تحت عنوان: " هل سنذهب إلى اسطنبول؟ " علقت المحررة في صحيفة لا بريس أريان كرول على الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مطار أتاتورك في اسطنبول وانعكاسه على قطاع السياحة في تركيا. قالت:
بعد ساعات قليلة على استهدافه بعملية إرهابية أودت بحياة ما لا يقل عن أربعة وأربعين شخصا، استأنف مطار أتاتورك عمله. لكن السياحة، التي تشكل أحد أهم المحركات الاقتصادية في تركيا، ستأخذ وقتا أكثر لاستعادة صحتها.
وتتابع أريان كرول في لا بريس:
لفترة قليلة خلت، كانت تركيا مقصدا سياحيا يستقطب عددا كبيرا من السياح، من الشباب والمسنين والعائلات، وعن جدارة. فجدران المدينة الحافلة بالتاريخ، والشواطئ الرائعة، والمناظر الأخاذة، والمأكولات الشهية والأسعار المعقولة والقرب من أوروبا، كانت تجتذب السياح. ولكن للأسف، فسلسلة التفجيرات التي طاولت اسطنبول وأنقرة، أخمدت حماسة الباحثين عن الجمال وطيب الإقامة. فمن كانون الثاني – يناير الماضي حتى أيار – مايو، تراجع عدد السياح الأجانب بنسبة ثلاثة وعشرين بالمئة بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الفائت.
وترى أريان كرول أن عودة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وروسيا مطلع الأسبوع الماضي، كانت تبشر بمستقبل أفضل، فروسيا، التي يشكل سياحها إلى تركيا ثاني أكبر عدد بعد ألمانيا رفعت الحظر عن الرحلات الجوية باتجاه تركيا، إلى أن حل يوم الثلثاء الدامي.
طبعا كان بإمكان الإرهابيين استهداف مكان عام آخر وقتل المزيد من الناس لكنهم، عبر استهدافهم مطار اسطنبول ، ثالث مطار أوروبي من حيث حركة الطيران، وأحد المطارات القليلة التي تفرض تفتيشا أمنيا مزدوجا، أصابوا تركيا في الصميم.
وتتابع أريان كرول في لا بريس: لقد اظهرت السلطات التركية شجاعة فائقة بإعادة تشغيل المطار غداة التفجير التي ظلت آثاره ظاهرة ( وللمقارنة، فإن مطار بروكسيل لم يتم تشغيله إلا بعد عشرة أيام على الهجوم الانتحاري الذي تعرض له الربيع الماضي). ولكن لسوء حظ الأتراك فالسياح لا يتحلون بالشجاعة والتصميم نفسيهما. وبين الذين يتساءلون حاليا ما إذا كانوا سيذهبون إلى اسطنبول هذا العام، كثيرون يجيبون سلبا.
إن الحؤول دون وقوع أعمال إرهابية يتطلب حذرا متواصلا، وقد شهدنا ذلك في باريس وبروكسيل وبوسطن وأورلندو، والجغرافيا السياسية المعقدة في تركيا تزيد التحدي، لكن ليس أمام الرئيس أردوغان إلا خيار جعل هذا الأمر أولوية وطنية. عليه أن يعيد أجواء أكثر أمانا أولا بالنسبة للشعب، ولكن أيضا لعدم خسارة أحد أهم مصادر العملات الأجنبية تخلص أريان كرول مقالها في صحيفة لا بريس.
راديو كندا الدولي – صحيفة لا بريساستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.