قراءة في أوضاع الأسواق المالية بعد الـ”بريكسيت”

قيل الكثير، قبل الاستفتاء العام يوم الخميس الفائت حول بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه وبعد الاستفتاء، عن المضاعفات التي قد يتركها الـ"بريكسيت"، أي خيار خروج المملكة من الاتحاد، على الاقتصاد البريطاني والاقتصاد الأوروبي والاقتصاد العالمي. فالاقتصاد البريطاني هو ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وخامس أكبر اقتصاد حول العالم.

والتوقعات كانت ولم تزل في غالبيتها سلبية. وفي هذا السياق قال اليوم حاكم مصرف إنكلترا المركزي، الكندي مارك كارني، إن المصرف قد يتخذ المزيد من الإجراءات التحفيزية خلال الفترة المقبلة بعد أن تزايدت التوقعات السلبية بالنسبة لأداء الاقتصاد البريطاني. لكن كارني أضاف أن المصرف لن يكون قادراً بمفرده على تجنيب المملكة المتحدة الألم الاقتصادي.

لكن نظرة سريعة على أداء الأسواق المالية منذ ما بعد استفتاء الخميس الفائت تظهر لنا، للوهلة الأولى، أن هذه الأسواق في معظمهما عوضت في الأيام الثلاثة الأخيرة الجزء الأكبر من خسارة يوميْ الجمعة والاثنيْن، لا بل أن المؤشر الرئيسي في بورصة لندن، "اف تي اس إي 100"، أقفل اليوم بارتفاع 2,27% وبلغ مستوى أعلى مما كان عليه عند إقفال الخميس الفائت، أي قبل إعلان نتائج الاستفتاء العام البريطاني.

وفي الولايات المتحدة محت البورصات في الأيام الثلاثة الأخيرة معظم خسارة يوميْ الجمعة والاثنيْن الفائتيْن. وعلى سبيل المثال عوّض مؤشر "داو جونز" الصناعي في الأيام الثلاثة الأخيرة 90% من الخسارة الإجمالية ليوميْ الجمعة والاثنين.

وهنا في كندا أقفل المؤشر الرئيسي في بورصة تورونتو على 14064,54 نقطة، بارتفاع 27,80 نقطة عن مستوى إقفال أمس و172,66 عن مستوى إقفال الأسبوع الفائت، منهياً ثالث جلسة ارتفاع على التوالي قبل العطلة الرسمية غداً بمناسبة يوم كندا الوطني.

وبالتالي يكون مؤشر بورصة تورونتو قد أقفل اليوم بتراجع 66,84 نقطة عن إقفال يوم الخميس الفائت، معوضاً 85% من خسارة يوميْ الجمعة والاثنين.

ما ستكون مضاعفات الـ"بريكسيت" على الأسواق المالية في المستقبل المنظور؟ طرحتُ السؤال على المستشار في مجال الاستثمارات والائتمان في كندا الأستاذ مراد يوسف حنّوش في حديث أجريته معه بعد ظهر اليوم قبل إقفال الأسواق في أميركا الشمالية بنحو من ساعتيْن.

(وكالة الصحافة الكندية / سي بي سي / راديو كندا الدولي)