"عندما نكون روّاد فضاء، يستحيل أن نقوم بعملنا من دون دعم أولئك الذين سبقونا والذين يعملون بجدّ منذ عقود"
هذا الكلام لرائد الفضاء الكندي دافيد سان جاك الذي سيصبح حلمه بالذهاب إلى الفضاء حقيقة واقعة في تشرين الثاني نوفمبر من العام المقبل 2018 .
وسوف يكون سان جاك الذي يبلغ 47 عاما من العمر تاسع رائد كندي يقوم بمهمّة على متن المحطّة الفضائيّة الدوليّة.
وقد أعلن وزير الابتكار والعلوم والتنمية الاقتصاديّة نافديب باينز خبر اختيار الرائد سان جاك للقيام بالرحلة.
ويحمل سان جاك شهادات في الهندسة والطب والفيزياء الفلكيّة وكان على وكالة الفضاء الكنديّة أن تختار بينه وبين الرائد جيريمي هانسن وهما الرائدان الكنديّان الناشطان حاليّا.
يقول الرائد دافيد سان جاك في حديث لتلفزيون راديو كندا إنّه يحلم منذ الصغر بالذهاب إلى الفضاء والحلم يقترب من أن يصبح حقيقة ويضيف قائلا:
أذكر أنّني شاهدت صورا للأرض مأخوذة من الفضاء عندما كنت في السادسة من عمري وأدركت أنّه من الصعب أخذ الصور وتساءلت أين يوجد المصوّر.
وعندما عرفت أنّه كان فوق سطح القمر أصابني الذهول يقول رائد الفضاء الكندي دافيد سان جاك.
ويتابع فيقول إنّ الانسان تمكّن من الوصول إلى القمر بفضل العلم.
وقد أدرك أهميّة الذهاب إلى المدرسة وتحصيل العلم الذي هو أمر مسلّ على أيّ حال على حدّ قوله.

ويشير إلى أنّه كان مفتونا بالفضاء ولكنّه لم يكن يعتقد بأنّه سيمكنه الوصول إليه يوما ويضيف:
كنت أسأل نفسي عمّا يفعله رائد الفضاء وأجيب بأنّه يأكل جيّدا ويمارس الرياضة ويذهب إلى المدرسة ويدرس ويتعلّم لغات أجنبيّة ويسافر.
وقادني كلّ ذلك على طريق العلم وأصبحت عالما ومستكشفا يقول سان جاك.
وكان على يقين بأنّ فرص الذهاب إلى الفضاء ضئيلة، وقد تسنّت له فرصة تقديم طلب لبرنامج فضائي وشارك في مباراة إلى جانب 5 آلاف شخص كما يقول ويضيف:
حقّقت الخطوة الأولى يوم تمّ اختياري من بين المتبارين للبرنامج الفضائي الكندي قبل سبع سنوات. وانتقلت إلى مركز تدريب روّاد الفضاء في هيوستن في ولاية تكساس حيث تابعت دروسا أوليّة للحصول على ما يمكن أن أسمّيه رخصة الدخول يقول دافيد سان جاك.
ويضيف أنّه عمل بعد ذلك في أروقة مركز التدريب وكان يشغّل أجهزة الاتّصال بالراديو عندما كان رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد على متن المحطّة الفضائيّة الدوليّة، وكانت مهمّة سان جاك تقضي بنقل اتّصالات الروّاد على متنها.
وكانت فرحته لا توصف عندما وقع الخيار عليه ليكون الرائد الكندي المقبل الذي سيتّجه نحو المحطّة الفضائيّة الدوليّة كما يقول ويتابع:
أمامي سنتان من التدريب وعليّ أن أتعلّم قيادة المركبة الفضائيّة سويوز التي ستحملنا إلى المحطّة الدوليّة .
كما ينبغي أن أختبر كلّ التجارب العلميّة التي سنجريها طوال مهمّتنا التي تستمرّ ستة أشهر.
ويشير إلى أنّه تلقّى اتّصالا هاتفيّا من وكالة الفضاء التي أطلعته على امر اختياره للقيام بالرحلة إلى الفضاء.
وأشار إلى أنّ الوكالة أرادت أن تفسح في المجال أمام الأسرة للاستعداد للمرحلة المقبلة، مرحلة التدريب التي تسبق الرحلة إلى الفضاء وأضاف:
المشروع ضخم للغاية ويخصّ العائلة بأسرها وهو اشبه بتمرين للتوفيق بين الأسرة والعمل وعلينا أن نستعدّ له.
ومرحلة الاستعداد تتطلّب جهودا مكثّفة وتمارين يوميّة ليستكمل الرائد جهوزيّته قبل الانطلاق نحو الفضاء.
ويقول إنّه تعلّم الكثير من رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد ويضيف:
تعلّمت منه بصورة خاصّة أهميّة أن نحافظ على شخصيّتنا طوال هذه المرحلة وأن نقوم بكلّ شيء من منطلق شخصيّتنا وهذا ما أنوي عملَه قال رائد الفضاء الكندي دافيد سان جاك في حديثه لتلفزيون راديو كندا.
وكان رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد قد تولّى قيادة المحطّة الفضائيّة الدوليّة عام 2013 وآخر كندي خرج إلى الفضاء منذ تلك الفترة.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.