يتضمّن برنامج بلا حدود مجموعة من تقاريرنا الأسبوعيّة من إعداد وتقديم مي أبو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.
مي ابوصعب أعدّت تقريرا حول تمثيل الأقليّات في أجهزة الشرطة في مختلف أنحاء كندا.
فقد أفاد تحقيق أجرته سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة أنّ تمثيل الأقليّات العرقيّة والسكّان الأصليّين في أجهزة الشرطة هو أدنى من تمثيل الكنديّين بالإجمال.
وشمل التحقيق مدنا كنديّة يتجاوز عدد سكّانها 100 ألف نسمة.
ويشير التحقيق على سبيل المثال إلى أنّ الأقليّات تمثّل 32 بالمئة من عدد سكّان مدينة مونتريال، ولكنّ نسبة تمثل هذه الأقليّات في اجهزة شرطة المدينة يبلغ 7،5 بالمئة .
وفي تورونتو التي تشتهر بتعدّديّتها العرقيّة والدينيّة والثقافيّة، ينتمي كلّ مواطن من أصل اثنين إلى الأقليّات في حين ينتمي إليها كلّ واحد فقط من أصل أربعة من عناصر الشرطة.
ولكنّ لمدينتي هاملتون في مقاطعة اونتارية وهليفكس في مقاطعة نوفا سكوشا تمثيلا يوازي عدد الأقليّات في اجهزة الشرطة.

ويعزو جان ميشال بليه قائد شرطة هليفكس أداء مديمنته إلى العمل الدؤوب الذي قام به قادة الشرطة الذين تعاقبوا على المنصب.
ويشير في الوقت عينه إلى أنّ هليفكس هي أقل تعدّديّة منمدن أخرى مثل مونتريال وتورونتو وفانكوفر.
كما يلفت جان ميشال بليه في حديث أدلى به لتلفزيون راديو كندا إلى أنّ التقرير لا يتحدّث عن تمثيل النساء في أجهزة الشرطة.
ويأمل في أن يرتفع تمثيلهنّ ليس في شرطة هليفكس فحسب وإنّما في مختلف أجهزة الشرطة في كندا.
ويشير قائد شرطة هليفكس إلى أنّ شرطة المدينة تضمّ 4 عناصر يتحدّثون اللّغة العربيّة وبإمكانهم التواصل مع اللاجئين السوريّين الذين وصلوا حديثا إلى نوفا سكوشا.
ويؤكّد على أهميّة التواصل مع مختلف المجموعات العرقيّة والثقافيّة ،وعلى أهميّة العلاقات العامّة لتعزيز ثقة المواطنين بالشرطة.

حرص كندي أميركي على الحفاظ على علاقات مشتركة جيدة بغض النظر عن اسم الرئيس الأميركي المقبل
تُطرح تساؤلات كثيرة في كندا حول مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة في حال وصول مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خلفاً للرئيس الديمقراطي باراك أوباما الذي تربطه علاقات ممتازة برئيس الحكومة الليبرالية في أوتاوا جوستان ترودو.
لكن في دوائر القرار في أوتاوا كما في واشنطن حرص على المحافظة على العلاقات الجيدة جداً بين كندا وشريكها التجاري الأول الذي تذهب إليه ثلاثة أرباع صادراتها.
فقد رأى سفير الولايات المتحدة لدى كندا، بروس هايمان، أن العلاقات بين البلديْن هي حالياً أفضل مما كانت عليه منذ زمن طويل جداً، وأنه ينبغي أن تبقى كما هي الآن بغض النظر عمن يصل إلى السلطة في واشنطن، كما جاء في تقرير لـ"سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية).
"الحكومات تتغير وسنعمل بكد ونواصل وضع الأسس لنضمن أن هذه الأسس ستدوم أكثر بكثير من ولاية أي رئيس أو رئيس حكومة"، قال السفير هايمان يوم أمس في القمة السنوية السادسة والعشرين لـ"المنطقة الاقتصادية لشمال غرب الهادي" (Pacific NorthWest Economic Region) المنعقدة منذ يوم الأحد الفائت ولغاية بعد غد الخميس في كالغاري، كبرى مدن مقاطعة ألبرتا في غرب كندا.
وفيما تشهد الولايات المتحدة حملة انتخابات رئاسية مثيرة للجدل، هناك كثير من التبصر والتأمل في كندا حول ما ستؤول إليه العلاقات بين الدولتيْن في حال فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في هذه الانتخابات.
لغاية الآن كان رد رئيس الحكومة الليبرالية في أوتاوا جوستان ترودو دبلوماسياً، وهو قال لـ"سي بي سي" في هذا الشأن في آذار (مارس) الفائت، "أحترم العملية الانتخابية الأميركية، وأثق بما أشار إليه (الرئيس الأميركي الأسبق أبراهام) لينكولن بعبارة "خيرة الملائكة من ذوي الطبيعة الأميركية"، وأتطلع إلى من سأعمل معه بعد (انتخابات) تشرين الثاني (نوفمبر)".
من جهته قال سفير كندا لدى الولايات المتحدة، ديفيد ماكنوتون، إن علاقات جيدة بين واشنطن وأوتاوا قد تساعد في تذليل أي خلافات تجارية بين البلديْن، وبشأن أي سلعة، من الحليب إلى الخشب المنشور والبنى التحتية.
"عندما تفوق قيمة التبادل التجاري بين كندا والولايات المتحدة ملياريْ دولار يومياً، تحدث خلافات"، قال السفير الكندي أمام نحو من 500 مندوب حضروا القمة السنوية لـ"المنطقة الاقتصادية لشمال غرب الهادي".
"حيثما تكون العلاقات ذات أهمية نواجه مصاعب"، أضاف السفير ماكنوتون متوجهاً للحضور المكون من مسؤولين حكوميين وقادة أعمال وأكاديميين.
أما السفير الأميركي لدى أوتاوا فأكد أنه "من المهم فعلاً للزعيميْن (الكندي والأميركي) أن يكونا على علاقة، أياً تكن الفلسفة السياسية لكل منهما"، ورأى أن "بإمكانهما التأكد من أن الخلافات التي ستنشأ حتماً بيننا لن تبدأ بإرباك العلاقة (بينهما)"، مضيفاً أنه يعتقد بأن الأمر "سيكون شائكاً في السنوات العديدة المقبلة لأننا سنمر بأوقات لن نكون فيها متفقين حول كل شيء".

تركيا على طريق الحكم الاستبدادي
فشل، أو تفشيل المحاولة الانقلابية في تركيا وما أعقبها من عمليات تطهير وطرد وتوقيف واسعة طاولت آلاف الجنود والضباط بمن فيهم كبار القادة والقضاة والمدعين العامين والأساتذة وعمداء الجامعات بسرعة كبيرة، دفع بالمؤمنين بنظرية المؤامرة إلى التأكيد بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوعان كان وراءها ، فاللوائح كانت جاهزة بانتظار الفرصة السانحة والوقت المناسب للانقضاض والقضاء على أخر مواقع المعارضة.
ما صحة أو ما دقة هذا الاتهام؟
يجيب استاذ التاريخ المتخصص في الشؤون التركية وعضو كرسي دراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جامعة كيبيك في مونتريال ستيفان وينتر في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية:
"المشكلة مع نظريات المؤامرة أنه لا يمكن نفيها ولكني لا أؤمن شخصيا بها فنحن كنا أمام محاولة انقلاب كان يمكن أن تنجح وتشكل خطرا كبيرا على أردوغان وقد خسر خلالها حلفاء مقربين وأصدقاء في أعمال العنف". ويضيف:
"أردوغان كان دائما انتهازيا بكل معنى الكلمة وأحسن الاستفادة من الوضع السياسي في مستهل عمله السياسي كرئيس للحكومة ومن ثم كرئيس للدولة ومن المؤكد أن المحاولة الانقلابية ناسبته وصبت في مصلحته لكن القول إنه خطط لها أو كان مطلعا عليها ليس صحيحا ولا اعتقد أنه كان ضروريا فالانجراف السلطوي بدأه منذ عدة سنوات والأمور تسير بصورة حسنة بالنسبة له فليس هناك معارضة ذات مصداقية وهو يراكم السلطات في الدولة".
هل يعني ذلك أن أردوغان بدأ يسير على طريق الاستبداد والانجراف السلطوي؟ يجيب البروفسور ستيفان وينتر:
"نعم نحن نشهد حاليا انجرافا سلطويا أكيدا لكنه ليس جديدا ولم يبدأ أمس أو في نهاية الأسبوع إنما بدأ منذ بضع سنوات، فعمليات التطهير والطرد من المدارس والجامعات وإخضاع النظام القضائي للسلطة بدأت منذ بضع سنوات" ويضيف:
"لا يفاجئني ما يجري حاليا ، بالطبع تم تسريع الأمور منذ فشل الانقلاب ما أطلق يد أردوغان وأعطاه مبررا قانونيا لإكمال ما كان بدأه منذ بضع سنوات".
وعن سؤال حول ما إذا كانت هذه الاعتقالات الواسعة بمثابة رسالة إلى المثقفين، يجيب ستيفان وينتر:
"نعم، فالرسالة نفسها كانت أرسلت للصحافيين وأكبر الصحف اليومية المستقلة تم إقفالها ووضعت تحت الوصاية ولا تسامح مع الانتقادات في الصحف وتظاهرات الطلاب والمحامين الذين يدافعون عن الموقوفين في المظاهرات. طبعا هي رسالة موجهة للمثقفين والنخب الفكرية.
يبقى السؤال المقلق: هل اضمحل حلم الدولة العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك؟ يجيب أستاذ التاريخ المتخصص في الشؤون التركية في ختام حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية:
"نعم ولا طبعا. هو يعطي مجالا أكبر للدين في الخطاب السياسي وفي دوائر الحكومة ويثمن الدين للتميز عن سائر الأحزاب والنخب والجيش الذي تسبب له بمشاكل كبيرة في بدايات عهده، ولكنه يبقى وطنيا قوميا أكثر من أي شيء آخر.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.