استقبل رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو اليوم في العاصمة الكندية أوتاوا الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو بهدف عقد قمة تجمع الزعماء الثلاثة في العاصمة أوتاوا.
وتستمر هذه القمة ليوم واحد ويناقش خلالها الزعماء الثلاثة جملة ملفات من بينها ملف التجارة والأمن ويعيرون اهتماما خاصا لملف التغيرات المناخية.
ويتوجب على الدول الثلاث كندا والولايات المتحدة والمكسيك الالتزام بشكل خاص بإنتاج 50 % من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة مع حلول العام 2025 مع الإشارة إلى أن المعدل لا يتجاوز حاليا 37 % في أميركا الشمالية.

ويؤكد رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو على أهمية ما ستتوصل إليه القمة في مجال التغيرات البيئية وانعكاساتها على الاقتصاد فيقول:
إن العمل الذي سنقوم به حول البيئة والطاقة ستكون له نتائج إيجابية هامة على اقتصادنا.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وصل إلى مطار العاصمة الكندية أوتاوا حيث كان في استقباله حاكم كندا العام دافيد جونستون ووزير الخارجية الكندي ستيفان ديون وسط إجراءات أمنية مشددة توجه بعد ذلك إلى متحف الفنون الجميلة الكندي في العاصمة أوتاوا للقاء رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو والرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو.
ويلقي الرئيس الأميركي باراك أوباما كلمة في مجلس العموم الكندي يؤكد خلالها على عمق الروابط التي تجمع الولايات المتحدة وكندا ومن هذا المنطلق يكون سابع رئيس أميركي يتوجه لمجلس العموم الكندي في غرفتيه (النواب والشيوخ) وبعد عشرين عاما من توجيه الرئيس الأميركي بيل كلينتون كلمة لمجلس العموم الكندي في 23 من فبراير شباط 1995
ويرافق الرئيس الأميركي وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الداخلية جف جونسون وممثل التجارة (وزير التجارة) مايكل فورمن ومستشارة الأمن سوزان رايس.
تساؤلات كثيرة مطروحة وأهمها هل تحقق هذه القمة نتائج ملموسة واتفاقات ونحن نقترب من نهاية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما وعلى وقع الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة التي قد تحمل لسدة الحكم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أو مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
هيئة الإذاعة الكندية التقت بالبروفسور لوي بيلانجيه مدير قسم الدراسات الدولية العليا في جامعة لافال وسألته عما إذا كان قرار البريطانيين بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي سيؤثر على أجواء القمة وخاصة بعد أيام قلائل من انسحاب بريطانيا أجاب:
لا أعتقد أن هذا الانسحاب سيغير كثيرا في رزنامة القمة بل سيخيم نوعا ما على أجوائها غير أنه كان من المتوقع أن يخيم على المحادثات موضوع تصاعد الحمائية ورهاب الأجانب (المهاجرين) في الولايات المتحدة وخاصة مع الحملة الانتخابية.
ومن المواضيع التي ستعالجها القمة الانفتاح الاقتصادي والتعاون الإقليمي والانفتاح أيضا على الهجرة وسيتم الحديث عن تأشيرات دخول، غير أنهم أيضا سيتناولون بالبحث مٍسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا محالة منه.
وعما إذا كان الزعماء الثلاثة سيزنون كلامهم حول ما يجري حاليا حولهم ولا يتحدثون عن الحمائية والهجرة أجاب:
ليس بالضرورة، بل على العكس، لدينا ثلاثة زعماء سيتفاهمون حول هذه الملفات.
هم زعماء ثلاثة يدافعون عن سياسات انفتاح إذا قد يركزون أكثر على هذه القضايا لتوجيه رسالتهم. إنها فرصة ذهبية بالنسبة للزعيمين الكندي والمكسيكي أن يعبرا عن مواقفهما في إطار تعاون إقليمي بل أيضا توجيه رسائل للناخبين الأميركيين.
إنها هامة بشكل خاص للرئيس المكسيكي للتعبير عن مجمل ملفات من بينها الهجرة أو إقامة جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك حسب اقتراح للمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب.
كل هذا دون التدخل مباشرة في الشؤون الأميركية وفي الحملة الانتخابية بشكل خاص بل عبر مواضيع تتعلق بالتعاون الإقليمي والتعبير بشكل قوي حول هذه المواضيع.

وعما إذا كان من المتوقع أن تتوج هذه القمة بنتائج واتفاقات ملموسة على عتبة انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما أم هل هي مجرد لقاء وداعي أجاب البروفسور لوي بيلانجيه:
البعض استغرب انعقاد هذه القمة على عتبة نهاية رئاسة أوباما مطلع العام المقبل (التسلم والتسليم) إن هذه القمم لا يمكن انتظار الكثير منها بشكل عام فهي غالبا غير ملزمة غير أن هذه القمة هامة بشكل مضاعف فهي بالنسبة لرئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو والرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو، إنهما يعلمان جيدا أنهما باقيان في منصبهما لفترة طويلة بعد مغادرة الرئيس أوباما للبيت الأبيض وهما بدون شك سيحققان تعاونا بينهما. وفي حال فاز ترامب قد تنحو الأمور نحوا آخر أما في حال فوز هيلاري كلينتون فلن يكون سهلا التفاوض معها حول ملف التبادل التجاري لأنها عبرت مسبقا عن موقفها حيال هذه الأمور كما أنها كانت قد أعلنت أنها ستعيد النظر في بعض الأمور، ستكون هذه القمة من جهة أخرى وداعا لأوباما وانطلاقة جديدة بين الكنديين والمكسيكيين.
(هيئة الإذاعة الكندية)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.