النزوح من الفلوجة

النزوح من الفلوجة
Photo Credit: رويترز / أحمد سعد

” النازحون من الفلوجة: من جحيم إلى آخر”

" النازحون من الفلوجة: من جحيم إلى آخر"، عنوان تحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية نشرته صحيفة لو دوفوار، يستعرض المآسي التي يعانيها الهاربون من جحيم المعارك واستبداد الجهاديين والمجاعة في الفلوجة للاحتماء في أحد المخيمات حيث لا يجدون الطعام والمأوى.

" لقد طلبت منا الحكومة أن نغادر منازلنا، وهذا ما فعلناه وقد وصفوا لنا المخيم بصورة اعتقدنا أنه الجنة"، يقول أيوب يوسف، أحد النازحين مع زوجته وطفليه ويضيف: " لست نادما على الرحيل لأننا كنا سنموت هناك، وهنا على الأقل ما زلنا أحياء، ولكن في جحيم مختلف".

وعائلة يوسف هي إحدى آلاف العائلات التي هربت من الفلوجة وضواحيها منذ بدء هجوم القوات العراقية على المدينة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" الجهادي ابتداء من الثالث والعشرين من الشهر الفائت .

وقد حطت أسرة يوسف على شاطئ بحيرة حبانية (في الأنبار) التي كانت لفترة خلت أحد أجمل المنتجعات السياحية في العراق. واضطرت الأسرة إلى النوم أربع ليال في الهواء الطلق لعدم توفر الخيم.

نازحة أخرى تعبر عن غضبها بالقول: "لقد عشنا في ظل استبداد داعش وها نحن نعاني اليوم من ظلم من نوع آخر. نحن هنا منذ خمسة أيام بدون أكل ولا شرب " وتتابع بغضب: " يا للعيب، فليس من مراحيض للنساء ما يضطرنا إلى الذهاب إلى الصحراء لقضاء حاجاتنا".

وفي مخيم آخر على ضفة البحيرة، تقوم إحدى المنظمات الطوعية بتوزيع الطعام ، أول وجبة يتناولها بعض النازحين منذ هربهم. " في آخر أيام إقامتنا في الفلوجة، كنا نقص الاعشاب ونأكلها" تقول النازحة حمدة بيدي، الحامل في شهرها الثامن.

وكانت المفوضية العليا للاجئين أشارت أمس إلى الحاجة لإنشاء عشرين مخيما إضافيا لاستيعاب نازحي الفلوجة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهي بحاجة ماسة إلى جمع مبلغ سبعة عشر مليون وخمسمئة ألف دولار للاستجابة لحاجات النازحين الضرورية.

من جهته أكد مدير المركز النروجي للاجئين الذي يدير مخيمات النازحين حول الفلوجة أن "النازحين هربوا من كابوس ليكتشفوا كابوسا آخر" واضاف: بالرغم من استعادة الفلوجة، فإن سكانها يواجهون الكارثة".

وإضافة إلى هذه المآسي فإن معظم العائلات النازحة تجد نفسها بدون رجال ذلك أن قوات الأمن العراقية تعمد على اعتقالهم للشك بانتمائهم إلى "الدولة الإسلامية" حاولوا الهروب مع النازحين. من هؤلاء ياسر عابد، زوج الامرأة الحامل حمدة، الذي تم إطلاق سراحه يوم الأحد الفائت بعد أربعة أيام من الاعتقال :" لقد تمكنا من الهرب من الفلوجة لأن زوجتي كانت في الأيام الأخيرة من الحمل وطلبنا الإذن من داعش لنقلها إلى المستشفى وسمحوا لنا بذلك، وعند خروجنا من المستشفى لم نعد إلى منزلنا إنما هربنا مع النازحين وسرنا مدة سبع ساعات واضطررت إلى حمل زوجتي. وخلال هربنا شاهدنا عائلات تقتل جراء انفجار ألغام زرعها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وها نحن اليوم هنا بدون طعام ولا مال وننتظر ولادة ابننا".

راديو كندا الدولي – صحيفة لو دوفوار – وكالة الصحافة الفرنسيةاستمعوا

فئة:دولي
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.