عناصر من "الدولة الإسلامية"

عناصر من "الدولة الإسلامية"
Photo Credit: سترينغر - رويترز

الإعلام والحرب على الإرهاب

ما هو دور الإعلام في تغطية الأعمال الإرهابية؟ ما هو الهامش الأخلاقي لعرضه الحدث؟ إلى أي مدى يلعب لعبة الإرهابيين عبر نشر الخوف وتضخيم الخطر، وهو ما يسعى الإرهابيون لتحقيقه؟ إلى أي مدى يساهم في تشجيع الإرهابيين على تنفيذ أعمالهم الإرهابية بهدف الظهور واكتساب الشهرة؟ ما هي مسؤولية السياسيين في عدم صب الزيت على النار ؟ وهل القضاء على الإرهاب يمر عبر الحلول العسكرية؟

مجموعة من التساؤلات المقلقة طرحتها هيئة الإذاعة الكندية على الدبلوماسي الفرنسي السابق لوران بيغو الذي نشر مقالا في صحيفة لوموند ينتقد فيها بقسوة دور الإعلام والسياسة.

يقول عن التغطية الإعلامية:

"أعتقد أن التغطية الإعلامية لهذه الأحداث تبين مدى هاجس الإعلام لكسب المستمعين ما ينسيه  مسؤوليته في إعلام المستمعين وأعتقد أنه لا يجري أية مراجعة للخبر وهو يفضل بث معلومات وصور  ومقابلات بطريقة فظة واستقبال خبراء للتعليق على حدث لا يلمون بكل تفاصيله بهدف كسب مستمعين والربح المادي على حساب الإعلام الصحيح".

وعن دور السياسيين يقول:

"أما على الصعيد السياسي فردود فعل السياسيين تحث على الحرب وتدغدغ مشاعر الانتقام ويغيب عن بال السياسيين  أنهم يجسدون قيم الديموقراطية ودولة القانون التي  ستجعلنا نربح الحرب ضد الإرهاب كما يتهرب المسؤولون من تحمل مسؤولياتهم فيحددون العدو ويحملونه كامل المسؤولية".

ويحمل لوران بيغو الإعلاميين والسياسيين مسؤولية خدمة مصالح الإرهابيين بصورة واعية أو لا واعية. يقول:

"أنا أعتقد أن هذه الهستيريا الإعلامية السياسية إزاء داعش وخطر الإرهاب الإسلامي هي نوع من الحث على تنفيذ الأعمال الإرهابية ويجب عدم تجاهل تأثيرها على بعض المهوسين والضعفاء والشاعرين بالحرمان والغبن الذين سيجدون فيها حجة لتنفيذ أعمالهم الإرهابية وهنا تكمن أيضا مسؤولية الإعلاميين والسياسيين". ويضيف:

" الحل ليس بسيطا ولكني أعتقد أن الإعلام يجب ألا يكون صدى للإرهابيين. عليه طبعا  إطلاع الناس على الأحداث ولكن ألا يكون صدى  فالإرهاب بحاجة إلى التخويف ونشر الخوف والصدمة والذهول،  والإعلام يضخم هذه الصدمة".

ويؤكد الدبلوماسي الفرنسي السابق لوران بيغو أن حل ظاهرة الإرهاب لا يمكن أن يكون عسكريا:

"لم نتعلم من دروس أفغانستان والعراق وسوريا  وهي أن الحل العسكري لم ينجح وللأسف أثبتت الأحداث هذا، فالتدخل الأميركي في أفغانستان والعراق كان دواء أسوأ من الداء، وفي سوريا نرى بوضوح أن الحل العسكري لم ينجح وقد أعلن الرئيس الفرنسي عن إرسال مدافع إلى العراق وأراهن أن ذلك لن يغير شيئا، لا بل بالعكس".

ويتهم لوران بيغو دول الغرب بالكيل بمكيالين في مواجهة الإرهاب. يقول:

"كيف تحارب الديموقراطيات الغربية الإرهاب عندما يقع على أراضيها؟ عبر العدالة وإجراء التحقيقات والقانون وبالتالي لا يوجد أي سبب، عند وقوعه خارج  حدودنا، لنمنح أنفسنا الحق بقتل أعدائنا بما أننا نرفض لأعدائنا حق القتل باسم مبادئهم لكننا نسمح لأنفسنا أن نقتلهم باسم قيمنا. ففرنسا مثلا التي ألغت حكم الإعدام عام 81 أعادت العمل به في إطار حربها على الإرهاب عبر قتل أشخاص خارج حدودها بدون أية محاكمة وليس هكذا سنربح حرب القيم"، يختم الدبلوماسي الفرنسي السابق لوران بيغو حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية.

راديو كندا الدولي -  هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.