إعادة الاعمار الضروريّة عنوان اختاره الصحافي جان لوي روا لتعليق نشره في صحيفة لودوفوار يتناول فيه علاقات كندا الدوليّة.
يقول روا إنّ ازدهار الكنديّين مرتبط بعلاقاتهم الدوليّة بالعالم.
وقد شابت هذه العلاقة مرحلة رماديّة خلال العقد الماضي بسبب تصرّف غير منتظم وضبابي أبعد كندا عن حلفائها.
وتتحدّث الصحيفة عن علاقات حاردة مع الولايات المتّحدة وسوء تقييم للعلاقة مع الصين وتجاهل إزاء افريقيا.
وقد أهملت كندا المحافل الدوليّة المختصّة بالأمن والسلام، ووضعت نفسها على هامش المجتمع الدولي، ما تسبّب بفشلها في الحصول على مقعد داخل مجلس الأمن الدولي.
وترى لودوفوار أنّ من المهمّ إعادةَ إعمار علاقات كندا الدوليّة وتتوقّع أن تكون المهمّة شاقّة وطويلة.
وتضيف أنّ من المهمّ لكيبيك أن تشارك فيها لتحقيق مصالحها والافادة قدر المستطاع منها.
وإعادة الاعمار التي اعلن عنها رئيس الحكومة جوستان ترودو ووزير الخارجيّة ستيفان ديون ستكون لها مضاعفات على عمل كندا داخل المؤسّسات الدوليّة.

كما أنّها تساعد في تنويع الاستثمارات الكنديّة حول العالم وتعزّز موقع كندا في سلسلة التوريد الاقتصادي والتقني والثقافي التي هي عصب الحياة.
وتتحدّث لودوفوار عن مبادرات عديدة من بينها سلسلة المشاورات التي اطلقتها وزيرة التعاون الدولي ماري كلود بيبو لتجديد سياسة المساعدات الدوليّة الكنديّة.
هذا فضلا عن المشاورات التي تجريها وزيرة التجارة الدوليّة كريستيا فريلاند بشأن الشراكة عبر المحيط الهادي وإمكانيّة السماح لهيئة التصدير والتنمية الكنديّة بولوج مجال الاستثمارات العامّة الدوليّة.
ومن المبادرات الأخرى، تلك التي تقوم بها وزيرة التراث ميلاني جولي من أجل تكييف السياسة الثقافيّة مع العصر الرقمي.
وتشير لودوفوار إلى من تسمّيهم "الدبلوماسيّين السياسيّين" في الحكومة الكنديّة الذين يتحدّثون عن تغيير في نوعيّة السياسة الكنديّة الدوليّة.
وإعادة الاعمار بحاجة لأفكار جديدة تقول الصحيفة.
ومن المؤسف أن تحتلّ افريقيا موقعا هامشيّا في إعادة القراءة التي تقوم بها اوتاوا حاليّا.
والعلاقة مع القارّة السوداء تراجعت في عهد رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر.

وافريقيا القرن الواحد والعشرون هي عنوان النمو بكلّ معانيه وعدد سكّانها سيقارب المليارين ونصف المليار نسمة بحلول العام 2040 وستتعاظم حاجاتها بشكل هائل.
وعلى سبيل المثال، من المتوقّع أن تستقبل مدارسها نصف مليار تلميذ منتصف القرن الحالي.
وافريقيا ليست بحاجة للمنظّرين بل للاستثمارات القادرة على تقليص معدّلات الفقر والتخفيف من الظلم وهي أهداف مفضّلة بالنسبة للحكومة الكنديّة تقول الصحيفة.
وافريقيا بحاجة للاستثمار من أجل زيادة انتاجها الزراعي والحصول على حصّتها من الانتاج الصناعي العالمي والافادة من الاقتصاد الرقمي.
باختصار، بدل تجميل حالة الستاتيكو القائمة، فالحاجة الآن هي بالأحرى للاستثمار في قطاعات أساسيّة كالطاقة والنقل والتربية.
وبالنسبة لكيبيك، ترى الصحيفة من المؤسف أن تكون المقاطعة قد تلهّت عمّا تبذله كندا من جهود في إطار إعادة إعمار علاقاتها الدوليّة مع العالم.
وتؤكّد أنّه من المهمّ أن تشارك كيبيك في هذه الجهود بالتعاون مع المجتمع المدني والخبراء الجامعيّين والمؤسّسات العامّة والخاصّة على غرار شركة هيدرو كيبيك للطاقة الكهرمائيّة ومصرف ديجاردان وسواهما.
وتخلص لودوفوار إلى القول إنّ من المهمّ الاعداد لكلّ ما يحتاجه أهل السياسة لإنجاح مفاوضاتهم مع الشركاء الكنديّين في إطار إعادة إعمار العلاقات بين كندا والعالم.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.