هوما هودفار أستاذة علم الانثروبولوجيا في جانمعة كونكورديا

هوما هودفار أستاذة علم الانثروبولوجيا في جانمعة كونكورديا
Photo Credit: Université Concordia

من الصحافة الكنديّة: المعركة ضدّ الظلاميّة في إيران

معركة صعبة ضدّ الظلاميّة عنوان اختاره الصحافي غي تايفير لتعليق نشرته صحيفة لودوفوار يتناول فيه قضيّة الكنديّة من أصل ايراني هوما هودفار التي اعتقلتها السلطات الايرانيّة خلال زيارة كانت تقوم بها لوطنها الأمّ.

وتتحدّث الصحيفة عن تطبيق  اعتباطي للقضاء وسط التعتيم المطلق.

والكابوس الذي تعيشه هودفار اليوم شبيه بذلك الذي عانت منه زهرا كاظمي  الكنديّة الايرانيّة التي توفّيت تحت وطأة التعذيب في سجن ايفين .

وذنب كاظمي الوحيد أنّها كانت صحافيّة وامرأة غير مطيعة. واليوم، تجد هوما هودفار نفسها في السجن نفسه منذ اعتقالها قبل نحو شهر.

والسيّدة هودفار في الخامسة والستين من العمر وتقاعدت عن التدريس في جامعة كونكورديا في مونتريال.

وهي باحثة مرموقة وأجرت دراسات مهمّة حول المجتمع المدني الايراني.

الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار
الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار © Facebook Free Homa Hoodfar

وفي رصيدها العديد من الكتابات حول أوضاع  المرأة في المجتمعات المسلمة ولا سيّما افغانستان وباكستان واندونيسيا ومصر.

وهذا ما جعلها موضع تشكيك من قبل حرّاس الثورة الذين يكرهون النساء تقول لودوفوار.

وتشير الصحيفة الى أنّ هودفار ذهبت اكثر من مرّة إلى ايران، وعادت إليها في شباط فبراير الفائت  في زيارة خاصّة وأيضا لإجراء الأبحاث ومتابعة دور المرأة في الانتخابات التشريعيّة التي تجري قريبا.

وقبيل توجّهها إلى المطار، داهم حرّاس الثورة منزلها وفتّشوه وصادروا جواز سفرها واغراضها الخاصّة.

وتمّ استدعاؤها للتحقيق أكثر من مرّة تقول الصحيفة.

وتتابع فتشير إلى أنّ هودفار في وضع مقلق بعد مضيّ شهر على اعتقالها لا سيّما أنّها تعاني مشاكل صحيّة.

ولم تُعرف طبيعة التهم  التي تمّ توجيهها لها قبل أيّام، ولكنّ افراد عائلتها قالوا في حديث لهيئة الاذاعة الكنديّة سي بي سي إنّها تتعلّق بالتعامل مع دولة أجنبيّة.

وهوما هودفار ليست وحدها في هذه الحال اذ يواجه بريطانيّان من أصل ايراني وأميركي ايراني تهما مماثلة تقول الصحيفة.

وقد ارتفع عدد المعتقلين الأجانب من أصل ايراني في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ.

وتعزو الصحيفة السبب إلى مقاومة تيّار المحافظين المتشدّدين لجهود الانفتاح التي يقوم بها الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني منذ تولّيه السلطة عام 2013، كما يعارضون الاتّفاق بشأن الملف النووي الايراني الذي تمّ التوصّل إليه في فيينّا العام الماضي.

و لا تستبعد لودوفوار أن يكون وراء اعتقال هوما هودفار نوع من المساومة الدبلوماسيّة مع اوتاوا.

الكنديّة الايرانيّة زهرا كاظمي توفّيت تحت وطأة التعذيب في سجن ايفين في ايران
الكنديّة الايرانيّة زهرا كاظمي توفّيت تحت وطأة التعذيب في سجن ايفين في ايران © AFP/BEHROUZ MEHRI

وترى فيه أيضا مؤشّرا على حساسيّة ايديولوجيّة من قبل المتشدّدين إزاء فكرة التدخّل الأجنبي، الثقافي والاجتماعي والنسائي.

ولم تنجح الانتخابات الأخيرة في تغيير هذا الموقف. وقد حقّقت لائحة الأمل التي تضمّ إصلاحيّين ومعتدلين اختراقا مهمّا واصبحت أهمّ كتلة برلمانيّة وذلك للمرّة الأولى منذ عام 2004 .

كما أسفرت الانتخابات عن فوز 14 امرأة ينتمين بمعظمهنّ إلى التيّار الاصلاحي.

وتنقل لودوفوار عن زيبا مير حسيني زميلة هوما هودفار قولها إنّ هودفار أصبحت بيدقا في الصراع الدائر بين المعتدلين والمتشدّدين في نظام طهران.

والرئيس روحاني على أيّ حال ليس في موقع قوّة تقول لودوفوار، وليس لديه سلطة على اجهزة الاستخبارات والأمن الواقعة تحت سلطة آية الله خامنئي و التي تتصرّف دون خوف من العقاب.

وتتساءل لودوفوار عمّا بوسع كندا أن تقوم به علما أنّه ليس لديها سفارة في طهران.

وتجيب مؤكّدة بأنّ على اوتاوا أن تبذل قصارى جهدها لإطلاق سراح هوما هودفار. وتختم  الصحيفة مؤكّدة أنّ اعتقال هودفار هو رمز للقمع الرهيب الذي يتعرّض له التقدّميّون في إيران.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.