عند وصولهم إلى كندا يجد معظم المهاجرين وطالبي اللجوء العملية مستقيمة وواضحة، إذ يجري فحص وثائقهم ووضع علامات في الخانات المناسبة، ثم ينتقلون إلى مكان يقيمون فيه بانتظار قرار نهائي من سلطات الهجرة، تقول صحيفة "ذي غلوب آند ميل" في مقال افتتاحي.
غير أن أقلية صغيرة، لكنها ليست دون أهمية، تجتاز أوقاتاً أكثر قسوة بكثير عند وصولها إلى هنا. فكندا تقع ضمن عدد متضائل من الدول تضع بعض معتقَلي سلطات الهجرة في السجن بسبب مخاوف متصلة بإثبات هوية الواصل إلى البلاد أو بسبب الاشتباه بصلاته بعالم الجريمة، تشير الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا.
وتضيف "ذي غلوب آند ميل" أن دراسة نشرها العام الفائت برنامج حقوق الإنسان الدولية التابع لكلية الحقوق في جامعة تورونتو تفيد أنه خلال عام 2013 دخل نحو من 2500 معتقل نظاماً مبهماً غير شفاف انتقلوا فيه من مراكز اعتقال فدرالية مكتظة ومرهَقة إلى سجون محلية.
وهذا الأسبوع أعلنت مجموعة من خمسين معتقلاً في مقاطعة أونتاريو إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقالهم. فهم محتجزون في سجون تخضع لإجراءات أمنية قصوى، وغالباً في أماكن معينة لا يحق لهم الخروج منها، والبعض منهم مع مجرمين قساة أو في السجن الانفرادي، تضيف الصحيفة.

لكن يجب عدم تضخيم حجم المشكلة، فكندا ستستقبل نحواً من 300 ألف قادم جديد هذه السنة، وحتى طالبو اللجوء الذين يبلغون الأراضي الكندية بشكل غير معلَن يُطلَق سراحهم بسرعة في معظم الأحيان، تقول "ذي غلوب آند ميل".
ويبلغ معدل مدة الاعتقال للقادمين الجدد أو طالبي اللجوء الذين يتم توقيفهم 25 يوماً، تضيف الصحيفة نقلاً عن جمعية رقابة غير حكومية لم تذكر اسمها.
يملك مسؤولو الهجرة والخدمات الحدودية الكنديون السلطة الشرعية لتوقيف شخص يعتقدون أنه يشكل خطراً على السلامة العامة والتحقيق معه، ومن الصعب المطالبة بأن يكون الأمر خلاف ذلك، تؤكد "ذي غلوب آند ميل".
لكنّ ناشطي حقوق الإنسان على صواب عندما يبدون القلق من مخاطر الاعتباطية في النظام. كما أنه من الواضح أن الكثيرين من بين المعتقلين لفترات طويلة، إن لم تكن غالبيتهم، والذين يعاني بعضهم اضطراب الكرب التالي للصدمة أو مشاكل شديدة في مجال الصحة النفسية، يجب عدم اعتقالهم في سجون جنائية، تقول الصحيفة.
لا بد من وجود طريقة أفضل لاعتقال القادمين الجدد إلى كندا الذين يثيرون الشبهات، وبشكل يضمن السلامة العامة، كما أنه ينبغي في الوقت نفسه تسريع دراسة أوضاعهم لتحديد ما إذا كانوا فعلاً يستحقون البقاء في كندا أو أن يُرحَّلوا عنها، تختم "ذي غلوب آند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.