انفجار في حي السيدة زينب

انفجار في حي السيدة زينب
Photo Credit: PC / سانا عبر أ ف ب

” سوريا، تشريح حرب أهلية”

" سوريا، تشريح حرب أهلية" عنوان كتاب شارك في كتابته أدام باتشكو يسرد، عرضا وتحليلا، وقائع الحرب المستمرة منذ خمس سنوات : من التظاهرات الشعبية السلمية العفوية المطالبة برحيل النظام ( إرحل إرحل يا بشار) في آذار – مارس عام 2011، مرورا بصعود تنظيم "الدولة الإسلامية" وسيطرته على مناطق واسعة وتحوله إلى رأس الحربة في محاربة  النظام، عام 2014 واعتماد النظام الخيار العسكري العنيف في المواجهة، ما دفع المعارضة إلى حمل السلاح، وتدخل التحالف الغربي المثير للجدل ومن ثم التدخل الروسي، وصولا إلى اليوم، حيث نشهد تراجعا مستمرا يوما عن يوم للدولة الإسلامية، على أكثر من جبهة.

يقول أحد مؤلفي الكتاب آدام باتشكو في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية:

"يتضمن الكتاب تحليلا مستندا على مشاهداتنا ونتيجة إقامتنا في المناطق الخاضعة للثورة والفرع السوري لحزب العمال الكردستاني بين العامين 2012 و2013 "، وهو يسمح بالتذكير بأن الحرب حاليا ابتدأت عام 2011  ويجب فهمها في مراحلها المختلفة".

وعن الأسباب التي دفعت المؤلفين للاتصال بالمسلحين ومقابلتهم، يقول آدام باتشكو:

"هناك سببان. الأول هو أنه إذا أردنا معرفة ما يجري مع تلك المجموعات الصغيرة من المتظاهرين الذين لم يتظاهروا أو يناضلوا في الماضي ، كان يجب فهم آلية تصرف النظام وما الذي دعاهم لخيار التظاهر وعدم التمثل بالمصريين الذين احتلوا ميدان التحرير أو كالتونسيين الذي تصرفوا بصورة جماعية موحدة واحتلوا الأماكن العامة. فخيار السوريين كان مختلفا تماما إذ شكلوا مجموعات صغيرة تنسق في ما بينها بشيء من الجبن بالرغم من أنهم يمثلون مئات آلاف لا بل ملايين المواطنين. والسبب أن خيارهم كان محدودا في مواجهة نظام قمعي لا يمكنهم من النزول إلى الشارع واحتلال أماكن عامة ما كان يعرضهم إلى الاعتقال على أيدي المخابرات والاختفاء". ويضيف:

"يجب الاعتراف بذكاء الاستراتيجية التي اعتمدها بشار الأسد وهي استراتيجية مزدوجة واحدة تقضي بالتفاوض على صعيد اقتصادي مع العلويين والأكراد والمسيحيين لسحبهم من التنظيمات المعارضة عبر تقديمات اقتصادية والتعهد بعدم ضرب أحيائهم ومن جهة ثانية تكثيف قمع السنة في الأحياء الفقيرة والظهور مظهر نظام يقود حربا على الإسلام المتطرف الآتي من الأحياء الفقيرة وسنرى نتائج هذه الاستراتيجية وقد تجلت بانسحاب تدريجي للعلويين والمسيحيين والأكراد من الحرب".

وعن الدور الغربي يقول آدام باتشكو: يسود شعور بخيبة أمل إن من الاستراتيجية الأوروبية وإن من الاستراتيجية الأميركية ويضيف:

"فالفرنسيون الذين كان لهم دور مهم في سوريا لم يقوموا بما فيه الكفاية وأعطوا أموالا قليلة وكانت فرنسا تعقد الآمال على تنسيق مع الولايات المتحدة بينما قررت الأخيرة ابتداء من العام 2012 أنه لا يمكن الاتكال على الثورة السورية. وهذا القرار الصادر عن جهل للانتفاضة السورية والخلاف بين مختلف السلطات الأميركية من وزارة الخارجية والدفاع والاستخبارات أدى إلى غياب استراتيجية موحدة وشجع دول المنطقة على اختيار استراتيجياتها الخاصة فتحولت دول الخليج من جهة وإيران وروسيا من جهة أخرى إلى اللاعبين الأساسيين في الحرب الأهلية تلك، وفوتت الدول الغربية عدة  فرص للتدخل والحسم.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.