سجل إجمالي الناتج الداخلي في كندا تراجعاً بنسبة 0,6% في أيار (مايو) الفائت، كما جاء اليوم في بيانات صادرة عن وكالة الإحصاء الكندية.
وهذا أكبر انكماش شهري للاقتصاد الكندي منذ آذار (مارس) 2009 عندما كان الاقتصاد العالمي يجتاز أزمة ركود.
وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم وكالة "تومسون رويترز" للأنباء قد توقعوا انكماش الاقتصاد الكندي بنسبة 0,4%.
وتعزو وكالة الإحصاء هذا التراجع بصورة رئيسية إلى حريق الغابات الهائل في منطقة فورت ماكموري النفطية في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا الذي أجبر شركات النفط هناك على وقف إنتاجها.
وتقع مدينة فورت ماكموري في شمال شرق ألبرتا، أغنى مقاطعات كندا بالنفط، وتُعتبر عاصمة الرمال الزفتية (النفطية) في البلاد. واندلع حريق الغابات في محيطها في 30 نيسان (أبريل) الفائت، ولم تتم السيطرة عليه بشكل كامل سوى في 5 تموز (يوليو) الجاري بعد أن التهمت نيرانه نحواً من ستة آلاف كيلومتر مربع من الغابات وقضت على أجزاء من مدينة فورت ماكموري متسببة بنزوح نحو من 90 ألف نسمة، هم جميع سكان المدينة وبعض سكان جوارها، قبل أن يعودوا تدريجياً إلى ديارهم.

وتسبب حريق فورت ماكموري بتراجع إنتاج النفط المستخرج من الرمال الزفتية بنسبة 22% في أيار (مايو)، بعد تراجع بنسبة 8,1% في نيسان (أبريل) بسبب توقف الإنتاج في بعض المنشآت بهدف صيانتها وزيادة قدراتها.
وبلغ بالتالي إنتاج النفط من الرمال الزفتية في أيار (مايو) الفائت أدنى مستوى له في خمس سنوات، وتحديداً منذ أيار (مايو) 2011.
وتقول وكالة الإحصاء إن حريق فورت ماكموري شكل الدافع الرئيسي لتراجع الإنتاج في قطاع الموارد الطبيعية بأكمله بنسبة 6,4% في أيار (مايو) الفائت، ولتراجع الإنتاج في كافة الصناعات المنتجة للسلع بنسبة 2,8%، لاسيما بسبب التراجع في الصناعات البتروكيميائية.
كما أن الحريق لعب دوراً كبيراً في تراجع الإنتاج في قطاع التصنيع بنسبة 2,4%. فهذا التراجع عائد بنسبة كبيرة إلى تراجع إنتاج مصافي النفط بنسبة 15% جراء النقص في كميات النفط الخام.
وإذا ما استُثني التراجع في إنتاج النفط المستخرج من الرمال الزفتية الناجم عن حريق فورت ماكموري يتراجع إجمالي الناتج الداخلي في أيار (مايو) بـ0,1% فقط.
وهذا ما يجعل آفيري شنفلد، كبير خبراء الاقتصاد لدى "سي آي بي سي" (CIBC)، أحد أكبر المصارف في كندا، يقول لوكالة الصحافة الكندية إنه عندما يكون هناك حدث واحد بحجم حريق فورت ماكموري يجب عزله عن باقي المعطيات الاقتصادية، "فنحن نعرف أن إنتاج النفط سيعاود النهوض جزئياً في حزيران (يونيو) ويرتفع أكثر في تموز (يوليو)".
نشير أخيراً إلى أن معهد "كونفرنس بورد" (Conference Board) الكندي للأبحاث الاقتصادية أصدر بياناً منتصف أيار (مايو) الفائت رأى فيه أن إجمالي الناتج الداخلي في كندا قد يتراجع بنسبة 0,06% فقط خلال السنة الحالية جراء حريق فورت ماكموري.
(وكالة الصحافة الكندية / سي بي سي / راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.