الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (وسط الصورة) مستعرضاً حرس الشرف عند وصوله إلى مقر البرلمان التركي في أنقرة يوم الجمعة الفائت، 22 تموز (يوليو) 2016.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (وسط الصورة) مستعرضاً حرس الشرف عند وصوله إلى مقر البرلمان التركي في أنقرة يوم الجمعة الفائت، 22 تموز (يوليو) 2016.
Photo Credit: Umit Bektas / Reuters

من الصحافة الكندية: بعد إحباطه الانقلاب يقوم أردوغان بالتحضير لانقلاب

قد يبدو قيام صحيفة بالإشارة إلى إصدار السلطات التركية مذكرات اعتقال بحق 42 صحافياً في إطار التحقيقات الجارية بعد المحاولة الانقلابية العسكرية الفاشلة وكأنه خدمة ذاتية، تقول "ذي غلوب آند ميل" في إشارة إلى القرار الصادر عن سلطات أنقرة يوم الاثنين.

لكن من المؤكد أن اعتقال هذا العدد الكبير من الصحافيين فيما تجتاز تركيا أزمة يشكل خسارة صافية كبيرة للنقاش والإعلام في وقت الديمقراطية التركية، أو ما تبقى منها، هي بأمس الحاجة إليهما، تضيف الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا.

واعتقال هؤلاء الصحافيين هو رأس جبل الجليد، فنحو من 60 ألف شخص في تركيا إما اعتُقلوا أو سُرحوا من وظائفهم أو عُلقت وظائفهم منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت ليل الخامس عشر من تموز (يوليو) الجاري، تقول الصحيفة الكندية.

يوم أمس أعطى زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، حديثاً لوكالة "أسوشيتد برس" للأنباء دعا فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتوقف عن اضطهاد من يُشتبه بأنهم حلفاء المشاركين في المحاولة الانقلابية. والحزب المذكور هو أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان التركي.

"نحن جميعاً بحاجة لإجراء نقد ذاتي"، تنقل "ذي غلوب آند ميل" عن كليجدار أوغلو قوله في المقابلة، مضيفة أنه، بالفعل، يُفترض به أن يكون مطلعاً في هذا المجال.

ففي أزمنة سابقة كان حزب الشعب الجمهوري ضالعاً في عدد من الانقلابات، كما في شبه انقلاب، حصلت على الضوء الأخضر من القيادة العامة للقوات المسلحة التركية في وقت اعتقد فيه العسكر أن الساسة المدنيين قد بدأوا يخرجون عن سيطرتهم، تقول "ذي غلوب آند ميل"، مضيفة أن الحزب المذكور هو حزب علماني وقومي وأنه الوريث الحالي للمؤسس غير المتدين للجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك.

الداعية التركي فتح الله غولن الذي يتهمه حليفه السابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة، في صورة له وهو يدلي بحديث صحفي في منزله في ولاية بنسيلفانيا الأميركية
الداعية التركي فتح الله غولن الذي يتهمه حليفه السابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة، في صورة له وهو يدلي بحديث صحفي في منزله في ولاية بنسيلفانيا الأميركية © AP/Chris Post

إحدى نتائج الأزمة هي أن صحيفة يومية علمانية وليبرالية مثل "حرييت" (Hürryet) تبدو بمأمن من قمع أردوغان الذي قامت حكومته قبل المحاولة الانقلابية بمصادرة صحيفة "زمان" اليومية ذات التوجهات الإسلامية والمعارضة للرئيس التركي، تقول "ذي غلوب آند ميل".

طرفا النزاع الأخير والمستمر في تركيا هما حليفان سابقان في الإسلام السياسي: حزب العدالة والتنمية، الذي هو حزب الرئيس أردوغان، وأتباع الداعية فتح الله غولن، تضيف الصحيفة الكندية.

نعم، ينبغي محاكمة المتواطئين في المحاولة الانقلابية ومعاقبتهم، ولو أنه يجب عدم إعادة حكم الإعدام. ويجب أن يُسمح للمواطنين الأتراك بالعودة إلى وظائفهم دون خوف من أن يُطردوا منها، أو أن يحل بهم ما هو أسوأ من الطرد، تقول الصحيفة.

دعوة أردوغان لـ"تطهير كافة مؤسسات الدولة" تبدو كإعادة بناء متشددة وجذرية للدولة والمجتمع، كانقلاب بحد ذاته ينهي الديمقراطية الكاملة ويستبدلها بنظام استبدادي، تختم "ذي غلوب آند ميل".

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.