يحتفل الكنديّون في مطلع تمّوز يوليو بعيد كندا الوطني وتعمّ الاحتفالات مختلف انحاء البلاد من شرقها المطلّ على المحيط الأطلسي إلى الغرب المطلّ على سواحل المحيط الهادي مرورا بالأقاليم الواقعة في أقصى شمال البلاد.
وتجري الاحتفالات الرسميّة في اوتاوا بحضور حاكم كندا العام ديفيد جونستون ورئيس الحكومة جوستان ترودو وزوجته صوفي غريغوار وكبار الرسميّين.
وهذا أوّل احتفال بعيد كندا لرئيس الحكومة منذ تولّيه السلطة في تشرين الأوّل اكتوبر الفائت.
وتعمّ الفرحة كلّ المقاطعات وتنتشر الأعلام الكنديّة فوق شرفات المنازل وبالطبع فوق المؤسّسات العامّة.
ولكنّ الفرحة ممزوجة بالمرارة هذه السنة في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور التي تحيي ذكرى مرور مئة عام على معركة بومون هاميل في الحرب العالميّة الأولى.
وتحيي المقاطعة هذه الذكرى سنويّا ولكنّها ترتدي طابعا مميّزا هذه السنة.
وتجري احتفالات خاصّة بالمناسبة في موقع سيغنال هيلّ الأثري تشارك فيها الأميرة آن ابنة الملكة اليزابيث الثانية.
وقد فقدت المقاطعة في معركة بومون هاميل 800 جندي من الفوج الملكي سقطوا خلال نصف ساعة في معركة شرسة.
وقد وقعت معركة "السوم" La somme بين القوّات الألمانيّة والحلفاء، وهي واحدة من أكبر معارك الحرب العالميّة الأولى، مطلع تمّوز يوليو 1916 واستمرّت حتّى تشرين الثاني نوفمبر وسقط بنتيجتها ما يزيد على مليون ونصف مليون شخص بين قتيل وجريح ومفقود من الطرفين.
ولم تكن نيوفاوندلاند يومها بعد مقاطعة كنديّة وقد انضمّت إلى الاتّحاديّة في العام 1949.
وتستلهم المقاطعة من شجاعة الجنود الكنديّين وتخلّد ذكرى اولئك الذين سقطوا في الحربين العالميّتين الأولى والثانية.
وفي مدينة بومون هاميل في فرنسا، تجري احتفالات خاصّة بالمناسبة بمشاركة كنديّة كما يقول الصحافي في تلفزيون راديو كندا توماس ديغل الذي يتحدّث من المدينة الفرنسيّة.
ويشير إلى أنّ مئات الكنديّين وصلوا للمشاركة في الذكرى المئويّة للمعركة ويضيف قائلا:
العديد من الكنديّين جاؤوا من مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور وكلّ الذين تحدّثت إليهم قالوا إنّهم خطّطوا لرحلتهم منذ سنوات تحسّبا للذكرى المئويّة لمعركة "السوم" التي بدأت في مدينة بومون هاميل قبل مئة سنة.
ويتابع توماس ديغل قائلا:
سبق للبعض من أبناء المقاطعة المشاركين هذه السنة أن شاركوا ثلاث او اربع مرّات في احتفالات بومون هاميل التي قصدوها للسير على خطى أجدادهم واسلافهم الذين كانوا في عداد جنود الفوج الملكي الذين سقطوا في هذا اليوم المشؤوم الذي تحوّل إلى مجزرة بالنسبة لجنود الامبراطوريّة البريطانيّة بمن فيهم الجنود الكنديّون من نيوفاوندلاند.
ونستمع إلى ما قاله بعض المشاركين إلى الصحافي في تلفزيون سي بي سي توماس ديغل:
إنّه يوم مقدّس بالنسبة لنيوفاندلاند ولابرادور وأحببنا أن نشارك اليوم من هنا من موقع الحدث الذي شهد هذا السفك من الدماء قبل مئة سنة تقول هذه السيّدة.
وتقول أخرى إنّنا خسرنا جيلا كاملا من الشباب كانوا سيصبحون آباء وأجدادا ولكنّهم لم يعودوا إلى الوطن، وأشعر أنّ للحدث تأثيرا كبيرا على مقاطعتنا.
ويتابع توماس ديغل فيشير إلى أنّ سفير كندا في فرنسا لورنس كانون يشارك في الاحتفالات إلى جانب الأميرين وليام وهاري ودوقة كامبريدج كيت ميدلتون ويضيف:
النصب التذكاري موجود هنا طوال السنة وهو دائم بالنسبة لجنود نيوفاوندلاند ولابرادور.
ولكنّ الأجواء حزينة أكثر بصورة خاصّة هذه السنة في الذكرى المئويّة لسقوطهم.
ويبقى القول ختاما إنّ اليوم هو عيد كندا الوطني والاحتفالات انطلقت في كلّ انحاء البلاد وتستمرّ حتى ساعات الليل وهي فرحة للكبار والصغار ومحطّ فخر واعتزاز للكنديّين جميعا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.