زهور ورسائل لضحايا اعتداء نيس

زهور ورسائل لضحايا اعتداء نيس
Photo Credit: Radio-Canada/Thomas Gerbet

“اعتداء نيس ليس للأسف مجرد عمل أحمق”

لم يكن الهجوم في نيس للأسف مجرد عمل أحمق، يقول المحرر في صحيفة لا بريس بول جورنيه في مستهل مقاله، إنما كان عملا إرهابيا له منطقه الخاص البارد والقاتل. ولا نعرف بدقة بعد شخصية القاتل أو علاقاته المحتملة بتنظيم "الدولة الإسلامية" أو سواها من التنظيمات، لكن الاعتداء يتطابق مع استراتيجياتها ويستوحي الدعوات لاستهداف أوروبا "خاصرة الغرب اللينة"، ودعوات التنظيم "بسحقهم بالسيارات"، تماما كما حصل في نيس.

ويعتبر جورنيه أن لا التسامح ولا القنابل كافية للقضاء على هذا التهديد، فالمعركة ستكون صعبة سيما وأن للعدو رؤوسا كثيرة. فتنظيم "الدولة الإسلامية" هو مجموعة إرهابية داخلية توسلت الجهاد لتحقيق الخلافة، وفي الوقت نفسه مجموعة صدرت الإرهاب الإسلامي إلى العالم. من هنا ثمة جبهتان للمواجهة:

الجبهة الأولى في الشرق الأوسط حيث حققت فرنسا وحلفاؤها بعض المكاسب . ففي السنة الأخيرة، خسرت "الدولة الإسلامية" نصف الأراضي التي كانت احتلتها في العراق وخمس الأراضي في سوريا، وفي رد فعل على هذا التراجع، دعا التنظيم جهادييه الأجانب إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية حيث تكون اعتداءاتهم "مفيدة" أكثر.

وحتى لو تم التوصل إلى القضاء كليا على التنظيم، فالمهمة ستبقى أصعب: إيجاد حل سياسي. فطالما أن السنة يشعرون بأنهم مهددون من إيران ومن الأسد الجزار، فأسباب الغضب مستمرة وستواصل "الدولة الإسلامية" أو أية جماعة جديدة زعزعة المنطقة. ومرة أخرى، سيكون ربح السلام أصعب من ربح الحرب.

ويتابع بول جورنيه في لا بريس: في فرنسا، كما في سائر الديموقراطيات، ثمة صعوبة في تحديد سبل الرد على التهديدات فالرد يجب أن يكون شجاعا وفي الوقت نفسه حذرا. وثمة خطأ يرتكب بنية حسنة وهو التسرع في الاستنتاج بأن اعتداء من مثل الاعتداء في نيس لا علاقة له بالإسلام  إنما بعوامل أخرى كالبطالة وإقصاء الآخرين .

إن الاعتداءات الأخيرة تقدم تذكيرا قاسيا لديموقراطياتنا الليبيرالية. فخلافا لما اعتقده بعض المفكرين في أعقاب سقوط الكتلة الشيوعية، نحن لا نشهد نهاية الإيديولوجيات فهي مستمرة بتعقيدات القضايا وعنفها وبحساب مروع: ففي بلد عدد سكانه سبعة وستون مليون نسمة، تكفي حفنة من الإرهابيين لزرع الرعب فيه، يختم بول جورنيه مقاله في صحيفة لا بريس

راديو كندا الدولي –  صحيفة لا بريساستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.