تحت عنوان" مجزرة متعددة الجوانب" كتب فرنسوا بروسو مقالا في صحيفة لودوفوار جاء فيه:
مجزرة أورلندو التي تعتبر أسوأ هجوم في الولايات المتحدة منذ أحداث سبتمبر أيلول 2011 هي بحد ذاتها مأساة متعددة الدلائل والجوانب.
هي قبل كل شيء صدمة ضمن خط الصدمات الكبرى للإرهاب في الغرب وهي تأتي بعد ستة أشهر لا غير على هجوم سان برناردينو وسبعة أشهر على الباتاكلان وسبعة عشر شهرا على الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو
هذا بالرغم من أن التخطيط العملي للهجوم بما فيه تبنيه من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المسلح والقاتل نفسه لا يعود بالضرورة حتى رمال الصحراء العربية.

هي أيضا كما اعتدنا رؤيته مأساة أميركية تطرح مرة جديدة مسألة الأسلحة النارية المنتشرة وبتصرف الجميع دون استثناء: موضوع تطرق إليه الرئيس الأميركي باراك أوباما بشكل رئيسي في كلمته التي وجهها يوم أمس في أعقاب المجزرة عندما قال أن نقف مكتوفي الأيدي أمام انتشار الأسلحة في الولايات المتحدة هو قرار بحد ذاته وقد بدا عليه الاستياء أمام هذه الظاهرة الوطنية التي يعجز عن تغييرها.
مجزرة أورلندو هي أيضا عمل حاقد موجه بشكل خاص
ضد مثليي الجنس في بلد حيث اختراق الحقوق وتعميمها منذ ما يزيد على خمسة عشر عاما كان بارزا أشد البروز للعيان بفضل تشريعها حتى من قبل المحكمة الأميركية العليا التي تميل نحو اليمين.
واليوم مجزرة جديدة تستهدف الحريات التي تزدهر أولا وقبل أي مكان آخر في الغرب تذكرنا بأن بين الحريات وإيديولوجيا الجهاد العالمي هناك تناقض عنيف ومباشر
وفي كل الأحوال ما يعيشه منفذو الهجمات وملهميهم.
ويواصل فرنسوا بروسو مقاله في لودوفوار قائلا: أورلندو تمثل أيضا حدثا هاما في السياسة الداخلية الأميركية. وكما هي حال الهجمات في أوروبا، التي يربطونها هناك بتدفق اللاجئين الكثيف في عام 2015 لأوروبا، والتي أضحت ورقة في يد القوى الوطنية المتطرفة والاستبدادية في العديد من الدول وساهمت في تضخيم عديدها، يمكننا أن نتخيل شخصا مثل دونالد ترامب يستفيد من هجوم إرهابي على الأرض الأميركية ليحقق مكاسب انتخابية.
متى يمكننا أن نكون أقوياء وأذكياء وحذرين كتب في إحدى رسائله على تويتر.
فمنذ عدة أشهر ديماغوجي نيويورك (يقصد هنا دونالد ترامب) يتهم دون وجه حق إدارة الرئيس الأميركي أوباما بالضعف في مواجهة الإسلام الراديكالي حسب تعبيره.
إن الغرب مهد دولة الديمقراطية والحريات الحديثة يستهدف بالهجوم لما هو عليه وفي وقت لم يسبق له مطلقا أن شك إلى هذا الحد بذاته.
إن هذه الحريات تصدم: سواء بالحسد أو بالفضيحة
في شهر يناير كانون الثاني 2015 في باريس وفي يونيو حزيران 2016 في أورلندو تم استهداف مجدفي القلم والمثليين. تم استهداف، عبر الفكرة نفسها المرفوضة والهدامة بالنسبة للبعض، كافة الحريات بمختلف أشكالها.
وخلال الأيام القليلة المقبلة سنعلم أكثر حول عمر متين وعن مسيرته واتصالاته وتحضيره لفعلته.
وسنعلم أكثر حول مدى ارتباطه الإيديولوجي والبراغماتي واللوجستي، مبهما كان أو محددا، مع الجهاديين في سوريا والعراق أو في أماكن أخرى.
ويختم فرنسوا بروسو مقاله في صحيفة لودوفوار بالقول: ولكن دون الخوض في هذه التفاصيل الهامة فإن الإطار العام لهذه الاعتداءات وما الدافع لها وما تعنيه واضح كل الوضوح.
لكن ما هو أقل وضوحا والأقل وضوحا بشكل مأساوي هو ما يتوجب أن يكون عليه الرد المناسب لهذا التحدي الوجودي.
(لودوفوار/راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.