مصلّون ينتظرون في الصف لاجتياز حواجز الأمن قبل الدخول إلى جامع تشامليجا في اسطنبول في 01-07-2016

مصلّون ينتظرون في الصف لاجتياز حواجز الأمن قبل الدخول إلى جامع تشامليجا في اسطنبول في 01-07-2016
Photo Credit: OZAN KOSE/AFP/Getty Images

من الصحافة الكنديّة: الصراع في سوريّا يزعزع استقرار تركيّا

تواصل الصحف الكنديّة اهتمامها بالارهاب والهجمات الارهابيّة التي تحصل في الشرق الأوسط وفي انحاء اخرى من العالم.

وقد تناول الصحافي كايل ماتيو في تعليقه في صحيفة لابريس الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار اسطنبول.

تقول الصحيفة إنّ الصراع في سوريّا يزعزع استقرار تركيّا بصورة جديّة وذلك بسبب سياسة أنقرة.

والهجوم يذكّرنا بأنّ استهداف المدنيّين أصبح وللأسف القاعدة السائدة في العالم.

وتنفّذ المجموعات المتشدّدة هجمات دامية خلال فترات قصيرة في الشرق الأوسط واوروبا وآسيا وافريقيا وأميركا الشماليّة.

ولم تتبنّ أي مجموعة بعد مسؤوليّة الهجوم، والحكومة التركيّة تحمّل تنظيم "الدولة الاسلاميّة" مسؤوليّته

ومجزرة مطار اسطنبول شبيهة إلى حدّ بعيد بتلك التي استهدفت مطار بروكسيل في شهر آذار مارس الفائت تقول لابريس.

ومنفّذو هجوم اسطنبول وصلوا إلى المطار بسيّارة أجرة وحاولوا اختراق المنطقة الأمنيّة داخل قاعة المسافرين واوقفهم عناصر الأمن.

وعلى أثر تبادل اطلاق النار فجّروا احزمتهم الناسفة ليوقعوا ما يزيد على 40 قتيلا و240 جريحا.

وبانتظار أن تنشر السلطات التركيّة نتائج التحقيق بشأن الهجوم، قد يتساءل البعض عن المنطق وراء الهجوم على مطار.

والجواب بالنسبة للمتشدّدين بسيط، وهو الاساءة إلى السياحة وعالم الأعمال.

والهجمات الارهابيّة الدامية تولّد عامل الخوف النفسي من استخدام المطار لدى الأتراك ما يؤدّي إلى مشاكل سياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة.

وترى لابريس أنّ تركيا التي كانت تنعم بالاستقرار تواجه اليوم تهديدا يتنامى باستمرار بدل أن يتراجع.

تنظيف إحدى الطرقات أمام مطار اسطنبول بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدفه
تنظيف إحدى الطرقات أمام مطار اسطنبول بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدفه © Osman Orsal / Reuters

وكانت مسرحا لستة هجمات ارهابيّة ، البعض منها على يد ناشطين أكراد والبعض الآخر على يد تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وتتساءل الصحيفة إلى أين يقود الرئيس اردوغان بلاده.

وتضيف بأنّ الصراع في سوريّا يزعزع استقرار تركيّا و يعود ذلك بصورة خاصّة إلى سياسة اردوغان.

والكلّ يعرف أنّ تركيّا تمدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة في شمال سوريّا بالسلاح لمقاتلة الأقليّة الكرديّة وإسقاط الرئيس بشّار الأسد.

وفي العام 2015، نفّذ التنظيم ثلاث هجمات ارهابيّة في تركيّا ضدّ الأقليّة الكرديّة والأكراد المسالمين.

وينبغي أن يفكّر الزعماء الأتراك بردود الفعل الممكنة مع تدهور الوضع الأمني.

وتذكّر لابريس بما قامت به الولايات المتّحدة بالتواطؤ مع السعوديّة وباكستان في ثمانينات القرن الماضي عندما أطلقت مقاتلين جهاديّين في أفغانستان لمقاومة الاتّحاد السوفياتي.

ومع انتهاء الصراع وانسحاب القوّات السوفياتيّة، لم يعد المقاتلون الأجانب إلى بلدانهم بل مكثوا في أفغانستان للإفادة من الفراغ السياسي لتحويل البلاد إلى ساحة لعب لمختلف المجموعات الجهاديّة بمن فيها تنظيم القاعدة.

وتختم لابريس تعليقها فتحذّر من الوحوش التي نخلقها والتي قد تتحوّل من حليف إلى وحش يهدّد البشريّة بأكملها حول العالم.

ونقرّا في صحيفة لودوفوار تعليقا بقلم جان كلود لوكليرك أستاذ معهد الصحافة في جامعة مونتريال يتناول فيه العمليّات الانتحاريّة.

تقول الصحيفة إنّ الانتحاريّين اليابانيّين لم يقووا على الولايات المتّحدة، الدولة العظمى التي تجد صعوبة في إفشال الانتحاريّين الجهاديّين.

الآلاف تجمّعوا في بروكسيل لتكريم ضحايا الهجمات الارهابيّة التي استهدفت بلجيكا
الآلاف تجمّعوا في بروكسيل لتكريم ضحايا الهجمات الارهابيّة التي استهدفت بلجيكا © Francois Lenoir / Reuters

وثمّة ديمقراطيّات عديدة تراجع إجراءاتها الأمنيّة لدرجة تحاذر معها تراجع الحريّات فيها.

ويجري جان كلود لوكليرك عرضا تاريخيا وفلسفيّا للموضوع ويتحدّث عن أصل الجهاد العربي مشيرا إلى أنّه كان التزاما دينيّا.

كما يتحدّث عن تاريخ المصارعين اليونانيين والرومان الذين كانوا يصارعون الخصم حتّى الموت.

ويتحدّث عن تاريخ التضحية في الديانة المسيحيّة والحروب الصليبيّة التي تضمن للمقاتل غفران خطاياه والحياة الأبديّة حسب قول البابوات في تلك العصور.

ويمضي لوكليرك في تعليقه في لودوفوار فيقول إنّ الديانات لم تعد في حالة حرب ولم يعد هنالك من يعمل على قتل الهراطقة فيما عدا بعض الأوساط الطائفيّة المرتبطة بخلفيّات سياسيّة وعسكريّة كما هي الحال في باكستان على سبيل المثال.

وتضيف الصحيفة أنّ تراجع تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في الشرق الأوسط يساهم في توسيع رقعة العنف بدل انحسارها.

وثمّة انتحاريّون متشدّدون ينتظرون الاشارة ومستعدّون للتضحية بحياتهم من أجل "قضيّة كبرى".

ويرى  جان كلود لوكليرك في تعليقه في لودوفوار أنّ الهجمات الانتحاريّة تهدف لنشر الرعب في المجتمعات وتحطيم معنويّات المؤسّسات.

وخلافا للإرهابيّين السابقين، فإرهابيّو اليوم لا يفاوضون لإنقاذ حياتهم لقاء تحرير رهائن، بل هم  مستعدّون للموت ويريدون أن يكونوا القدوة لمن يشاء.

والحكومات الغربيّة لا تريد أن يموت أبناؤها في صراعات خارجيّة. ووحدهم الأطفال الأجانب يدفعون الثمن. وقد جاء الانتحاريّون إلى عقر دارهم تقول الصحيفة وتتساءل في الختام إن كانت الحكومات هنا التي تبيع السلاح إلى هنالك هي حكومات بربريّة.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.