هي ثاني امرأة كندية من أصل إيراني يتم اعتقالها في إيران. الأولى كانت المصورة الصحافية زهرة كاظمي التي توفيت في السجن تحت التعذيب عام 2003 ولم تنجح الضغوط الكندية لإطلاق سراحها، وبالرغم من أن العلاقات الكندية الإيرانية تغيرت وتطورت إيجابيا منذ عقد الاتفاق النووي الإيراني الدولي، فقد تم اعتقال استاذة الانتروبولوجيا في جامعة كونكورديا في مونتريال الكندية الإيرانية هوما هودفار في السادس من حزيران – يونيو الفائت دون تهم محددة وأحيلت اليوم أمام القضاء الإيراني بتهم لم يتم كشفها أيضا في حين أفادت عدة وسائل إعلام أنها تتعلق " بالتعامل مع دولة أجنبية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية" والقيام بأنشطة نسوية، علما أن الاستاذة الجامعية قامت بعدة أبحاث حول المرأة المسلمة في عدة مجتمعات ودول.
هيئة الإذاعة الكندية أعادت فتح الملف اليوم واستضافت الأستاذ المساعد للعلاقات الدولية في جامعة أوتاوا البروفسور توما جونو الذي يعتبر أن الملف مسيس قائلا:
"عندما نتحدث عن قضيتها، أول ما يمكننا قوله هو أنها بريئة والتهم الموجهة إليها مسيسة ومغلوطة. طبعا لا نعرف تفاصيل الاتهامات وما دفع بالسلطات الإيرانية إلى اعتقالها ولكن بوسعنا الانطلاق من هذه الفرضية".
وماذا عن تهمة القيام بأنشطة للدفاع عن المرأة؟ يجيب توما جونو : نحن نعرف أن النظام الإيراني لا يحترم حقوق الإنسان وبخاصة أوضاع المرأة ولم تتحسن أوضاع حقوق الإنسان في الفترة الأخيرة لا بل تراجعت، ومن الصعب عادة معرفة كيف تجري الأمور داخل إيران ويضيف:
" لكن ثمة تفسيرا يعكس ربما جزءا من الواقع، وهو أنه في أعقاب الاتفاق النووي الذي شكل تغييرا كبيرا جدا في سياسة إيران الخارجية، هناك حركة قوية في أوساط المحافظين للتأكيد بوضوح على أنه لن تكون هناك إصلاحات أخرى على الصعد الاقتصادية أو الاجتماعية أو في السياسة الدولية . وأعمال كاعتقال هوما هوفار قد يكون رسالة موجهة، ليس للعالم فحسب، إنما للداخل كذلك."
ومع تأكيه وتكراره أنه من الصعب عادة قراءة الأوضاع الإيرانية ومعرفة أهدافها، يقول توما جونو:
" من المؤكد أن أحد الفرضيات المعقولة أن إيران أقدمت على هذا العمل، إما لتخريب التقارب المحتمل بين كندا وإيران، وإما لامتلاك سلاح تبادل، وهذا تكتيك تعتمده إيران ودول أخرى ولطالما استعمله النظام الإيراني قبل خوض مفاوضات ما فيتم مثلا اعتقال أحد ما لاستبداله مقابل أفراد أو مصالح تبحث عنها إيران".
في هذا الإطار، ماذا تسعى إيران للحصول عليه من كندا؟ يجيب البروفسون توما جونو انطلاقا دائما من فرضيات وتخمينات:
"أولا هناك مواطن كندي يحمل الجنسيتين ويدعى محمود الغفري الموجود في كندا منذ عدة سنوات ارتبط اسمه بفضيحة مالية ضخمة من ملياري دولار في إيران تريد إيران استرجاعه بالرغم من عدم وجود اتفاقات تبادل اسرى بين الدولتين ما يحرج الحكومة الكندية التي لا تريد الدفاع عنه لكنها لا تستطيع تسليمه، لكونه كنديا، مخافة تعرضه لمحاكمات تعسفية علما أن أحد شركائه في تلك الفضيحة تم إعدامه في السنة الماضية، إضافة إلى أن عدم وجود سفارة كندية في طهران يزيد الأمور تعقيدا".
يبقى أن مصير الأستاذة الجامعية هوما هودفار، المعتقلة في سجن إيفين حيث قتلت زهرة كاظمي يبقى مجهولا، والأمل، كل الأمل، ألا يكون مثل مصير السيدة كاظمي.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.