نوربرت هوفر، مرشح حزب الحرية النمساوي اليميني الشعبوي للانتخابات الرئاسية، في آخر تجمع انتخابي له في 20 أيار (مايو) الجاري في فيينا قبل موعد الاستحقاق الرئاسي.

نوربرت هوفر، مرشح حزب الحرية النمساوي اليميني الشعبوي للانتخابات الرئاسية، في آخر تجمع انتخابي له في 20 أيار (مايو) الجاري في فيينا قبل موعد الاستحقاق الرئاسي.
Photo Credit: Reuters / Leonhard Foeger

“الهلع” من نتائج الانتخابات الرئاسية في النمسا

تناول كاتب العمود في صحيفة "لو دوفوار" الكندية غي تايفير الانتخابات الرئاسية الأخيرة في النمسا التي فاز فيها مرشح حزب الخضر، ألكسندر فان دير بيلين، بفارق ضئيل على منافسه مرشح حزب الحرية النمساوي، نوربرت هوفر.

إذا كان احتمال فوز نوربرت هوفر في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في النمسا يوم الأحد قد زرع الرعب في نفوس الأوروبيين، فتقدم اليمين المتطرف في هذا البلد هو ظاهرة لا يمكن تصنّع التفاجؤ حيالها، كتب تايفير في مقال بعنوان "الهلع".

فحزب الحرية النمساوي (FPÖ) المناهض للهجرة والمشكك بالاتحاد الأوروبي أوجد لنفسه مكاناً على الساحة السياسية في النمسا منذ زمن بعيد، يقول تايفير في "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال.

فبعد أن شكل ملجأً للنازيين القدامى عند تأسيسه في خمسينيات القرن الفائت، شارك حزب الحرية النمساوي في حكومات ائتلافية منتصف الثمانينيات، ثم في عام 2000. كما أنه ترأس مقاطعات وبلديات في النمسا.

وخلافاً لردود الفعل إزاء حزب "الجبهة الوطنية" (Front national) اليميني المتطرف في فرنسا، لم يواجَه حزب الحرية النمساوي بأي اعتراض في أوساط الطبقة السياسية النمساوية على مشاركته في الحكم، يقول تايفير.

لكن أن تكون هزيمة هوفر قد قوبلت بارتياح هو أمر مفهوم. فلو فاز في الانتخابات الرئاسية يوم الأحد لأصبح أول رئيس من اليمين المتطرف في دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، يقول تايفير.

زعيمة
زعيمة "الجبهة الوطنية" في فرنسا، مارين لوبين، في مقابلة أجراها معها تلفزيون راديو كندا خلال زيارتها الأخيرة إلى كندا في آذار (مارس) الفائت © Radio-Canada

ويرى كاتب المقال أنه يمكن الحديث عمّا يشبه "الأعجوبة" لوصف "الهبة المواطنية" التي أغلقت الباب بوجه هوفر وأعطت خصمه فان دير بيلين، الناشط البيئي القديم، الفوز بفارق 31026 صوتاً فقط من أصل 4,48 مليون مقترع.

ومن هنا السؤال الذي يفرض نفسه: كم "هبة مواطنية" ستنجح بعد في اعتراض طريق اليمين المتطرف؟ يسأل تايفير.

فالأكثر إقلاقاً هو أن هذا الاندماج لليمين الراديكالي في الحياة السياسية في النمسا لم يعد يشكل الاستثناء، بل أصبح صورة لتفشي الحركة الشعبوية المتطرفة في كل أوروبا وللتأثير المتزايد لهذه الحركة في الفضاء السياسي والشعبي، يضيف الكاتب.

ويعطي تايفير بعض الأمثلة، فيشير إلى انضمام اليمين المتطرف للائتلاف الحاكم في كل من فنلندا والنروج، وإلى أن هذا اليمين المتطرف هو من يسمح للحكومة الليبرالية في الدانمارك بالبقاء في السلطة، ويضيف أن حزب الحرية اليميني المتطرف يحتل الصدارة في استطلاعات الرأي في هولندا وأن الاستطلاعات في فرنسا تشير إلى أن زعيمة "الجبهة الوطنية"، مارين لوبين، ستصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

ويرى تايفير أن هزيمة هوفر التي تكاد تكون انتصاراً لحزبه جلبت المياه إلى طواحين اليمين الشعبوي المتطرف في أوروبا، وبرز ذلك يوم الاثنين في تصريحات هوفر التي وعد فيها بـ"انتصارات مقبلة" لحزب الحرية النمساوي.

ويختم تايفير بأن هوفر غير مخطئ في أن يحلم بانتصارات مقبلة طالما أن حزبه يحتل الصدارة في استطلاعات الرأي قبل أقل من سنتيْن من موعد الانتخابات التشريعية العامة المقبلة في النمسا، وطالما أن ما من حل قريب لأزمة اللاجئين على ما يبدو، وبالتالي ستأتي مناسبات أخرى عديدة لتشعرنا بالهلع.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.