الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
Photo Credit: رويترز / أوميت بيكتاس

” ديموقراطية أردوغان المزيفة “

تحت عنوان: " ديموقراطية أردوغان المزيفة " ، كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار غي تايفير يقول:

إن حجم التطهير الضخم الذي قام به أردوغان منذ السبت الفائت يبين أن الأمر لا يهدف فقط إلى معاقبة الانقلابيين أو القضاء على التأثير السياسي والاجتماعي لـ"جماعة غولين" الذي اكتشف العالم وجودها وتمددها. فالرئيس ذهب إلى أبعد من ذلك: قضاة، محامون، أساتذة، عمداء جامعة، شرطيون، جنيرالات، صحافيون...بلغ عدد المعتقلين أو المطرودين منهم خمسة وخمسين ألف تركي، ومن الواضح أن أردوغان استغل الحدث لتثبيت هيمنته الكاملة على النظام والسلطة.

لقد أعلن الرئيس حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر بهدف "القضاء على التهديدات التي تطال الديموقراطية ودولة القانون وحريات المواطنين" ويتساءل غي تايفير : حماية المؤسسات الديموقراطية؟ من يصدقه؟

ويشير تايفير إلى ما قالته مراسلة صحيفة لو موند في اسطنبول ماري جيغو من أن أولوية الرئيس هي "إنهاء عهد الكمالية" وإلغاء العلمنة. طبعا "الجمهورية الإسلامية التركية " ليست على الأبواب، لكن عهدا جديدا بدأ.

ويتابع تايفير في لو دوفوار.

لو أن الانقلاب نجح لما كانت نتائجه أقل ضررا على الديموقراطية التركية الهشة ولكان الانقلابيون عمدوا في اللحظات الأولى على تكبيل المؤسسات الديموقراطية وقاموا بملاحقة أعضاء حزب العدالة والتنمية ومناصريه وكان سقوط أردوغان، في منطقة تغرق بالدم والنار، زاد الوضع تفاقما. من هنا ارتياح السعودية لفشل الانقلاب وخيبة أمل دمشق والقاهرة.

أما بالنسبة إلى موقف شعوب المنطقة، من الأردن إلى الباكستان، فهم يعتبرون أن تركيا أردوغان مثال سياسي يحتذى ولطالما اعتبروا أن تركيا تشكل منارة لهم في أعقاب فشل الربيع العربي، والسؤال إلى أي مدى ستبقى تركيا تلك المنارة ؟

ويرى غي تايفير أن فشل الانقلاب ورد فعل أردوغان العدواني كشف وجود شرخ أكبر مما كان متوقعا في المجتمع التركي . وبات واضحا أن محاولة الانقلاب لم تكن عمل أقلية مهمشة في القوات المسلحة.

هنا ترقد الديموقراطية التركية؟ نأمل أن يكون أردوغان أخذ علما بهذا الانقسام وتعلم من الأحداث الأخيرة لتشجيع التقدم الديموقراطي والمصالحة الوطنية، ولكن ذلك مجرد أمنيات إذ يبدو أن تركيا تدخل مرحلة سوداء وفترة ارتباك كبير سيسمح لتنظيم "الدولة الإسلامية" بالاستفادة منه بدون شك. وأن القوى الديموقراطية التركية ستدفع ثمن هذا الانقلاب الفاشل يختم غي تايفير مقاله في صحيفة لو دوفوار

راديو كندا الدولي -  صحيفة لو دوفواراستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.