تحت عنوان : " عندما تمر عودة كندا إلى الميدان الدولي عبر البوابة الروسية" كتب المحرر في صحيفة لا بريس ألكسندر سيروا يقول:
بعد مرور أربع وعشرين ساعة على تعيينه وزيرا للخارجية، أعلن ستيفان ديون أن كندا "عادت إلى الميدان الدولي". ولا بد من الاعتراف، بعد ستة أشهر على هذا الإعلان، أن الحكومة الكندية احترمت هذا التعهد. ومشاركة ديون للمرة الأولى في مؤتمر المجموعة الدولية لدعم سوريا في فيينا كان أحدث تعبير عن هذا الالتزام. وقد تمت دعوة كندا للمشاركة من قبل الدولتين اللتين تترأسان المجموعة، الولايات المتحدة وروسيا.
ويعتبر ألكسندر سيروا أن هذه الدعوة تندرج في سلسلة منطقية من عدة خطوات قامت بها حكومة جوستان ترودو لتؤكد اهتمامها بهذا النوع من الجهود الدولية.
وقائمة تلك الخطوات طويلة، منها عزم الحكومة على مساعدة ضحايا النزاع السوري عبر استقبال خمسة وعشرين ألف لاجئ، الجدية التي أظهرتها في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية، بالرغم من إنهاء مشاركة طائراتها في القتال، أو في اهتمامها المتجدد بالتعددية الدولية عامة والأمم المتحدة خاصة بما في ذلك التزامها المتجدد بمهمات السلام الدولية.
والالتزام بالتعددية الدولية على طريقة ترودو – ديون، يعبر عنه بالرغبة في إعادة التعامل مع " الدول التي قاطعها رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر" وفي طليعتها روسيا. ولا ندري ما إذا كان ترطيب العلاقات مع روسيا أدى إلى دعوة كندا للمشاركة في المؤتمر لكن ذلك لم يضر طبعا.
ويعتبر البعض أن قرار ديون بعدم دعم مشروع قرار تقدم به أحد النواب المحافظين لمعاقبة عدد من المسؤولين الروس الأسبوع الفائت، يندرج في إطار عدم الرغبة بالإضرار بتحسين العلاقات مع روسيا. ولكن أيا كانت أسباب معارضة ديون لمشروع القرار، فإنه كان من غير الحكمة تسليط الضوء خاصة على روسيا عبر إقرار العقوبات. وقد فضل وزير الخارجية ستيفان ديون اعتماد مقاربة شاملة تهدف إلى معاقبة كل الأجانب ، وليس الروس وحدهم، المتهمين بانتهاك حقوق الإنسان والذين يحظون بحماية قادة دولهم.
ويعتبر ألكسندر سيروا أنه يمكن التوصل إلى ذلك عبر تعديلات على القانون المتعلق بالإجراءات الاقتصادية الخاصة ، كما أكد الوزير الليبيرالي السابق أروين كاتلر الذي ناضل عدة سنوات لكي تعاقب كندا كل الأجانب المسؤولين في الخارج عن " انتهاك حقوق الإنسان المعترف بها عالميا". فتلك التعديلات ضرورية. ذلك أن التقارب مع موسكو يجب ألا يعني خاصة أن كندا تؤيد الأخطاء والجرائم التي يرتكبها أتباع نظام فلاديمير بوتين، يخلص ألكسندر سيروا مقاله في صحيفة لا بريس.
راديو كندا الدولي – صحيفة لا بريساستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.