زهور وشموع عن أرواح ضحايا هجوم مدينة نيس جنوب فرنسا

زهور وشموع عن أرواح ضحايا هجوم مدينة نيس جنوب فرنسا
Photo Credit: Eric Gaillard / Reuters

الإرهاب ووسائل الاعلام: “هل ينبغي نشر صور الارهابيّين؟

"هل ينبغي الكشف في وسائل الاعلام عن هويّات منفّذي العمليّات الارهابيّة ونشر صورهم"؟

السؤال  الذي طرحته اليوم صحيفة لوموند الفرنسيّة يطرحه العديد من المحلّلين منذ فترة، لا سيّما مع ارتفاع وتيرة العمليّات الارهابيّة وتعدّد أهدافها.

فمن الهجوم على مجلّة شارلي ابدو الفرنسيّة إلى هجمات نوفمبر في باريس وهجوم اورلاندو في الولايات المتّحدة وهجوم نيس والهجوم على كنيسة في سانت اتيان دو روفري شمال غرب فرنسا بالأمس وذبح كاهنها، يتصدّر الحديث عن الارهاب المشهد الاعلامي منذ فترة.

وثمّة من يرى أنّ التركيز الاعلامي على العمليّات الارهابيّة يصب لصالح الارهابيّين ويساهم في الترويج عن قصد او عن غير قصد لقضاياهم.

وقرّرت العديد من وسائل الاعلام التوقّف عن نشر أسماء الارهابيّين وصورهم.

يقول مدير صحيفة لوموند جيروم فينوغليو في حديث لتلفزيون راديو كندا إنّ الصحيفة قرّرت التوقّف عن نشر نوع معيّن من الصور التي تعود لإرهابيّين ولكنّها سوف تستمرّ في نشر هويّاتهم ويضيف شارحا السبب فيقول:

سنتوقّف عن نشر الصور لأنّنا بالإجمال ننشر بعد أيّام على  وقوع الأعمال الإرهابيّة صورا قديمة للإرهابيّن تزيد من الاستفزاز الذي تسبّبت به أعمالهم الشنيعة.

وهنالك صور مأخوذة لهم في بعض الأحيان خلال عطلتهم وهي صور زائفة كما يقول فينوغليو ، ارتأت الصحيفة أنّه لا مكان لها إلى جانب اخبار العمليّات الارهابيّة ولا أهميّة لها  من حيث المعلومات المتعلّقة بالخبر.

أضف إلى ذلك أنّها تثير الصدمة في فرنسا بصورة خاصّة وأيضا في ألمانيا حيث وقعت بعض العمليّات الارهابيّة مؤخّرا كما يقول مدير صحيفة لوموند جيروم فينوغليو ويضيف:

في الواقع وكما أقول في مقالي الافتتاحيّ، نحن نطبّق اليوم رسميّا ممارسة بدأنا بها منذ هجوم نيس حتّى دون أن نكشف عنها وقرّرنا التخلّي عن هذا النوع من الصور لأنّنا لا نرى أيّة مصلحة في نشرها.

عناصر من الشرطة والجيش امام مسرح باتاكلان في باريس إثر تعرّضه لهجوم إرهابي
عناصر من الشرطة والجيش امام مسرح باتاكلان في باريس إثر تعرّضه لهجوم إرهابي ©  Christian Hartmann / Reuters

ويتابع فينوغليو فيؤكّد أنّ عدم نشر الصور لا يعني التخلّي عن نشر هويّات الارهابيّين او الحديث عنهم بصيغة المجهول ويضيف:

أعتقد أنّ ذلك خطير ويؤدّي إلى إخفاء المعلومات عن الجمهور، وأعتقد أنّ أسماء الارهابيّين الذين يموت معظمهم في العمليّات الارهابيّة هي معلومات مهمّة وينبغي الاستمرار في إطلاع الناس على شخصيّة هؤلاء الأشخاص ومسارهم وايديولوجيّتهم ومكامن ضعفهم.

ولمقاومة الشر، ينبغي معرفته وتسميته بالاسم ووصفه لأنّ هذه طريقة للصمود في وجه كلّ ما يجري يقول جيروم فينوغليو، ويؤكّد أنّ الصحيفة لن تتخلّى عن نشر هويّات الارهابيّين.

ويتابع مدير صحيفة لوموند فيقول إنّ هذه الصور متوفّرة لدى أجهزة الشرطة وقد تساعدها في تحقيقاتها ولا تشكّل حسب اعتقاده معلومة مهمّة للقرّاء إلاّ في بعض الحالات كما يقول ويتابع:

أنا أقصد عدم نشر صور من الماضي للإرهابيّين ولا أقصد وثائق محدّدة قد تظهرهم وسط مجموعات معيّنة وفي اوقات معيّنة وخلال قيامهم بالتدريبات ومع بعضهم البعض.

ويتابع فينوغليو فيؤكّد على أهميّة نشر الأخبار المتعلّقة بالهجمات وعدم إخفاء تفاصيلها والحديث عن تبعاتها في إطار قواعد محدّدة لا تتغيّر ويضيف:

باختصار، ما قلته اليوم في مقالي الافتتاحي بصورة رسميّة يتناول عددا صغيرا جدّا من الصور قد نكون قمنا بنشرها في الأشهر القليلة الماضية وهي ليست بكثيرة في إطار الكمّ الهائل من المعلومات التي ننشرها وسوف نستمرّ في نشرها.

ويؤكّد ردّا على سؤال على أهميّة الاستمرار في التفكير في هذه الاعتداءات ويضيف:

تستهدف العمليّات المتكرّرة تلك منعنا من التفكير وبثّ التفرقة في ما بيننا للتسبّب بالغضب و عدم الفهم والانتقام وأخذ الاجراءات ولا سيّما حيال الجاليات المسلمة.

من هنا أهميّة التفكير ومواجهة الحقائق وفي طليعتها أنّ المسلمين هم أوّل المستهدفين من تنظيم "الدولة الاسلاميّة" حول العالم.

وهنالك في فرنسا بالدرجة الثانية مجموعات متنوّعة من الممارسات الدينيّة في إطار العلمانيّة المتسامحة وهو ما يكرهه الإسلاميّون تحديدا، أي أن تتعايش كلّ هذه المجموعات في ما بينها بسلام.

وهم يسعون بمختلف الطرق للقضاء على هذا التعايش من خلال تأليب المجموعات على بعضها وإشعال حرب دينيّة.

وهم يستهدفون فرنسا البلد الذي نجح في تأمين تعايش الأديان يقول مدير صحيفة لوموند جيروم فينوغليو في ختام حديثه لتلفزيون راديو كندا.

استمعوا
فئة:دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.