جنود عراقيّون على مقربة من الفلّوجة في 30 أيار مايو 2016

جنود عراقيّون على مقربة من الفلّوجة في 30 أيار مايو 2016
Photo Credit: Alaa Al-Marjani / Reuters

تنظيم “الدولة الاسلاميّة”: هل تصعيد الارهاب مؤشّر على تراجع القدرات؟

هل تؤشّر العمليّات الانتحاريّة التي ارتفعت وتيرتها منذ فترة على تراجع قدرات تنظيم "الدولة الاسلاميّة"؟

وهل يسعى التنظيم للتعويض عن خسائره في سوريّا والعراق من خلال تنفيذ هجمات إرهابيّة في الخارج؟

فمن تركيّا إلى بنغلادش مرورا بالسعوديّة وصولا إلى العمليّة الانتحاريّة الدامية في الكرّادة في العراق، وتيرة الهجمات الانتحاريّة مرتفعة والارهاب يستهدف أكثر من دولة.

الصحافي في تلفزيون راديو كندا سيبستيان بوفيه تناول الموضوع في حديث أجراه مع ستيفان ليمان لانغلوا أستاذ معهد الخدمات الاجتماعيّة في جامعة لافال وعضو الفريق الكندي المختصّ في شؤون الارهاب ومكافحة الارهاب.

يقول ليمان لانغلوا إنّ ثمّة تنسيقا إلى حدّ ما بين بعض العمليّات كتلك التي جرت في اسطنبول وبغداد وتمّ تنسيقها من نقطة مركزيّة تابعة للتنظيم ويتابع قائلا:

ينبغي بالمقابل عدم المبالغة لأّن هنالك تنظيمات أخرى غير "الدولة الاسلاميّة" حول العالم تقوم بعمليّاتها انطلاقا من اعتبارات محليّة مختلفة ولا تأتمر بأوامر هذا التنظيم.

ويتبجّح كلّ تنظيم بأنّه صديق للآخر ويتبنّى العمليّة لدى حصولها.

ولا يوجد أيّ تنسيق بالنسبة للعمليّة الانتحاريّة التي جرت في بنغلادش على يد أشخاص مختلفين يقول ستيفان ليمان لانغلوا ويضيف:

إن نظرنا إلى المجموعات التي تسمّي نفسها "دولة إسلاميّة"، والمجموعات التي تسمّي نفسها جهاديّة، نلاحظ أنّها قبل خمس سنوات كانت تسمّي نفسها "القاعدة".

ولكنّ التسمية التي كانت سائدة قبل فترة تراجعت لصالح تسمية "الدولة الاسلاميّة".

وأصبحت هذه الأخيرة تجتذب كلّ الذين يرغبون في أن يكونوا محطّ اهتمام وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

ولكن، ما الرسالة التي يوجّهها تنظيم "الدولة الاسلاميّة" الذي استهدف في  هجمات اسطنبول مسافرين وسيّاحا من جنسيّات عديدة في حين استهدفت هجمات بغداد مسلمين ؟

يجيب الاختصاصي في شؤون الارهاب ستيفان ليمان لانغلوا بأنّ هجوم بغداد موجّه أكثر إلى الحكومة التركيّة.

القوّات العراقيّة تشنّ هجوما ضدّ مقاتلي
القوّات العراقيّة تشنّ هجوما ضدّ مقاتلي "الدولة الاسلاميّة" على مقربة من الفلّوجة © Reuters/Alaa Al-Marjani

ولم يتبنّ احد العمليّة التي قيل إنّها تحمل بصمات التنظيم المعروف إعلاميّا باسم داعش.

والأمر مختلف بالنسبة لما جرى في بغداد كما يقول ويضيف:

هجوم بغداد يندرج في إطار التجاذبات المذهبيّة والطائفيّة وحول الهويّة بين السنّة والشيعة في بغداد وأيضا خارج العراق.

ويتابع ليمان لانغلوا فيشير إلى أنّ قدرات تنظيم "الدولة الاسلاميّة" العسكريّة تتراجع ويفقد المزيد من المناطق التي يسيطر عليها.

وتميل أيّ مجموعة في هذه الحالة إلى اختيار أهداف رخوة يسهل الوصول إليها كما يقول ويضيف:

عندما نطالع مجلّة "دابق" وهي المجلّة الرسميّة لتنظيم "الدولة الاسلاميّة" نجد فيها أخبارا عن انتصارات كبيرة ضدّ الرئيس الأسد في سوريّا وضدّ الحكومة الشيعيّة في العراق.

لكنّ هذا النوع من الأخبار يتراجع وترتفع بالمقابل أخبار الهجمات ضدّ الأهداف الرخوة والتي يوحي التنظيم من خلالها أنّ نشاطه مستمرّ.

والتنظيم في حالة تراجع على الأرض ومن غير المعروف إن كان انسحابه من بعض المناطق هو انسحاب استراتيجيا مؤقّتا أم أنّه دليل ضعفه وتراجع قدراته.

والمؤكّد أنّ التركيز في مثل هذه الحالات يكون على التكتيك الارهابي أكثر منه على التكتيك العسكري يقول ستيفان ليمان لانغلوا عضو الفريق الكندي المختصّ في شؤون الارهاب ومكافحة الارهاب في ختام حديثه لتلفزيون راديو كندا.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.