تحت عنوان "الحزب الذي يبحث عن زعيم يفتح الباب على مواقف أكثر تقدمية" كتبت ماري فاستيل مقالا في صحيفة لودوفوار جاء فيه: طوى حزب المحافظين الكندي الصفحة عن السنوات العشر الأخيرة خلال مؤتمره العام الذي عقده نهاية الأسبوع الماضي شاكرا للمرة الأخيرة رئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر ومطلقا تحولا تقدميا كان ينتظره ناشطو الحزب بشغف.
وحتى لو أن المناقشات الرسمية كانت تدور حول التغيرات السياسية للحزب غير أن التساؤلات التي كانت تطرح ما وراء الكواليس دارت حول من سيكون الزعيم الجديد للحزب.
ورغم أن هناك ثلاثة نواب حتى الآن أعلنوا عن ترشيحهم لزعامة الحزب وهم النواب مكسيم برنييه ومايكل شونغ وكيلي ليتش فإن الناشطين والبرلمانيين من حزب المحافظين يعترفون جميعا بأنهم ينتظرون من يتبع خطاهم أي خطى المرشحين الثلاثة في السباق على زعامة الحزب.
وهل يدخل الوزير السابق جايسون كيني السباق على زعامة حزب المحافظين الفدرالي أم يعود إلى ألبرتا ليحاول أن يدمج أحزاب اليمين للوقوف في وجه الحزب الديمقراطي الجديد بزعامة راشيل نوتلي؟ وهل يعود بيتر ماكاي إلى المعترك السياسي رغم الحماس الفاتر الذي أبدته زوجته بهذا الخصوص مع العلم أن لعائلة ماكاي ولدين؟ هذان النجمان الساطعان لحزب المحافظين ما يزالان متأرجحين حول قرار نهائي. جايسون كيني من المتوقع أن يتخذ قرارا قبل نهاية فصل الصيف وبيتر ماكاي أقل عجلة من أمره ويرفض الخضوع لموعد محدد معتبرا أن السباق أي السباق على الزعامة قد انطلق فعلا.
وفي هذا السياق أيضا لم يخف توني كليمنت وليزا رايت كونهما يتطلعان بجدية للدخول في السباق على الزعامة.
غير أن الحماس حول احتمال ترشحهما للزعامة كان فاترا في صفوف حزب المحافظين.

في المقابل لم يستبعد المحافظون رؤية مرشح "مفاجأة" من خارج الحزب مثل رئيس حكومة مقاطعة نيوبرنزويك الأسبق برنار لورد الذي يتردد اسمه باستمرار في صفوف المحافظين. وهنا وعلى هذا الصعيد يأمل بعض البرلمانيين بالإضافة لمنظمي انتخابات على الأرض أن يروا لورد معلنا دخوله السباق على الزعامة.
يشار إلى أن لورد لم يحضر اجتماع مؤتمر الحزب.
أما في ما يتعلق برجل الأعمال المثير للجدل كيفن أوليري فقد ظهر في المؤتمر لفترة قصيرة مع الإشارة إلى أن عددا قليلا من المحافظين يعتقدون بأنه سيرشح نفسه فعليا لزعامة الحزب.
جميعهم أمامهم الوقت الكافي للتفكير لأن تقديم الترشيحات للحزب ستنتهي في شهر فبراير شباط العام المقبل تمهيدا لانتخاب الزعيم الجديد نهاية شهر مايو ايار العام المقبل.
يذكر أن ستيفن هاربر حث ناشطي حزب المحافظين خلال كلمته التي وجهها لهم يوم الخميس الماضي للوحدة والوقوف وراء زعيمهم المقبل تمهيدا للانتخابات الكندية العامة التي ستجري عام 2019
كما دعت رونا أمبروز الزعيمة المرحلية للحزب لوحدة الحزب نهاية الأسبوع الماضي.
وتتابع ماري فاستيل مقالها في صحيفة لودوفوار حول مؤتمر الحزب الأخير مشيرة إلى أن جزءا من المناقشات طرحت الخشية من حصول انقسام داخل الحزب.
فقد حسم ناشطو الحزب موقفهم من نقاش قديم داخل الحزب بتغيير سياسة الحزب حيال زواج مثليي الجنس. انتهى التحديد المذكور ضمن برنامج الحزب الذي يعتبر الزواج بمثابة اتحاد بين رجل وامرأة. فستيفن هاربر وجه الحزب أكثر نحو اليمين خلال السنوات الأخيرة وحاليا عودة بسيطة نحو التوازن حسب محافظين.
إن النقاشات حول هذا الملف كانت حامية بعض الشيء غير أن اعتماد القرار بشأنها رافقته صيحات ابتهاج وفرح في القاعة. وفي حال كان مؤيدو القرار مثل النائبة عن مقاطعة ألبرتا Michelle Rempel أبدت فرحتها معلنة أنه حان الوقت لكي يعتمد الحزب هذا التغيير فإن آخرين مثل النائب عن مانيتوبا Ted Falk اعتبروا هذا القرار بمثابة "هجوم على قيمنا ومبادئنا" حسب تعبيره.
من جهته اعتبر الوزير السابق بيتر ماكاي أن التغييرات التي اعتمدت يوم السبت تدل على "نضج" الحزب، أما الوزير السابق والمرشح للزعامة مكسيم برنييه فقد اعتبر من جهته أنها مسألة حرية واحترام أن نقول للكنديين بأنهم يستطيعون مبادلة حبهم لمن يرغبون. ولاقاه على نفس المنحى الزعيم الإصلاحي السابق برستون مانينيغ معتبرا أنه موقف يوفق بين موقف المحافظين الاجتماعيين والتحرريين بما معناه أن لا علاقة للدولة بتحديد تعريف الزواج.
كما شهد المؤتمر تحولا تقدميا آخر إذ قرر المحافظون دعم تحرير مخالفات بسيطة لحيازة كميات قليلة من الماريهوانا في وقت أبدى فيه بعض المندوبين الذهاب أبعد من ذلك عبر تشريع الماريهوانا اعتبارا من العام المقبل كما أعلنت عن ذلك حكومة الليبراليين ختمت ماري فاستيل مقالها في صحيفة لودوفوار.
(لودوفوار/راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.