ترشيح هيلاري كلنتون للرئاسة الأميركيّة يلقى ترحيب العديد من الأوساط النسائيّة كونها أوّل سيّدة تترشّح لهذا المنصب.
وفي كندا، رحّبت كل من رئيسات وزراء اونتاريو كاثلين وين وبريتيش كولومبيا كريستي كلارك والبرتا راشيل نوتلي بالخبر ورأين فيه خطوة مهمّة جديرة بالتنويه.
لكنّهن حذّرن في الوقت عينه في حديث لتلفزيون سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة من مغبّة التفكير بأنّ قواعد اللعبة السياسيّة اصبحت نفسها بالنسبة للمرأة.
وتحدّثت المسؤولات الثلاث عن تجربتهنّ على رأس الحكومة في المقاطعات الكنديّة الثلاث ورأين أنّ وصولهنّ إلى المركز الأوّل في مقاطعاتهنّ لم يحميهنّ من التمييز على أساس الجنس في مكان العمل.
وتقول رئيسة وزراء بريتيش كولومبيا كريستي كلارك إنّ أكثر ما تفاجأت به هو أنّها أصبحت في موقع القيادة ولم تعد ملتزمة بالسير في خطّ القيادة، حيث أنّ التجربة تختلف بين الرجل والمرأة كما تقول وتتابع بالقول:
ما لم يتغيّر او على الأقلّ ما يحصل معي أنّي عندما أكون في اجتماع ما، أرى الرجال وخصوصا منهم المسنّين الذين ليسوا اعضاء في الحكومة يتحدّثون إلى الرجال الباقين بدل التوجّه إلى رئيسة الحكومة عندما يجتمعون بي.
والأمر ما زال يحصل ومن السهل عليّ التعامل معه لأنّني رئيسةُ الحكومة ولكنّه يحصل لملايين النساء في غرف التحرير ومكاتب المحاماة وفي أوساط العمل في كندا تقول رئيسة وزراء بريتيش كولومبيا كريستي كلارك.
وتضيف موضحة أنّ كلّ النساء يعانين في احد الأيّام من هذه الممارسة التي لا يقوم بها كلّ الرجال.
وتقول رئيسة وزراء اونتاريو كاثلين وين إنّها مرّت بالتجربة نفسها حيث أنّ البعض يتحدّث إلى شخص يجلس بجانبها دون التوجّه لها، ووجدت الحلّ من خلال التحديق بهم بصورة مباشرة كما تقول وتضيف:
وجدت عندما تولّيت منصبي أنّ البعض يضعون الافتراضات حول تصرّفاتي كرئيسة حكومة.

وأريد أن اقوم بعمليّة صنع القرار بحيث تكون شاملة واعتقد أنّنا بمعظمنا كنساء نريد أن نقوم بذلك ونحاول القيام به دون أن يكون ذلك ما يتوقّعه الناس منّي قالت رئيسة وزراء اونتاريو كاثلين وين.
وترى رئيسة وزراء البرتا راشيل نوتلي من جهتها أنّ الأمر مربك قليلا في بعض الأحيان و عليك أن تتحقّق من نفسك باستمرار وتضيف:
عندما كنت بصدد توسيع مجلس الوزراء، كانت وسائل الاعلام والمحلّلون يتساءلون عن الأشخاص الذين سنضيفهم إلى حكومتنا.
واستبعدوا احتمال ضمّ إحدى النائبات إلى عضويّة الحكومة لأنّها كانت على وشك أن تضع مولودها.
ولم نضمّها وحدها إلى الحكومة فحسب بل ضمّينا نائبة أخرى في برلمان البرتا تتوقّع هي الأخرى أن تضع مولودها قريبا.
ولدينا وزيرتان هما أمّان لطفلين في حكومتنا وكان المشهد مؤثّرا ومحبّبا للغاية عندما كانت إحداهما تجيب على الأسئلة في مجلس العموم للمرّة الأولى وهي تحمل طفلها بين يديها قالت رئيسة حكومة البرتا راشيل نوتلي.
واوضحت أنّه من المهمّ إعادة النظر في كلّ ما يقال حول قدرة المرأة على الالتزام كليّا بمهامّها أيّا كانت هذه المهامّ.
وتحدّثت المسؤولات الثلاث عن أهميّة ترشيح سيّدة هي هيلاري كلنتون للرئاسة الأميركيّة لأوّل مرّة فأكّدن على أهميّة الخطوة بالنسبة للولايات المتّحدة وللنساء حول العالم.
ورأت رئيسة حكومة اونتاريو كاثلين وين أنّ المرأة تطرح شريحة أوسع من القضايا على البحث عندما تتولّى السلطة وفق ما تشير إليه العديد من الدراسات والأبحاث وتابعت تقول:
اعتقد أنّ ترشيح هيلاري كلينتون معبّر للغاية ولكنّه ليس نهاية المطاف بالنسبة للمرأة وعلينا ألاّ نعتقد أنّه اختراق او أنّنا لم نعد بحاجة للتفكير أبعد من سقف الزجاج هذا.
ورأت رئيسة وزراء البرتا راشيل نوتلي من جهتها أنّ الحدث ملهم ويشكّل بداية جيّدة بالنسبة للمرأة حول العالم وتابعت تقول:
من المهمّ أن تكون مثالا يّحتذى ولكنّه من المهمّ أيضا بالنسبة لكلّ من هم في السلطة وأيضا بالنسبة لهيلاري كلينتون التأكّد من الترويج لدور المرأة والترويج للفرص المتاحة أمامها لأنّ الأمور لن تحدث بصورة عضويّة حسب قولها.
وأكّدت رئيسة وزراء بريتيش كولومبيا كريستي كلارك على أهميّة ترشيح هيلاري كلنتون لمنصب الرئاسة وأضافت:
عندما ترى النساء سيّدات شابّات مثلي ومثل راشيل نوتلي وكاثلين وين، وعندما يرين هيلاري كلنتون في موقع القيادة، يدركن أنّ الباب أصبح مفتوحا أمامهنّ.
وتجربة المرأة كما ذكرت كاثلين وين مختلفة بعض الشيء عن تجربة الرجل.
فالمرأة هي أيضا أمّ ولها دور أكبر بالإجمال في تربية الأولاد والاهتمام بشؤون المنزل.
وهي وفق الاحصاءات تتولّى أكثر من سواها من أفراد الأسرة رعاية الأهل في سنّ الشيخوخة.
كلّ ذلك لا يعني أنّ المرأة تأتي بتجربة أفضل بل بتجربة مختلفة عن الرجل عندما تتولّى السلطة.
ولا ننسى انّ المرأة نصف المجتمع وينبغي إشراكها في السلطة كما قالت كريستي كلارك في حديثها لتلفزيون سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة.
يبقى التذكير في الختام بما قالته كاثلين وين رئيسة وزراء اونتاريو من أنّ كندا كانت تعدّ عام 2013 ستّ سيّدات في موقع رئاسة الحكومة في آن معا، إحداهنّ في إقليم نونافوت والخمس الباقيات في مقاطعات كيبيك واونتاريو وبريتيش كولومبيا والبرتا ومقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور.
(راديو كندا الدولي/ هيئة الاذاعة الكنديّة)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.