مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الاسبوع تتناول شؤونا كنديّة وعربيّة ودوليّة متفرّقة.
ذي ناشونال بوست: مصير الأشوريّين تطغى عليه معاناة الايزيديّين
اهتمّت صحيفة ذي ناشونال بوست بمصير الأشوريّين في العراق وكتب تيري غالفن تعليقا يشير فيه إلى أنّ مصير الأشوريّين في خطر، وقد طغت عليه معاناة الايزيديّين.
تقول الصحيفة إنّ الأشوريّين هم سكّان بلاد ما بين النهرين مهد الحضارة وأبناء سومر وبابل الذين مضى على وجودهم في المنطقة نحو من خمسة آلاف سنة.
وقد مرّت امبراطوريّة الأشوريّين بمراحل مشرقة وأخرى أقلّ إشراقا في سهول نينوى وعلى ضفاف نهر دجلة في المنطقة العابرة للحدود التي تتشكّل اليوم من سوريّا وتركيّا وايران والعراق.
وتقلّبت أوضاعهم على مدى قرون من جبال القوقاز إلى قبرص ومصر إلى شبه الجزيرة العربيّة.
وتتابع ذي ناشونال بوست فتقول إنّ الأشوريّين كانوا من بين أوائل الشعوب التي اعتنقت المسيحيّة وما زال العديد منهم يتحدّثون بالآراميّة التي كانت لغة المسيح ورسله.
وعانوا من مراحل معادية للمسيحيّة في ظلّ الحكم العثماني وأيضا في ثلاثينات القرن الماضي.
ونجوا من الاضطهاد ومن التطهير العرقي على يد الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين والخمينيّين في ايران.
لكنّ بقاءهم اليوم كشعب متميّز يبدو قاتما تقول الصحيفة.

وتضيف أنّ عددهم تضاءل من نحو مليون ونصف مليون نسمة أواخر القرن العشرين إلى نحو 350 ألف شخص وفق ما أفادت به قبل سنتين مجموعة حقوق الأقليّات الدوليّة.
والعدد تضاءل ربّما اليوم مع استمرار النزاع في سوريّا والأرقام متضاربة بهذا الشأن تقول ذي ناشونال بوست.
ومع استمرار تدمير سوريّا وبصورة خاصّة على يد قوّات الرئيس بشّار الأسد كما تقول الصحيفة وحلفائه الروس والايرانيّين، ومع المعارك الضارية التي يشنّها مقاتلو الدولة الاسلاميّة في العراق وبلاد الشام المعروف إعلاميّا باسم داعش، في الفلوجة والموصل وضواحي بغداد، اضطرّ المزيد من الأشوريّين للنزوح عن ديارهم.
وهم يقيمون في مخيّمات مؤقّتة للنازحين او يهاجرون كلاجئين إلى مختلف أنحاء العالم.
ولكنّ الأشوريّين لم يفقدوا الأمل وقد اكتسبت قضيّة إقامة وطن لهم قدرا من الاهتمام في الآونة الأخيرة تقول ذي ناشونال بوست.
وتنقل الصحيفة عن جوليانا تيمورازي الرئيسة المؤسّسة لمجلس الاغاثة المسيحي العراقي ومقرّه في مدينة شيكاغو أنّ الأمر لا يتعلّق بوطن مستقلّ بل محافظة مستقلّة في ظلّ نظام فدراليّ لامركزيّ في العراق.
والأشوريّون يريدون منطقة مستقلّة وملاذا آمنا ويريدون أن يكونوا قادرين على حماية أنفسهم.
والفكرة ليست مستحيلة كما قد يبدو تقول الصحيفة. والمأزق الأشوري طغت عليه اخبار الأقليّة الايزيديّة غير المسلمة التي تعاني هي الأخرى في المنطقة.
وقد اضطر مئات الآلاف من الايزيديّين للنزوح هربا من جور تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وقد دفعت معاناتهم بدول الغرب إلى تشكيل تحالف لصدّ التنظيم.
وشاركت طائرات أف 18 الكنديّة في الضربات الجويّة ضدّ التنظيم كما يساهم عدد من المدرّبين العسكريّين الكنديّين في تأهيل قوّات البشمركة الكرديّة في شمال العراق.
وجاء دعم الغرب لحكومة إقليم كردستان ووحدات حماية الشعب كنعمة ونقمة للأشوريّين.

فحكومة الاقليم العلمانيّة تؤكّد أنّها تحتضن الأقليّة الأشوريّة لكنّ الأشوريّين يشعرون بالقلق وبانعدام الثقة تقول ذي ناشونال بوست.
فقد سبق أن تخلّى عنهم الأكراد كما حصل مؤخّرا عام 2011عندما اندلعت أعمال شغب ضدّ الأشوريّين في مدينة دهوك بتحريض من حزب كردي تابع لجماعة الاخوان المسلمين.
ووقع الغرب في حيرة من أمره بشأن ولاءات الأشوريّين ومن هو إلى جانبهم مع تنامي الجهاد واستفحال المعارك في سوريّا والعراق.
وتضيف الصحيفة نقلا عن تيمورازي أنّ الأشوريّين وقفوا إلى جانب الأكراد ضدّ الرئيس صدّام حسين منذ ثمانينات القرن الماضي حتّى العام 2003، وأملوا في أن تساعدهم الولايات المتّحدة على استعادة أرضهم وعندما لم يحصل ذلك تغيّرت مشاعرهم إزاءها.
وفي سوريّا، مال زعماء الدين الأشوريّون ورعاياهم إلى معارضة الانتفاضة ضدّ الرئيس الأسد خوفا ممّا قد تؤدّي إليه ومن احتمال تردّد دول حلف الناتو في مساعدتهم في وجه الجهاديّين.
لكنّ البعض منهم تحالف مع ميليشيات كرديّة وعربيّة لمقاتلة قوّات بشّار الأسد وتنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وتنقل الصحيفة عن جوليانا تيمورازي قولها إنّ جوهر معضلة الأشوريّين في اضطرابات المنطقة واضح إلى حدّ بعيد. "نحن لا نثق بالعرب ولا نثق بالأكراد" قالت جوليانا تيمورازي.
وتختم ذي ناشونال بوست فتنقل عن جوليانا تيمورازي قولها إنّ الأشوريّين ليسوا مجموعة دينيّة فحسب بل هم أقليّة اثنيّة تفقد ثقافتها ولغتها.
ويتعيّن أن ينظر العالم إليهم ليس فقط كمسيحيّين بل كشعب مميّز يجري محوه.

الحكومة مدعوة للوضوح في ملف الـ"اف-35"
يحلو للحكومات البحث عن الأسلحة الزهيدة الثمن وغير المعقدة، لكن هذه غير متوفرة، تقول صحيفة "ذي غلوب آند ميل".
في 20 أيلول (سبتمبر) 2015، أي خلال الحملة الانتخابية الفدرالية الأخيرة، ألقى زعيم الحزب الليبرالي المعارض جوستان ترودو خطاباً في هاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا المطلة على الأطلسي، تعهد فيه بإلغاء صفقة مكلفة لشراء طائرات مقاتلة من طراز "اف-35" (F-35) تستخدم تقنية التخفي وتصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، تقول "ذي غلوب آند ميل" في مقال بعنوان "الحكومة تمارس شفافية التخفي بشأن مقاتلات الـ"اف-35"".
وتضيف الصحيفة الكندية أن ترودو تعهد في ذاك الخطاب بإجراء "منافسة مفتوحة وشفافة" من أجل استبدال طائرات سلاح الجو الكندي المتقادمة من طراز "سي اف–18" (CF-18)، وهي مقاتلات قاذفة تكتيكية، بطائرات جديدة، في حال وصول حزبه إلى السلطة في أوتاوا. وتذكّر "ذي غلوب آند ميل" بأن حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر كانت قد جمدت صفقة طائرات الـ"اف-35" وسط مزاعم عن التقليل من أهمية الارتفاع الشديد في تكلفتها.
ربما تحصل أمور كثيرة على صلة بوعد ترودو بعيداً عن الأضواء، لكن منذ تشكيل الزعيم الليبرالي حكومته في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت لم يظهر شيء من الشفافية الموعودة، وأضحى ذلك نمطاً لهذه الحكومة، تقول "ذي غلوب آند ميل".
إذا كان رئيس الحكومة ووزير دفاعه، هارجيت سجّان، لا يزالان ملتزميْن بإلغاء صفقة مقاتلات الـ"اف-35" عليهما أن يقولا ذلك ويشرحا السبب. أما إذا ما غيرا رأيهما فعليهما أيضاً أن يشرحا السبب، تضيف الصحيفة.
لكن بدل أن تكون الأمور واضحة نرى ما يثير الدهشة ويبعث على التشاؤم، فهناك تقارير عن أن الحكومة تفكر بشراء طائرة انتقالية من أجل "سد فجوة في القدرات" على وزير الدفاع أن يتحدث عنها بالتفصيل بصورة علنية، تقول "ذي غلوب آند ميل".
وهذه الطائرة المقاتلة التي ستكون "أي شيء سوى الـ"اف-35"" سيجري شراؤها، حسب التقارير، بموجب عقد أحادي المصدر، ولا حاجة لأدلة جديدة لإثبات أن هذه الفكرة سيئة، تقول الصحيفة.
وتضيف "ذي غلوب آند ميل" أن ملف الـ"اف-35" يشبه بشكل متزايد عقداً "فاشلاً وبائساً" آخر لليبراليين، هو صفقة شراء طائرات مروحية من طراز "إيه اتش-101" (EH-101).
وتشير الصحيفة إلى وعد جان كريتيان عام 1993 عندما كان زعيماً للحزب الليبرالي المعارض بإلغاء صفقة المروحيات المذكورة التي كانت حكومة المحافظين برئاسة برايان مالروني قد أبرمتها، وتذكّر كيف أن كريتيان بعد فوز حزبه بحكومة أكثرية في الانتخابات الفدرالية العامة تلك السنة ألغى الصفقة، فاضطرت الحكومة لتسديد غرامة مالية ثم قامت بجهود مضنية لإخفاء الذل الذي لحق بها جراء فوز المروحية المرفوضة في مناقصة عامة. وبعد مرور أكثر من عقديْن على ذلك، لم تستلم كندا سوى حفنة مروحيات جديدة.
ما من قاعدة تقول إن على كندا التمسك بصفقة الـ"اف-35" إذا كان هناك من سبب مرغم للتخلي عنها. والتأجيل لا يقل تكلفة عن العمل المتسرع وغير الحكيم، وقصة مروحيات الـ"إيه اتش-101" خير دليل على ذلك، تقول الصحيفة.
لقد آن الأوان لحكومة ترودو أن تحسم خيارها في اتجاه أو في آخر وأن تظهر للمواطنين أن الشفافية في عقود التزود بالسلاح هي أكثر من مجرد وعد انتخابي، تختم "ذي غلوب آند ميل".

دونالد ترامب، الأميركيون وجيرانهم
نشرت صحيفة لو دوفوار مقالا لأستاذ الصحافة في جامعة مونتريال ، جان كلود لوكلير، بعنوان : " دونالد ترامب، الأميركيون وجيرانهم " يقول فيه:
حرائق في كندا، فيضانات في أوروبا، حرب أهلية في الشرق الأوسط، هجرة جماعية في المتوسط، إشارات مقلقة يرى فيها حتى غير المؤمنين مؤشرات على نهاية العالم. ولكن، إذا ما طالعنا التنبؤات الصحافية، نكتشف أن نهاية العالم لن تتحقق عبر مثل تلك الكوابيس، إنما ، ويا للهول، من بلد الأحلام، الولايات المتحدة. ألا ترون ذلك الفارس ذا الملامح التوراتية الغاضبة؟ إنه يقترب من واشطن ويدعى دونالد ترامب.
في البداية لم يتوقع المراقبون أن يتمكن ذاك الملياردير المهرج ، الخارج من صحافة بذيئة وبرنامج تلفزيوني ناجح، أن يسبق المتنافسين، حتى التعيسين منهم في الحزب الجمهوري. ومن ثمة اعتبر الديموقراطيون أن نجاحاته المفاجئة تصب في مصلحتهم وتسمح لهيلاري كلنتون بالفوز بسهولة وأخيرا، ساد الشعور بالقلق في كافة الأوساط.
ويتابع جان كلود لوكلير: ما كان ترامب ليقرر خوض المغامرة لو أن استطلاعات الرأي، قبل بدء السباق بأشهر، لم تؤكد أن ما لا يقل عن ثلث الأميركيين لم يعودوا يثقون بحكومتهم لعدة أسباب: ركود اقتصادي، بطالة، حروب مكلفة، كوارث إنسانية في الخارج، وهجرة غير منضبطة.
طبعا كل المجتمعات الواقعة في الفوضى تخلق ديماغوجيا مستعدا لاستغلال آلام الشعب أو خوفه. ومع غياب مرشح مصداقي فالناخبون قد يوصلون إلى السلطة مخلصا مصابا باضطراب عقلي وجنون العظمة. وهتلر وموسوليني مثالان تاريخيان على ذلك .
ويتابع جان كلود لوكلير: لكن للولايات المتحدة مصالح اقتصادية عالمية وقوات عسكرية وتحالفات سياسية لا يمكن هزها دون التسبب بفوضى دولية عارمة. وحتى باراك أوباما لم يتمكن من إصلاح الأضرار التي تسببت بها حروب أسلافه وأي رئيس مقبل جاهل شؤون السياسة الدولية ومتكل على مستشارين غير موثوقين، لن يفعل أفضل وترامب سيكون بدون شك أسوأ منهم وبخاصة في قضايا الشرق الأوسط والصين.
بالمقابل يعتبر ترامب نفسه خبيرا في الشؤون الداخلية وعلى المكسيك بالتالي أن تحسن التصرف: فإن لم تحل دون هجرة مواطنيها إلى الولايات المتحدة، فسيطردهم بدون محاكمة، وإذا ما دعت الحاجة فسيبني جدارا تدفع المكسيك كلفته. وسينتهي زمن وصول المهاجرين غير المسيحيين أو الذين يعتقد أنهم متطرفون. وماذا عن ملايين الأميركيين الذين يقتنون السلاح؟ الأمر ليس مشكلة.
طبعا دونالد ترامب لا يحتكر هذه العقيدة لكنه يتمتع بموهبة لا جدال فيها للتعبير عنها.
أما بالنسبة إلى كندا والكنديين، فقد نجوا حتى الآن من غضب المرشح، ونهاية العالم لم تطل كندا . فدونالد ترامب لا يشكل بعد خطرا على جيرانه الشماليين ولكن إلى متى؟ يخلص أستاذ الصحافة في جامعة مونتريال، جان كلود لوكلير، مقاله المنشور في صحيفة لو دوفوار.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.