رئيس الحكومة البريطانيّة ديفيد كاميرون عقد أوّل اجتماع بعد التصويت على خروج بلاده من الاتّحاد الاوروبي

رئيس الحكومة البريطانيّة ديفيد كاميرون عقد أوّل اجتماع بعد التصويت على خروج بلاده من الاتّحاد الاوروبي
Photo Credit: GI / Christopher Furlong

من الصحافة الكنديّة: التصويت على خروج بريطانيا من الاتّحاد الاوروبي

اهتمّت الصحف الكنديّة بنتائج الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتّحاد الاوروبي وأفردت له مساحات واسعة في أخبارها وتعليقاتها.

في صحيفة لودوفوار كتب فرانسوا بروسو المحلّل السياسي يقول إنّ تصويت البريطانيّين للخروج من الاتّحاد هو أشبه "بقنبلة عنقوديّة" سوف تؤدّي إلى تغييرات على نطاق واسع.

ويرى أنّ النظام الدولي لمرحلة ما بعد الحرب الذي يسود اوروبا منذ نحو سبعة عقود هو اليوم على المحكّ.

والتصويت لمغادرة الاتّحاد الأوروبي هو أيضا بمثابة تصويت ضدّ العولمة الرأسماليّة، ورمز لعودة الأمّة إزاء بناء سياسي كان يهدف لإرسالها إلى مزبلة التاريخ.

وهو ركلة من انكلترا ضدّ لندن، العاصمة المتعالية الشابّة الكوزموبوليتيّة صاحبة الأموال، وهو أيضا دفع لكراهية الأجانب الذي عبّر عنه حزب الاستقلال خلال الحملة للخروج من الاتّحاد.

ويتابع فرانسوا بروسو في تعليقه في لودوفوار فيرى أنّ التصويت هو أيضا البراغماتيّة الواقعيّة التي نجدها لدى العامل المتقاعد او صاحب المطعم او العيادات الطبيّة التي تشعر بالقلق لتراجع الخدمات العامّة، مع مليوني شخص من الواصلين حديثا خلال السنوات القليلة الماضية.

ومن غير العادل أن ننعت الذين صوّتوا للخروج من الاتّحاد الاوروبي بالعنصريّة  لأنّهم كما يقول  فرانسوا بروسو في تعليقه في صحيفة لودوفوار،  قد يكونون اوّل من يدفع ثمن المرحلة الانتقاليّة القاسية التي ترافق الخروج من الاتّحاد.

والتصويت لم يُفقد الاتّحاد دولة فحسب، بل طرح العديد من الأسئلة حول بقاء الاتّحاد الاوروبي.

والسؤال الأصعب الذي طرحه رئيس الاتّحاد دونالد توسك هو حول بقاء الحضارة الغربيّة.

البورصة الأميركيّة تراجعت بحدّة بعد صدور نتائج الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتّحاد الاوروبي
البورصة الأميركيّة تراجعت بحدّة بعد صدور نتائج الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتّحاد الاوروبي © GI/Spencer Platt

ويشير بروسو إلى أصوات بعض زعماء اليمين التي ترتفع بحريّة في فرنسا وهولندا والنمسا.

ويشير إلى أصوات قوميّين معتدلين في اسكتلندا وكتالونيا ويختم قائلا إنّه لا يمكن تحميلهم عبء إنقاذ اوروبا ولكنّ قدرتهم على التأثير تترك الأمل بوجود اوروبا أخرى غير التي تتفتّت تحت أنظارنا.

في صحيفة ذي غلوب اند ميل كتب روبرت فايف مراسل الصحيفة في اوتاوا يقول إنّ  خروج بريطانيا من الاتّحاد الاوروبي سيفرض نفسه في لقاء القمّة الذي يجمع  يوم الأربعاء المقبل في اوتاوا زعماء دول اميركا الشماليّة الثلاث، كندا والولايات المتّحدة والمكسيك.

وتنقل الصحيفة عن مصادر كنديّة ومكسيكيّة مطّلعة أنّ الزعماء الثلاثة كانوا سيتجنبّون التركيز في مباحثاتهم على التبادل التجاري الحرّ تفاديا للإساءة إلى حملة المرشّحة الرئاسيّة هيلاري كلينتون في وجه منافسها عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب المعارض للتبادل الحرّ.

وملفّ  البركزيت سيكون حاضرا  في لقاء القمّة بقوّة أكثر ممّا لو فاز الفريق الداعي لبقاء بريطانيا داخل الاتّحاد الاوروبي.

والزعماء الثلاثة حريصون على التعبير عن مشاعرهم القائلة بأنّ هنالك جزءا من العالم يؤمن بالانفتاح والتجارة والتبادل الحرّ للأشخاص والبضائع.

المستشارة الألمانيّة انغيلا ميركل تستقبل رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ( إلى السمين) وأحد اعضاء الوفد المرافق له بعد 4 أيّام على نتائج الاستفتاء
المستشارة الألمانيّة انغيلا ميركل تستقبل رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ( إلى السمين) وأحد اعضاء الوفد المرافق له بعد 4 أيّام على نتائج الاستفتاء © GI/Sean Gallup

وتنقل ذي غلوب اند ميل عن مصادر رسميّة حرص رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو والرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو على التأكيد على أهميّة معالجة المشاكل المشتركة معا بدل بناء الجدران.

وتنقل عن وزيرة البيئة الكنديّة كاثرين ماكينا قولها إنّ العالم سيسمع رسالة قويّة حول مزايا التجارة الحرّة.

كما تؤكّد الوزيرة ماكينا على موقف الزعماء الثلاثة  المتناغم في مقاربة هذا الموضوع.

في صحيفة لابريس تعليق بقلم انياس غرودا تتحدّث فيه عن انشقاق تاريخي بعد 4 أشهر من حملة قاسية.

وترى أنّ الشعارات الوطنيّة التي رفعها دعاة الخروج من الاتّحاد الاوروبي والتي دعمتها الصحافة البريطانيّة ساهمت في إقناع أغلبيّة الناخبين بالتصويت لصالح الخروج.

ونجم عن ذلك وضع غير مسبوق في تاريخ الاتّحاد الاوروبي وفاز دعاة الخروج بأغلبيّة 52 بالمئة من الأصوات، مقابل 48 بالمئة لصالح البقاء، ما يفتح الباب من حيث النظريّة على أكثر من سيناريو، بما في ذلك سيناريو اقتراح اوروبي مضادّ لبقاء لندن في حضن اوروبا.

لكنّ احتمال حصوله ضئيل تقول لابريس وثمّة أصوات كثيرة تدعو إلى احترام إرادة الناخبين في قرار سيحدث تغييرات عميقة في بريطانيا وفي القارّة الاوروبيّة بمجملها تقول الصحيفة.

وترى لا بريس أنّ شريحة واسعة من البريطانيّين تشعر بأنّ اوروبا لا تبالي بها وأنّ العولمة غير مفيدة لها وأنّ صوتها غير مسموع في وستمنستر.

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعلن استقالته بعد نتائج الاستفتاء حول البركزيت في 24-06-2016
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعلن استقالته بعد نتائج الاستفتاء حول البركزيت في 24-06-2016 © GI/Matt Cardy

وتنقل الصحيفة عن خبراء قولهم إنّ الحالة البريطانيّة ليست فريدة وأنّ خروج بريطانيا سيلهب حماس المشكّكين في الاتّحاد الاوروبي في فرنسا والدانمارك والسويد.

وتشير إلى تبعات سياسيّة داخليّة قد تضعف البلاد في وقت تُجري فيها لندن مفاوضات غير مسبوقة مع بروكسيل.

وتختم لابريس مشيرة إلى أنّ فريقي الخروج والبقاء أجمعا على أمر واحد وهو أهميّة المشاركة في التصويت التي بلغت نسبتها 70 بالمئة ما يعطي شرعيّة ديمقراطيّة للنتيجة.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.