مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وفادي الهاروني.
تناولت الصحف الكنديّة في اخبارها وتعليقاتها الهجوم الذي استهدف مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول.
صحيفة ذي غلوب اند ميل كتبت مقالا بقلم باتريك مارتن في مقال بتوقيع باتريك مارتن تقول فيه إنّ خبراء الأمن الذين جمعوا الأدلّة من المطار أجمعوا على أنّ الهجوم يحمل بصمة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" التنظيم السنّي المتشدّد الذي أعلن قيام الخلافة في مناطق واسعة من العراق وسوريّا والذي يسعى لتوسيع رقعة قتاله إلى تركيّا.
ويّجمع الخبراء أيضا على أنّ تركيا سوف تجعلهم يدفعون الثمن كما تقول الصحيفة.
"سوف ينزل الانتقام التركي كالمطر من الجحيم" تقول ذي غلوب اند ميل نقلا عن صونر كاغابتاي مدير مركز الأبحاث حول تركيّا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

ويقول كاغابتاي إنّ تركيّا تجنّبت الانخراط في حرب شاملة مع التنظيم المعروف إعلاميا باسم داعش رغم تعرّضها لستة عشر هجوما إرهابيّا خلال سنة، ولكنّ الأمور سوف تتغيّر بعد اليوم حسب قوله.
وقد أوقع الهجوم 40 قتيلا ونحوا من 230 جريحا والحصيلة مرشّحة للارتفاع وثمّة من الجرحى من أُدخلوا العناية الفائقة في مستشفيات اسطنبول.
وأشار الرئيس اردوغان بأصابع الاتّهام إلى التنظيم ورأى أنّ الهجوم على المطار يشكّل نقطة تحوّل في الحرب على الارهاب.
ومنفّذو الارهاب لم يكونوا مسلمين كما قال اردوغان وقد أعدّوا لهجومهم في الجحيم.
وتنقل الصحيفة عن صونر كاغابتاي أنّ ما من خيار امام تركيّا سوى مهاجمة تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
ويتوقّع ارتفاع عدد الغارات التي تشنّها تركيّا في إطار التحالف الدولي برئاسة الولايات المتّحدة ضدّ التنظيم في سوريّا.
كما يتوقّع تعاونا اوثق مع وكالات الاستخبارات الغربيّة لتعقّب منفّذي الهجوم والوقاية من هجمات مماثلة في المستقبل.
ويعتبر أنّ تنفيذ غارات تركيّة مستقلّة مرهون بروسيّا التي تسيطر إلى حدّ بعيد على الأجواء السوريّة.

ولحسن حظّ تركيّا كما يقول، أنّ الرئيس اردوغان بعث برسالة للرئيس بوتين بعد 7 أشهر على حادثة إسقاط طائرة حربيّة روسيّة على مقربة من الحدود السوريّة.
صحيفة لابريس أشارت نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسيّة إلى أنّ الشرطة التركيّة اعتقلت 13 شخصا مشتبها بهم بعيد الهجوم الذي ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى 43 قتيلا.
واضافت بأن السلطات التركيّة تشتبه بأنّ الهجوم الارهابي يحمل بصمات تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وأفاد مسؤول رفيع لم يُكشف عن هويّته لوكالة الصحافة الفرنسيّة أنّ الانتحاريّين الثلاثة جاؤوا من روسيا واوزبكستان وقيرغيزستان.
ونقلت عن وزير الداخليّة التركي افكان علاء أنّ 19 أجنبيّا هم في عداد القتلى وليس 13 كما قيل في وقت سابق.
وتحقّق السلطات مع 13 شخصا اعتقلتهم بعد وقوع الهجوم من بينهم 4 أجانب حسب قول الوزير التركي.
وتشير لابريس إلى أنّ المزيد من التفاصيل بدأت تتّضح بشأن الهجوم الذي استهدف مطار اتاتورك ثالث أهمّ مطار في اوروبا.
وتضيف مشيرة إلى الصدمة التي تسبّب بها في تركيّا الهجوم الدمويّ الرابع خلال سنة، والذي شجبته العديد من العواصم حول العالم.
وقد هاجمت صحيفة حرّيت التركيّة المعارضة الحكومة وتساءلت إن كان أحد من الوزراء سيستقيل من منصبه على غرار ما فعله وزراء بلجيكيّون في أعقاب الهجمات التي وقعت في بروكسيل في آذار مارس الفائت.

من الصعب عدم التبسم عند قراءة أو سماع من يرون في "بريكسيت" الإنكليز مصدر إلهام لكيبيك، كتب ميشال هيبير في صفحة الرأي على موقع صحيفتيْ "لو جورنال دو مونتريال" و"لو جورنال دو كيبيك"، في إشارة منه إلى ترحيب في أوساط التيار الداعي لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية بنتائج الاستفتاء العام الذي جرى في المملكة المتحدة يوم الخميس من الأسبوع الفائت والتي أظهرت اقتراع 51,9% من البريطانيين لصالح خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي، مع تأييد 53,4% من المقترعين الإنكليز لهذا الخيار.
والصحيفتان المذكورتان تصدران في مونتريال وكيبيك، أكبر مدينتيْن على التوالي في مقاطعة كيبيك، وتدعمان في مقالاتهما الافتتاحية فكرة استقلال المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، كما أن "لو جورنال دو مونتريال" هي الأكثر انتشاراً في كندا بين الصحف الصادرة بالفرنسية.
قال الإنكليز وداعاً لأوروبا وللمهاجرين الوافدين إليها ولحدودها غير المضبوطة. هذا هو الـ"بريكسيت" على وجه الخصوص، إنه رغبة بالتناسق الجغرافي غير لائقة سياسياً، يقول ميشال هيبير.
فالإنكليز يرغبون بالبقاء كما هم، لذا رفضوا الذوبان و"العالم المزيف الذي أعده بيروقراطيو بروكسيل" حيث مركز الاتحاد الأوروبي. وهذا يسبب الانزعاج ويثير الأعصاب في كل مكان، حتى هنا، يضيف الكاتب.
والمشكلة هنا في كيبيك هي أن فكرة الاستقلال لا تحشد ما يكفي من مناصرين، لاسيما بين "ضعيفي العزيمة" الذين يتواصل تلاشي عزيمتهم. والشيء نفسه ينطبق على الذين ليسوا على عجلة من أمرهم والراضين بوضعهم، الذين يشكلون عبئاً على قدَر الشعوب، يقول ميشال هيبير.
وبالتالي نتحدث عن استقلال كيبيك حسب ما تكون عليه الأخبار العالمية، دون إعطاء الكثير من الإيضاحات، كي لا نثير أعصاب الناس فيما هم يستعدون لأخذ إجازاتهم الصيفية. ففيما يعيد الإنكليز كتابة التاريخ نتمتع نحن بالوقت الذي يمر وبالأعياد والعطل، يضيف ميشال هيبير في مقالته.
وليس في ذلك من مخاطر، فيختلط الاستقلاليون "المحترفون" بالناس المتمتعين بفصل الصيف ويتبادلون معهم الكلام دون تكلف ويخبرونهم عن البلد المستقل المنشود. وبما أن ما من استفتاء عام حول استقلال كيبيك يلوح في الأفق، من الملائم نِشدان الاستقلال، يقول ميشال هيبير متهكماً.
"بريكسيت" على الطريقة الكيبيكية ليس أمراً مستحيلاً. فلماذا لا نحقق "كيكسيت" (Quexit)، أي خروج كيبيك من كندا، خطوة خطوة حتى نصل إلى الهدف المنشود؟
لقد فكرنا بتحقيق السيادة الطاقية، والسيادة البيئية، وحتى السيادة الغذائية، يقول ميشال هيبير.
بمعنى آخر، تحقيق السيادة من الداخل، بالكتمان، هو أمر ممكن. فنؤسس بلداً داخل بلد. إذ بإمكاننا إنجاز الكثير من الأمور قبل إجراء أي استفتاء عام حول استقلال كيبيك، يضيف الكاتب.
لكن المشكلة هي أنه بالرغم من أننا مقاطعة، فنحن نشكل نموذجاً. نموذج مثالي لدرجة أنه يكاد أن يكون، لا سيما في نظر "المائعين من أهل اليسار"، قد حل بشكل كامل مكان البلد المنشود، يختم ميشال هيبير.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.