تحت عنوان: " نيس والضحايا المسلمون " كتب الإعلامي ريشار مارتينو في لو جورنال دو مونتريال، يقول:
منذ بضعة أيام يكثر الحديث عن وقوع ضحايا مسلمين في اعتداء نيس. قد ابدو بدون قلب، لكني لا أفهم لماذا هذا التركيز على الضحايا المسلمين، فالضحية ضحية أكانت مسلمة أم لا، أليس كذلك؟ وهل يعني هذا التركيز أن وقوع ضحايا مسلمين يجعل الاعتداء أخطر وأكثر وحشية؟
الأمر غريب: فعندما يكون منفذ العمل الإرهابي مسلما، يجب التكتم عن ذلك أو الإشارة إليه تلميحا وبصوت منخفض، ولكن عندما تكون الضحايا من المسلمين، يجب الإعلان عنه بصوت مرتفع وكتابته بالخط العريض في الصحف. لماذا، يتساءل ريشار مارتينو؟ فإما أن يكون الانتماء الديني مهما أو لا يكون. وكم كان عدد الضحايا من الكاثوليكيين والبروتستانت والبوذيين والملحدين؟. لا نعرف طبعا، بالمقابل نعرف عدد الضحايا المسلمين، والأمر مهم ويستحق كتابة مقالات طويلة.
ويتابع ريشار مارتينو في لو جورنال دو مونتريال:
عندما يتم قتل مئتي مسيحي في سوريا لأنهم مسيحيون، نقول: "قتل مئتا شخص". نمحو الانتماء الديني لهؤلاء الضحايا بالرغم من أنه السبب الأساسي لقتلهم، وبالرغم من أن الإرهابيين استهدفوا المسيحيين تحديدا. لكن في نيس، ولا أفهم لماذا، نعلق فجأة أهمية كبيرة لكون بعض الضحايا من المسلمين. فعلا أنا لا أفهم ذلك يقول مارتينو ويضيف:
كما لو أننا نقول: "أنظروا كم أن هؤلاء الإرهابيين خطيرون فهم يقتلون أفرادا من ديانتهم!" ألا يعني ذلك أننا نقيم رابطا بين المسلمين والإسلاميين كما لو أنهم مجموعة واحدة؟ نعم، الإسلاميون يقتلون مسلمين وكل من يعتبرون أنهم ليسوا مؤمنين صالحين . فإذا كنت مسيحيا، فأنت كافر يستحق الموت، وإن كنت مسلما سيئا، يبيع أو يستهلك الكحول ولحم الخنزير فأنت كافر يستحق القتل . هم مجانين نحميهم نحن بقوانيننا وشرعاتنا وتغاضينا.
ويتابع ريشار مارتينو:
يبدو لنا أن مفكري اليسار الذين يعظوننا يوميا ويصفوننا بالعنصريين ما أن نندد بالتطرف الإسلامي يعتبرون أن ضحية مسلمة لها وزن أكبر من ضحية "عادية" في ميزان الغضب والتنديد. لماذا؟
على المسلمين أيضا أن يغضبوا وينددوا إزاء اعتداء يقتل مئتي مسيحي كغضبهم إزاء اعتداء يقتل مئتي مسلم. لماذا؟ لأن المجانين الذين يهدرون دم الأبرياء يذكرون في كل مرة اسم الله.
في نيس، قتل أربعة وثمانون شخصا، بينهم أكثر من عشرة أطفال. هذه هي المعلومة الوحيدة المهمة، إضافة إلى معلومة أخرى وهي أن هؤلاء الضحايا سقطوا على يد إسلامي، يختم ريشار مارتينو مقاله في لو جورنال دو مونتريال.
راديو كندا الدولي - لو جورنال دو مونتريالاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.