يقول وزير المالية الكندي بيل مورنو، ودون تردد، إنه ليس من مصلحة البريطانيين الاقتراع لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي في استفتاء الثالث والعشرين من الشهر الجاري، لكن في موضوع آخر يرفض إعطاء رأيه بشأن النتائج التي قد تنجم عن وصول مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في حال فوزه.
هذا ما كتبه محرر الشؤون الاقتصادية في راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) جيرالد فيليون بعد استضافته وزير المالية الفدرالي يوم الاثنين في البرنامج الاقتصادي الذي يقدمه يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.
"سنكون على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة بغض النظر عمن سيكون رئيسها"، قال مورنو في المقابلة، "وستبقى لدينا ضرورة العمل بقوة لتكون العلاقة جيدة".
ويشير فيليون إلى أن شراكة اقتصادية هامة واستراتيجية تجمع أوتاوا وواشنطن، مذكراً بأن 75% من الصادرات الكندية تذهب إلى الولايات المتحدة.
"نعلم أن العلاقة بين البلديْن تستند إلى ما هو أكثر بكثير من رئيس حكومة محدد (في كندا) أو رئيس محدد (في الولايات المتحدة)"، يقول الوزير مورنو مضيفاً أن كندا هي الشريك التجاري الأول لخمس وثلاثين ولاية أميركية من أصل خمسين.
لكن الوزير مورنو كان أقل تحفظاً في رده على سؤال حول الاستفتاء العام الذي يجري في بريطانيا يوم الخميس من الأسبوع المقبل، فأعرب عن أمله في أن يدرك البريطانيون أنه "من الأفضل لهم البقاء في الاتحاد الأوروبي".
"أعتقد أنه على الصعيد الاقتصادي من الأفضل لهم بكثير (أن يبقوا في الاتحاد الأوروبي) كما أن ذلك، بالتأكيد، من الأفضل لنا (...) لأننا نريد اتفاق تبادل حر مع الاتحاد الأوروبي"، يؤكد وزير المالية في حكومة جوستان ترودو الليبرالية.

ويرى الوزير مورنو أن النتائج التي ستنجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا ما قرر ناخبوها ذلك لن تكون ضئيلة، لا على الاقتصاد البريطاني ولا على الاقتصاد الأوروبي ولا على الاقتصاد الكندي ولا على الاقتصاد حول العالم.
لكن بيل مورنو يرفض التكهن بالعواقب الفعلية على اتفاق التبادل الحر بين كندا والاتحاد الأوروبي التي قد تنجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد.
أما على الصعيد الكندي الداخلي، وتحديداً في ملف المساعدة المالية التي يطلبها عملاق الصناعات الجوية الكندي "بومباردييه" (Bombardier) من الحكومة الفدرالية لدعم برنامج طائراته من فئة "سي" (CSeries)، فيقول بيل مورنو إن المحادثات مستمرة بين الجانبيْن وإن الحكومة تريد أن يكون قطاع الصناعات الجوية الكندي في وضع "جيد" وإنها تعي أهمية شركة "بومباردييه" و"موقعها الريادي في هذا القطاع"، ويشير إلى أن ما من مهلة زمنية للتوصل إلى اتفاق.
وكانت "بومباردييه" قد طلبت مساعدة مالية قدرها مليار دولار أميركي من الحكومة الفدرالية في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت في أعقاب تشكيلها من قبل زعيم الحزب الليبرالي الكندي جوستان ترودو الفائز في انتخابات 19 تشرين الأول (أكتوبر) العامة.
وتقدمت "بومباردييه" بهذا الطلب بعد أن قررت حكومة فيليب كويار الليبرالية في مقاطعة كيبيك ضخ مليار دولار أميركي في برنامج الطائرات من فئة "سي" (CSeries) بهدف مساعدة الشركة على إكمال تطوير هذه الطائرات وتسويقها. ويقع المقر الرئيسي لـ"بومباردييه" في مونتريال، العاصمة الاقتصادية لمقاطعة كيبيك وثانية كبريات المدن الكندية.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.