وقّعت ستّ بلديّات كنديّة على شرعة لمكافحة الإسلاموفوبيا، أي رهاب الاسلام.
وجاء ذلك بناء على طلب قدّمه المؤتمر الوطني للمسلمين الكنديّين الذي أشار إلى ارتفاع الأعمال المعادية للإسلام في كندا.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة هاملتون سبيكتيتر الالكترونيّة في مدينة هاملتون في مقاطعة اونتاريو، نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسّسة مارو/في سي آر اند سي Maru/VRC&C حول الإسلاموفوبيا.
ففي وقت يلقى فيه موقف كندا المرحّب باللاجئين السوريّين الثناء حول العالم، تفيد استطلاعات الرأي عن وجود موجة من رهاب الإسلام تقول الصحيفة.
وقامت المؤسّسة باستطلاع الآراء في اونتاريو بشأن الهجرة والاثنيّة على ضوء تدفّق نحو من 12 ألف لاجئ سوري إلى المقاطعة منذ بضعة أشهر.
" وباء رهاب الإسلام موجود في اونتاريو. وثلث أبناء المقاطعة لديهم انطباع إيجابي حول الدين، وأكثر من النصف يشعرون أنّ العقيدة السائدة تشجّع على العنف ( وهو أمر غير طبيعي مقارنة بالديانات الأخرى)" كما ورد في نتائج الاستطلاع.
وتقع نتائج الاستطلاع الذي نشره مجلس وكالات خدمة المهاجرين في اونتاريو في 51 صفحة.
ويتقاسم اللاجئون السوريّون في اونتاريو هذه المشاعر حيث يترافق القبول غالبا مع قبول الإسلام حسب الاستطلاع.
وتتحدّث صحيفة هاميلتون سبكتيتر عن عدد من الحوادث التي جرى فيها استهداف مسلمين مؤخّرا.
فقد تعرّضت سيّدة ترتدي النقاب للاعتداء في محلّ سوبرماركت في لندن اونتاريو خلال شهر حزيران يونيو الفائت.
وتعرّض طالب جامعي من إيران للضرب في جامعة وسترن في لندن اونتاريو على يد شابّين سخرا منه ودعياه للعودة إلى بلاده.
وأجرت مجموعة معادية للمهاجرين ولها جذور في المانيا مظاهرة مناهضة للمسلمين في تورونتو الشهر الماضي.

وإذ يقيّم 72 بالمئة من العيّنة المستطلعة دور المهاجرين في المجتمع وفي الهويّة الثقافيّة، إلاّ أنّ 75 بالمئة يتحدّثون عن الحاجة لرعاية الناس "هنا" بدلا من إنفاق الموارد على اللاجئين.
"إن اخذنا هذه المعطيات مجتمعة، فهي توحي أنّ ابناء اونتاريو يعتبرون أنّ غير المهاجرين هم أحقّ بالرعاية الاجتماعيّة".
وهذا الحقّ هو بصورة ما متناقض نظرا للقيمة الكامنة التي يشكّلها المهاجرون كما تفيد به نتائج استطلاع الرأي الذي شمل 1009 أشخاص من أبناء اونتاريو وجرى بين الحادي عشر والسادس عشر من شهر أيّار مايو 2016.
وتمّ تمويل الاستطلاع من قبل مقاطعة اونتاريو وبلديّة تورونتو في إطار انطلاق حملة التوعية بشأن رهاب الإسلام، الإسلاموفوبيا.
وقد أثارت الحملة مناقشات حادّة على خلفيّة ملصقاتها الدعائيّة الاستفزازيّة التي رأى البعض أنّها تساهم في تعزيز الصور النمطيّة وتأجيج التوتّر.
وجاءت الحملة في إطار سعي سلطات اونتاريو لمعرفة مواقف أبناء المقاطعة من المهاجرين والأقليّات الاثنيّة كمعيار لتقييم فعاليّة حملة الوسائط المتعدّدة.
وثمّة خطّة لمتابعة الموضوع وإجراء استطلاع آخر للآراء في غضون اثني عشر شهرا.
ويرى 46 بالمئة من أبناء اونتاريو أنّ كندا تستقبل عددا كبيرا من المهاجرين، مقابل 45 بالمئة تحدّثوا عن عدد مناسب.
ويفيد التقرير أنّ تحديد ارتفاع عدد المهاجرين او انخفاضه مرهون بمعايير ديمغرافيّة محدّدة.
وتفرط الفئة الأقلّ تعليما والريفيّة في مشاعرها بأنّ كندا تستقبل أعدادا كبيرة من المهاجرين.
ويؤيّد كلّ ثلاثة من أصل خمسة بالمئة من أبناء المقاطعة قرار اوتاوا باستقبال لاجئين سوريّين.
ويقول خُمس المستطلعة آراؤهم إنّهم شاركوا بطريقة او بأخرى في الترحيب باللاجئين السوريّين عن طريق تقديم المال او الأثاث او المشاركة في عمل طوعي إلى جانب مجموعات تكفل اللاجئين.
ومن بين ستّ ديانات كبرى سائدة في كندا، يرى المستطلعة آراؤهم الإسلام أوّلا على أنّه يروّج للعنف، تليه تباعا السيخيّة ثمّ المسيحيّة فالهندوسيّة واليهوديّة والبوذيّة.
ويرى ثلاثة ارباع ابناء اونتاريو المستطلعة آراؤهم أنّ لدى المهاجرين المسلمين قيما مختلفة عن قيمهم.
ويردّ الاستطلاع السبب إلى حدّ بعيد للنظرة إلى عدم المساواة بين الرجل والمرأة.
وترتفع المعارضة للاجئين السوريّين لدى اولئك الذين لديهم نظرة سلبيّة حيال الإسلام وفق نتائج الاستطلاع.
ويبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع ثلاث نقاط مئويّة، تسع عشرة مرّة من أصل عشرين.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.