طائرة مقاتلة من طراز "اف-35" (أرشيف).

طائرة مقاتلة من طراز "اف-35" (أرشيف).
Photo Credit: Associated Press

من الصحافة الكندية: الحكومة مدعوة للوضوح في ملف الـ”اف-35″

يحلو للحكومات البحث عن الأسلحة الزهيدة الثمن وغير المعقدة، لكن هذه غير متوفرة، تقول صحيفة "ذي غلوب آند ميل".

في 20 أيلول (سبتمبر) 2015، أي خلال الحملة الانتخابية الفدرالية الأخيرة، ألقى زعيم الحزب الليبرالي المعارض جوستان ترودو خطاباً في هاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا المطلة على الأطلسي، تعهد فيه بإلغاء صفقة مكلفة لشراء طائرات مقاتلة من طراز "اف-35" (F-35) تستخدم تقنية التخفي وتصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، تقول "ذي غلوب آند ميل" في مقال بعنوان "الحكومة تمارس شفافية التخفي بشأن مقاتلات الـ"اف-35"".

وتضيف الصحيفة الكندية أن ترودو تعهد في ذاك الخطاب بإجراء "منافسة مفتوحة وشفافة" من أجل استبدال طائرات سلاح الجو الكندي المتقادمة من طراز "سي اف–18" (CF-18)، وهي مقاتلات قاذفة تكتيكية، بطائرات جديدة، في حال وصول حزبه إلى السلطة في أوتاوا. وتذكّر "ذي غلوب آند ميل" بأن حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر كانت قد جمدت صفقة طائرات الـ"اف-35" وسط مزاعم عن التقليل من أهمية الارتفاع الشديد في تكلفتها.

ربما تحصل أمور كثيرة على صلة بوعد ترودو بعيداً عن الأضواء، لكن منذ تشكيل الزعيم الليبرالي حكومته في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت لم يظهر شيء من الشفافية الموعودة، وأضحى ذلك نمطاً لهذه الحكومة، تقول "ذي غلوب آند ميل".

إذا كان رئيس الحكومة ووزير دفاعه، هارجيت سجّان، لا يزالان ملتزميْن بإلغاء صفقة مقاتلات الـ"اف-35" عليهما أن يقولا ذلك ويشرحا السبب. أما إذا ما غيرا رأيهما فعليهما أيضاً أن يشرحا السبب، تضيف الصحيفة.

وزير الدفاع الكندي هارجيت سجّان مجيباً على سؤال خلال فترة الأسئلة في مجلس العموم (أرشيف)
وزير الدفاع الكندي هارجيت سجّان مجيباً على سؤال خلال فترة الأسئلة في مجلس العموم (أرشيف) © CP/Adrian Wyld

لكن بدل أن تكون الأمور واضحة نرى ما يثير الدهشة ويبعث على التشاؤم، فهناك تقارير عن أن الحكومة تفكر بشراء طائرة انتقالية من أجل "سد فجوة في القدرات" على وزير الدفاع أن يتحدث عنها بالتفصيل بصورة علنية، تقول "ذي غلوب آند ميل".

وهذه الطائرة المقاتلة التي ستكون "أي شيء سوى الـ"اف-35"" سيجري شراؤها، حسب التقارير، بموجب عقد أحادي المصدر، ولا حاجة لأدلة جديدة لإثبات أن هذه الفكرة سيئة، تقول الصحيفة.

وتضيف "ذي غلوب آند ميل" أن ملف الـ"اف-35" يشبه بشكل متزايد عقداً "فاشلاً وبائساً" آخر لليبراليين، هو صفقة شراء طائرات مروحية من طراز "إيه اتش-101" (EH-101).

وتشير الصحيفة إلى وعد جان كريتيان عام 1993 عندما كان زعيماً للحزب الليبرالي المعارض بإلغاء صفقة المروحيات المذكورة التي كانت حكومة المحافظين برئاسة برايان مالروني قد أبرمتها، وتذكّر كيف أن كريتيان بعد فوز حزبه بحكومة أكثرية في الانتخابات الفدرالية العامة تلك السنة ألغى الصفقة، فاضطرت الحكومة لتسديد غرامة مالية ثم قامت بجهود مضنية لإخفاء الذل الذي لحق بها جراء فوز المروحية المرفوضة في مناقصة عامة. وبعد مرور أكثر من عقديْن على ذلك، لم تستلم كندا سوى حفنة مروحيات جديدة.

ما من قاعدة تقول إن على كندا التمسك بصفقة الـ"اف-35" إذا كان هناك من سبب مرغم للتخلي عنها. والتأجيل لا يقل تكلفة عن العمل المتسرع وغير الحكيم، وقصة مروحيات الـ"إيه اتش-101" خير دليل على ذلك، تقول الصحيفة.

لقد آن الأوان لحكومة ترودو أن تحسم خيارها في اتجاه أو في آخر وأن تظهر للمواطنين أن الشفافية في عقود التزود بالسلاح هي أكثر من مجرد وعد انتخابي، تختم "ذي غلوب آند ميل".

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.