مسيرة لمناصري استقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية خلال الحملة الاستفتائية في خريف 1995.

مسيرة لمناصري استقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية خلال الحملة الاستفتائية في خريف 1995.
Photo Credit: Peter Jones / Reuters

الـ”بريكسيت” مصدر إلهام لدعاة استقلال كيبيك، لكن الواقع ليس على قدر الآمال

من الصعب عدم التبسم عند قراءة أو سماع من يرون في "بريكسيت" الإنكليز مصدر إلهام لكيبيك، كتب ميشال هيبير في صفحة الرأي على موقع صحيفتيْ "لو جورنال دو مونتريال" و"لو جورنال دو كيبيك"، في إشارة منه إلى ترحيب في أوساط التيار الداعي لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية بنتائج الاستفتاء العام الذي جرى في المملكة المتحدة يوم الخميس من الأسبوع الفائت والتي أظهرت اقتراع 51,9% من البريطانيين لصالح خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي، مع تأييد 53,4% من المقترعين الإنكليز لهذا الخيار.

والصحيفتان المذكورتان تصدران في مونتريال وكيبيك، أكبر مدينتيْن على التوالي في مقاطعة كيبيك، وتدعمان في مقالاتهما الافتتاحية فكرة استقلال المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، كما أن "لو جورنال دو مونتريال" هي الأكثر انتشاراً في كندا بين الصحف الصادرة بالفرنسية.

قال الإنكليز وداعاً لأوروبا وللمهاجرين الوافدين إليها ولحدودها غير المضبوطة. هذا هو الـ"بريكسيت" على وجه الخصوص، إنه رغبة بالتناسق الجغرافي غير لائقة سياسياً، يقول ميشال هيبير.

فالإنكليز يرغبون بالبقاء كما هم، لذا رفضوا الذوبان و"العالم المزيف الذي أعده بيروقراطيو بروكسيل" حيث مركز الاتحاد الأوروبي. وهذا يسبب الانزعاج ويثير الأعصاب في كل مكان، حتى هنا، يضيف الكاتب.

اقترع 51,9% من البريطانيين يوم الخميس الفائت لصالح خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي
اقترع 51,9% من البريطانيين يوم الخميس الفائت لصالح خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي © Radio-Canada

والمشكلة هنا في كيبيك هي أن فكرة الاستقلال لا تحشد ما يكفي من مناصرين، لاسيما بين "ضعيفي العزيمة" الذين يتواصل تلاشي عزيمتهم. والشيء نفسه ينطبق على الذين ليسوا على عجلة من أمرهم والراضين بوضعهم، الذين يشكلون عبئاً على قدَر الشعوب، يقول ميشال هيبير.

وبالتالي نتحدث عن استقلال كيبيك حسب ما تكون عليه الأخبار العالمية، دون إعطاء الكثير من الإيضاحات، كي لا نثير أعصاب الناس فيما هم يستعدون لأخذ إجازاتهم الصيفية. ففيما يعيد الإنكليز كتابة التاريخ نتمتع نحن بالوقت الذي يمر وبالأعياد والعطل، يضيف ميشال هيبير في مقالته.

وليس في ذلك من مخاطر، فيختلط الاستقلاليون "المحترفون" بالناس المتمتعين بفصل الصيف ويتبادلون معهم الكلام دون تكلف ويخبرونهم عن البلد المستقل المنشود. وبما أن ما من استفتاء عام حول استقلال كيبيك يلوح في الأفق، من الملائم نِشدان الاستقلال، يقول ميشال هيبير متهكماً.

"بريكسيت" على الطريقة الكيبيكية ليس أمراً مستحيلاً. فلماذا لا نحقق "كيكسيت" (Quexit)، أي خروج كيبيك من كندا، خطوة خطوة حتى نصل إلى الهدف المنشود؟

لقد فكرنا بتحقيق السيادة الطاقية، والسيادة البيئية، وحتى السيادة الغذائية، يقول ميشال هيبير.

بمعنى آخر، تحقيق السيادة من الداخل، بالكتمان، هو أمر ممكن. فنؤسس بلداً داخل بلد. إذ بإمكاننا إنجاز الكثير من الأمور قبل إجراء أي استفتاء عام حول استقلال كيبيك، يضيف الكاتب.

لكن المشكلة هي أنه بالرغم من أننا مقاطعة، فنحن نشكل نموذجاً. نموذج مثالي لدرجة أنه يكاد أن يكون، لا سيما في نظر "المائعين من أهل اليسار"، قد حل بشكل كامل مكان البلد المنشود، يختم ميشال هيبير.

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.