مكافحة العنصرية

مكافحة العنصرية
Photo Credit: فيسبوك

” رسالة من رجل عنصري”

تحت عنوان: " رسالة من رجل عنصري" نشرت صحيفة لو دوفوار في زاوية الآراء الحرة مقالا للطالب في الأدب الإنكليزي في جامعة كونكورديا، غبريال فيلنوف يقول فيه:

بالرغم من نياتي الحسنة، فأنا نتاج المجتمع الذي أعيش فيه. وعلى غرار هذا المجتمع، أنا عنصري، معاد للمثليين ومؤمن بالتمييز الجنسي بين الرجل والمرأة.

فقد ترعرعت وكبرت على أرض سُرقت من سكانها الأوائل، وفي مجتمع ذكوري حيث يصب التمييز في مصلحة الرجل الأبيض المتباين جنسيا. وجئت إلى الحياة مزودا بامتيازات لا تقدر بثمن : رجل، أبيض البشرة، وجسد بدون علل.

تعلمت الكثير من تنشئتي الاجتماعية: من السينما تعلمت أن الرجل قوي ورواقي وأن المرأة جميلة وحساسة وأن الرجل والمرأة ولدا ليتكاملا معا. ومن وسائل الإعلام تعلمت الخوف من السود والعرب وحتى من الفقراء.

إلى أن جاء يوم فهمت، بأسف شديد، أني مثلي الجنس وأن النظام الاجتماعي الذي عشت فيه كان مخطأ. وبعد أن تقبلت الفكرة بصعوبة فائقة، بدأت أعيد النظر أكثر فأكثر بأمور قدمها لي المجتمع على أساس أنها " طبيعية" أو "مثالية". وفهمت لاحقا أن مثليتي الجنسية لا تمنعني من اعتناق خطاب معاد للمثلية. والرجال الذين يتصرفون كما النساء يزعجنني وعلى غرار الإسفنجة، تشربت الخطاب المعادي للمثليين وفهمت أننا جميعا عنصريون ومعادون للمثلية ونؤمن بالتمييز الجنسي على غرار المجتمع الذي نعيش فيه، وأن أمامنا عملا طويلا لإعادة بنائه لم ينته بعد بالرغم من أننا في العام 2016.

ويتابع غبريال فيلنوف: إن بعض الأحداث التي وقعت مؤخرا تذكرني بضرورة الإسراع في تهديم هذا الخطاب الجائر. فالظروف التي احاطت بمقتل الرجلين الأسودين في لويزيانا ومينيسوتا على يد رجال الشرطة تؤكد أن لون البشرة ما زال يلعب دورا حاسما في ضمان أمن الإنسان.

لقد حان الأوان، يقول غبريال فيلنوف، لإعادة النظر في خطابنا. فالمجتمع الذي نعيش فيه عنصري، معاد للمثلية، ويعتمد سياسة تمييزية بحق المرأة، ونحن كذلك أيضاً، لكوننا ترعرعنا فيه. وعند الاعتراف بهذا الواقع، تبدأ عملية الهدم والبناء. وإذا أردنا الانتقال إلى مجتمع أكثر مساواة وأقل عنفا ويضم الجميع، فعلينا أن نحافظ على روح النقد وأن نتعلم معرفة الأنظمة القمعية الموجودة وأن نفتح حوارا مع الناس حولنا.

إن إعادة بناء خطابنا الظالم لا يمكن إلا أن يساعد في تحرير الجماعات المهمشة بصورة غير شرعية، وإنقاذ حياة الكثيرين، يخلص غبريال فيلنوف مقاله المنشور في صحيفة لو دوفوار.

راديو كندا الدولي – صحيفة لو دوفوار.استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.