سيتمكن حزب يميني متطرف من استلام السلطة في دولة أوروبية؟
كاد الأمر أن يكون ممكنا في النمسا، والدول الأخرى على القائمة هي سويسرا والدنمارك وهنغاريا حيث حصلت الأحزاب اليمينية على عشرين بالمئة من التأييد الشعبي ، وقد تحصل مفاجآت في فرنسا وهولندا في الانتخابات المقبلة، والاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تشكل نتائجه مؤشرا مهما حول نزعة الرأي العام الأوروبي.
باختصار، لن نشهد صعودا لليمين المتطرف بالمفهوم النازي للمصطلح لكن هذا الصعود موجود بالمعنى الوطني القومي للمصطلح من وجهة نظر المؤيدين للاتحاد الأوروبي، يخلص لويك تاسي مقاله في صحيفة لو جورنال دو مونتريال.
راديو كندا الدولي – لو جورنال دو مونتريالاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.