Photo Credit: RCI/ راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 29-05-2016

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.

الصحافة الكنديّة مهتمّة بنبأ اعتزال ستيفن هاربر العمل السياسي

اهتمّت الصحف الكنديّة بنبأ اعتزال رئيس الحكومة الكنديّة السابق ستيفن هاربر العمل السياسي.

صحيفة ذي غلوب اند ميل كتبت تقول إن إعلان هاربر عن قراره باعتزال السياسة أثار سيلا من المشاعر.

ورئيس الحكومة السابق لم يكن ودودا ولم يكن ميّالا للتواصل بسهولة مع الجمهور وكان استبداديّا ومنعزلا وراء جدران مكتب رئاسة الوزارة تقول الصحيفة.

واليوم، يودّع الكنديّون رئيس حكومة لم يكترث يوما وعن صدق في أن يكون محبوبا.

ويرى مؤيّدو هاربر في عدم مبالاته بأن يكون شعبيّا دليلا على النضج والخبرة. وهو لم يشأ أن يكون نجما بل أراد أن يتّخذ القرارات الصعبة وغير الشعبيّة.

ووصف هاربر نفسه في إحدى المقابلات المتلفزة بأنّه يحبّ الوحدة ويسهر طويلا في مكتبه حيث يعكف على متابعة الملفّات.

وهاربر لم يكن رجل فريق تقول الصحيفة بل كان هو نفسه الفريق.

وأدّى تفرّده في التصرّف وحساباته السياسيّة إلى إبعاد الآخرين عنه.

واختار الناخبون منح الأغلبيّة للزعيم الليبرالي جوستان ترودو في الانتخابات الأخيرة التي جرت في تشرين الأوّل اكتوبر الماضي.

ومع خسارته زعامة الحزب  وعودته كنائب عن دائرة كالغاري، أصبح كالطيف في مجلس العموم الكندي تقول ذي غلوب اند ميل.

وراح هاربر يراقب الحكومة الجديدة تعمل على محو إرثه السياسي كما أنّه سعى لتجنّب وسائل الاعلام.

وآثر الصمت منذ عودته إلى مجلس العموم وسوف يعتزل العمل السياسي الخريف المقبل.

وتتساءل ذي غلوب اند ميل كيف يمكن لسياسي كان في دائرة الضوء طوال عشر سنوات أن يذهب بهدوء وما إذا كان لديه ما يقوله للكنديّين.

وتضيف أنّ هاربر سعى لجعل الجناح المحافظ الصافي هدفا في صناديق الاقتراع في بلد يحكمه منذ عقود الليبراليّون و المحافظون الحمر أي الجناح اليساري داخل الحزب التقدّمي المحافظ.

ونجح في ذلك إلى حدّ ما لتطغى فيما بعد طبيعته الاستبداديّة على مبادئه الشخصيّة.

وكان يعيد باستمرار تحديد معنى "المحافظ" بما يتناسب واللحظة الراهنة دون طرح الأسئلة ودون أن يبحث الموضوع مع الكنديّين او مع حزبه.

وأصبح الحزب من جرّاء ذلك يرزح تحت عبء الاعتقاد بوجود اصطفاف سياسي بداخله، يسعى للفوز بأيّ ثمن، ولا يحتمل المنشقّين عليه ولا يشعر بضرورة تفسير ما يجري للآخرين تقول ذي غلوب اند ميل.

وتختم الصحيفة بأنّ التراجع عن هذا الإرث يمثّل التحدّي الأكبر لخليفة ستيفن هاربر.

صحيفة لودوفوار كتبت تقول إنّ رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر يستعدّ لمغادرة مجلس العموم  عندما يستأنف دورته الخريف المقبل.

رئيس الحكومة الكنديّة السابق ستيفن هاربر خلال مشاركته في مهرجان ستامبيد في كالغاري يصافح رئيسة حكومة مقاطعة البرتا راشيل نوتلي في تموز يوليو 2015
رئيس الحكومة الكنديّة السابق ستيفن هاربر خلال مشاركته في مهرجان ستامبيد في كالغاري يصافح رئيسة حكومة مقاطعة البرتا راشيل نوتلي في تموز يوليو 2015 © PC/Jeff McIntosh

وبدأ هاربر يعدّ لمرحلة ما بعد السياسة وبإمكانه أن يلعب دورا مهمّا في الترويج لقضايا كانت في صلب سياسته الخارجيّة ولا سيّما اسرائيل وملفّ صحّة الأم والطفل والرضيع التي أولاها الاهتمام خلال سنوات حكمه.

وتذكّر الصحيفة بأنّ هاربر استقال من زعامة حزب المحافظين بعد خسارة الحزب في الانتخابات التشريعيّة الأخيرة في كندا ولكنّه حافظ على مقعده كنائب عن كالغاري.

وتشير لودوفوار إلى أنّ ستيفن هاربر كان في لاس فيغاس الشهر الماضي حيث بحث مع أعضاء التحالف الجمهوري اليهودي في عدد من الملفّات من بينها الشرق الأوسط وكيفيّة إعادة توحيد حزب منقسم على نفسه.

وكتب تغريدة على موقعه على تويتر بعد اللقاء يشكر فيها الجميع على اللقاء من أجل دعم اسرائيل.

وتتوقّع الصحيفة أن يتناول هاربر في كلمته خلال مؤتمر حزب المحافظين في فانكوفر مسألة توحيد حزب المحافظين وأن يعطي مؤشّرات حول مشاريعه المستقبليّة بعد اعتزال العمل السياسي.

وتشير إلى أنّه كان حاضرا في كلّ جلسات مجلس العموم منذ الانتخابات الأخيرة ولكنّه بقي بعيدا عن الأضواء.

وتشير لودوفوار إلى أنّ العديد من نوّاب حزب المحافظين وأعضائه انتقدوا السلطة التي كان يفرضها هاربر على ماكينة الحزب.

نوربرت هوفر، مرشح حزب الحرية النمساوي اليميني الشعبوي للانتخابات الرئاسية، في آخر تجمع انتخابي له في 20 أيار (مايو) الجاري في فيينا قبل موعد الاستحقاق الرئاسي
نوربرت هوفر، مرشح حزب الحرية النمساوي اليميني الشعبوي للانتخابات الرئاسية، في آخر تجمع انتخابي له في 20 أيار (مايو) الجاري في فيينا قبل موعد الاستحقاق الرئاسي © Reuters/Leonhard Foeger

"الهلع"

تناول كاتب العمود في صحيفة "لو دوفوار" الكندية غي تايفير الانتخابات الرئاسية الأخيرة في النمسا التي فاز فيها مرشح حزب الخضر، ألكسندر فان دير بيلين، بفارق ضئيل على منافسه مرشح حزب الحرية النمساوي، نوربرت هوفر.

إذا كان احتمال فوز نوربرت هوفر في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في النمسا يوم الأحد قد زرع الرعب في نفوس الأوروبيين، فتقدم اليمين المتطرف في هذا البلد هو ظاهرة لا يمكن تصنّع التفاجؤ حيالها، كتب تايفير في مقال بعنوان "الهلع".

فحزب الحرية النمساوي (FPÖ) المناهض للهجرة والمشكك بالاتحاد الأوروبي أوجد لنفسه مكاناً على الساحة السياسية في النمسا منذ زمن بعيد، يقول تايفير في "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال.

فبعد أن شكل ملجأً للنازيين القدامى عند تأسيسه في خمسينيات القرن الفائت، شارك حزب الحرية النمساوي في حكومات ائتلافية منتصف الثمانينيات، ثم في عام 2000. كما أنه ترأس مقاطعات وبلديات في النمسا.

وخلافاً لردود الفعل إزاء حزب "الجبهة الوطنية" (Front national) اليميني المتطرف في فرنسا، لم يواجَه حزب الحرية النمساوي بأي اعتراض في أوساط الطبقة السياسية النمساوية على مشاركته في الحكم، يقول تايفير.

لكن أن تكون هزيمة هوفر قد قوبلت بارتياح هو أمر مفهوم. فلو فاز في الانتخابات الرئاسية يوم الأحد لأصبح أول رئيس من اليمين المتطرف في دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، يقول تايفير.

ويرى كاتب المقال أنه يمكن الحديث عمّا يشبه "الأعجوبة" لوصف "الهبة المواطنية" التي أغلقت الباب بوجه هوفر وأعطت خصمه فان دير بيلين، الناشط البيئي القديم، الفوز بفارق 31026 صوتاً فقط من أصل 4,48 مليون مقترع.

ومن هنا السؤال الذي يفرض نفسه: كم "هبة مواطنية" ستنجح بعد في اعتراض طريق اليمين المتطرف؟ يسأل تايفير.

فالأكثر إقلاقاً هو أن هذا الاندماج لليمين الراديكالي في الحياة السياسية في النمسا لم يعد يشكل الاستثناء، بل أصبح صورة لتفشي الحركة الشعبوية المتطرفة في كل أوروبا وللتأثير المتزايد لهذه الحركة في الفضاء السياسي والشعبي، يضيف الكاتب.

ويعطي تايفير بعض الأمثلة، فيشير إلى انضمام اليمين المتطرف للائتلاف الحاكم في كل من فنلندا والنروج، وإلى أن هذا اليمين المتطرف هو من يسمح للحكومة الليبرالية في الدانمارك بالبقاء في السلطة، ويضيف أن حزب الحرية اليميني المتطرف يحتل الصدارة في استطلاعات الرأي في هولندا وأن الاستطلاعات في فرنسا تشير إلى أن زعيمة "الجبهة الوطنية"، مارين لوبين، ستصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

ويرى تايفير أن هزيمة هوفر التي تكاد تكون انتصاراً لحزبه جلبت المياه إلى طواحين اليمين الشعبوي المتطرف في أوروبا، وبرز ذلك يوم الاثنين في تصريحات هوفر التي وعد فيها بـ"انتصارات مقبلة" لحزب الحرية النمساوي.

ويختم تايفير بأن هوفر غير مخطئ في أن يحلم بانتصارات مقبلة طالما أن حزبه يحتل الصدارة في استطلاعات الرأي قبل أقل من سنتيْن من موعد الانتخابات التشريعية العامة المقبلة في النمسا، وطالما أن ما من حل قريب لأزمة اللاجئين على ما يبدو، وبالتالي ستأتي مناسبات أخرى عديدة لتشعرنا بالهلع.

المرشح اليميني الرئاسي في النمسا الذي كاد يفوز في الانتخابات
المرشح اليميني الرئاسي في النمسا الذي كاد يفوز في الانتخابات © رويترز

"هل تتجه أوروبا صوب اليمين المتطرف؟"

علق المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال لويك تاسي على موجة اليمين المتطرف التي تجتاح أوروبا وتساءل في مستهل المقالة: هل تتجه أوروبا صوب اليمين المتطرف؟ أمس كاد زعيم اليمين المتطرف في النمسا أن يفوز في الانتخابات ما أثار موجة من القلق في أوساط عدة زعماء أوروبيين. ففي أوروبا، يصوت الناخبون أكثر فأكثر لمرشحي اليمين المتطرف. ولا يقتصر الوضع على أوروبا فمواقف المرشح الجمهوري في الولايات المتحدة دونالد ترامب من مسألة المهاجرين، تحمل بصمات اليمين المتطرف، وكذلك سياسات رئيسي البرازيل والفيليبين الجديدين التي يمكن نعتها باليمين المتطرف. ويطرح لويك تاسي عدة أسئلة.

أولا: ما معني اليمين المتطرف؟

إن الأنظمة اليمينية المتطرفة الأشهر في التاريخ هي نظام هتلر ونظام موسوليني: فالرجلان كانا يكرهان اليسار ويعتبران أن استعمال العنف للوصول إلى السلطة أمر طبيعي. كانا عنصريين ويؤمنان بأن ثقافتهما القومية أعلى مرتبة من ثقافة الآخرين. واليوم قليلة جدا هي الأحزاب التي تريد العودة إلى زمن هتلر وموسوليني، ولكن بالمقابل، فالأحزاب المناهضة للهجرة، ولسياسة اليسار والمعارضة للوحدة الأوروبية، عادة ما توصف باليمين المتطرف لاسيما إذا كانت تعتمد وسائل عنفية.

ثانيا: لماذا تساء النظرة إلى الوطنيين القوميين المناهضين للاتحاد الأوروبي؟

يجيب تاسي: إن عددا كبيرا من الأوروبيين الذين ما زالوا متأثرين بصدمة الحرب العالمية الثانية، يعتبرون أن كل الطروحات الوطنية القومية سيئة. ويعتقدون أن قيام الاتحاد الأوروبي يشكل وسيلة لتحييد المشاعر القومية.

ثالثا: هل الأحزاب الأوروبية المعادية للمهاجرين والمناهضة للاتحاد الأوروبي وسياسات اليسار هي بالضرورة من اليمين المتطرف؟

يجيب لويك تاسي: نعم، بالنسبة لمؤيدي الاتحاد الأوروبي الرافضين كل أشكال النزعات الوطنية القومية، ولا بالنسبة للآخرين. ولنقل الأشياء بطريقة مختلفة: فالجنرال ديغول كان اعتبر زعيما يمينيا متطرفا من عدد كبير من الأوروبيين اليوم  بالرغم من أنه لم يكن يؤيد السياسات العنفية.

رابعا: هل سيتمكن حزب يميني متطرف من استلام السلطة في دولة أوروبية؟

كاد الأمر أن يكون ممكنا في النمسا، والدول الأخرى على القائمة هي سويسرا والدنمارك وهنغاريا حيث حصلت الأحزاب اليمينية على عشرين بالمئة من التأييد الشعبي ، وقد تحصل مفاجآت في فرنسا وهولندا في الانتخابات المقبلة، والاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تشكل نتائجه مؤشرا مهما حول نزعة الرأي العام الأوروبي.

باختصار، لن نشهد صعودا لليمين المتطرف بالمفهوم النازي للمصطلح لكن هذا الصعود موجود بالمعنى الوطني القومي للمصطلح من وجهة نظر المؤيدين للاتحاد الأوروبي، يخلص لويك تاسي مقاله في صحيفة لو جورنال دو مونتريال.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.