هل تلعب تركيا لعبة مزدوجة فتدعم الجهاديين من جهة وتتحالف مع خصميهم اللدودين: إسرائيل وروسيا من جهة أخرى؟
سؤال يطرحه المراقبون إزاء ما يجري في تركيا على الصعد الأمنية والعسكرية والسياسية والدبلوماسية وعدم وضوح الرؤية في تعاطي تركيا مع "الدولة الإسلامية" ومع حلفائها الغربيين والهدف الحقيقي الذي تسعى لتحقيقه عبر سعيها للتقارب خاصة من إسرائيل وروسيا.
يقول الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية ليو كاليندا:
الملف الأول: إسرائيل حيث تسعى تركيا لتطبيع علاقاتها معها بعد خلاف بين الدولتين الحليفتين للولايات المتحدة استمر ست سنوات في اعقاب اعتداء إسرائيل على السفينة مرمرة التي كانت تسعى لكسر الطوق عن قطاع غزة عام 2010 عبر نقل مساعدات إنسانية ومواد بناء ما أدى إلى مقتل تسعة نشطاء. وقد أعلنت إسرائيل الأسبوع الفائت عزمها على تعويض ذوي الضحايا بعشرين مليون دولار مقابل تعهد تركيا بعدم ملاحقتها قضائيا".
وتقول مايا أراكون المحاضرة في جامعة سليمان شاه في اسطنبول في حديث مع راديو كندا حول العلاقات التركية الإسرائيلية:
"لقد فهمت تركيا ربما أنها باتت معزولة وأنها أصبحت وحيدة في الشرق الأوسط، وأن الدولة الوحيدة التي باستطاعتها التعامل معها هي إسرائيل بالرغم من كل شيء. ولا أدري ما ستكون عليه ردة فعل الأتراك إزاء هذا التحول علما أن الرأي العام التركي ليس على اطلاع على ما يجري".
أما بالنسبة للعلاقات التركية الروسية، فيقول ليو كاليندا:
الملف الثاني: المصالحة التركية الروسية: فقد قدمت تركيا الاعتذار الأسبوع الفائت لتدميرها طائرة مقاتلة روسية في تشرين الثاني – نوفمبر الماضي ومقتل الطيار. ومن الواضح أن تركيا تعتمد السياسة الواقعية بمعنى أنها تأخذ بعين الاعتبار أولاً موازين القوى ولم يكن أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خيار آخر.
وتعلق مايا أراكون بالقول:
"أعتقد أن تركيا بحاجة لدعم روسيا لمواجهة "الدولة الإسلامية" وثمة لعبة غير واضحة تتم حاليا ولا أتمكن من معرفة ما هي ثوابت هذه اللعبة ومعاييرها بين الحكومة التركية وإسرائيل وإذا أرادت تركيا دعم دولتين كبيرتين في مواجهة "الدولة الإسلامية" في سوريا فلم يكن أمامها من خيار سوى التقارب من إسرائيل وروسيا".
هل تلعب تركيا لعبة مزدوجة مع الجهاديين وحلفائها الغربيين؟
يجيب الصحافي التركي ألان كيفال:
" ما هو مؤكد أن تركيا تعتبر أن التهديد الإقليمي الحقيقي ليس "الدولة الإسلامية" إنما تمرد حزب العمال الكردستاني وحلفائه في شمال سوريا. وتفضل تركيا أن تكون على حدودها مناطق تحت هيمنة "الدولة الإسلامية" من مناطق يهيمن عليها مقاتلون أكراد سوريون حلفاء الغرب في مواجهة الجهاديين وهي ترى إقامة منطقة كردية في شمال سوريا بمثابة تهديد لها".
يبقى أن الحرب مستمرة بين كر وفر وانتصار هنا وانكسار هناك والحل رهن مجموعة من العوامل لا يمتلك أي طرف كل مفاتيحها.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.