تحت عنوان: " الجنون بات كونياً " كتبت المحررة في لو جورنال دو مونتريال ليز رافاري تقول:
لا شك أن أحدا وضع ملوثا ما في المياه تسبب باكتساح الهذيان وقلة الوعي والذكاء الكون بأسره كما هو الواقع حاليا. فكل يوم، نشهد ونسمع أمورا كانت غير واردة في المجتمعات الحديثة لبضع سنوات خلت:
مرشح للرئاسة الأميركية يعلن أنه كان يتمنى ضرب بعض الخطباء في مؤتمر الديموقراطيين، ولا يخسر أية نقطة في استطلاعات الرأي، متمردون سوريون يقطعون رأس طفل فلسطيني في الثانية عشرة من عمره في حلب، بينما جارهم، الرئيس التركي المصاب بداء العظمة يجهد لتفكيك أسس الديموقراطية التي أوصلته للسلطة.
وتتابع ليز رافاري: أرتجف كلما فكرت بأن تركيا تمتلك ثامن أقوى جيش في العالم وثاني أكبر قوة في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة. تصوروا لو أن الحلف الأطلسي يتخلى عن تركيا، فماذا يمنع أردوغان من مغازلة "الدولة الإسلامية"، حليفته الطبيعية في محاربة القومية الكردية؟ فحتى صحيفة ذي غارديان الرصينة تحدثت عن هذا الاحتمال المجنون.
والأمثلة كثيرة، تقول ليز رافاري: قاضية في محكمة بريتيش كولومبيا تطلق سراح رجل وامرأة مدانين بالإرهاب ، اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية ترفض إقصاء روسيا عن دورة ريو بالرغم من وجود برنامج حكومي للمنشطات، السلطات الدينية السعودية تمنع لعبة بوكيمون غو لأن بوكيمون عميل صهيوني.
أيضا وأيضا، رئيسة حكومة ألبرتا تتوجه إلى المسلمين وهي ترتدي الحجاب، مجموعة من الأغنياء الإنكليز يحتفلون بانتصار البريكزيت في مطعم إيطالي فخم في لندن ويرفضون أن يخدمهم نادل إيطالي...
وثمة أمور جدية أخرى: في العام 2003 شرح جوليان أسانج لرئيس غوغل لماذا خلق ويكيليكس بالقول: رأيت أن في العالم أمورا كثيرة غير عادلة وأردت أن تزداد الأمور العادلة وتتراجع غير العادلة" وهذا ما يشرح ، تقوق رافاري بتهكم، لماذا أقدمت ويكيليكس على نشر رسائل نصية تدين الديموقراطيين، سرقها جواسيس روس من كومبيوتورات الحزب وهو عمل يصب في مصلحة دونالد ترامب الذي دعا روسيا والصين إلى إيجاد الثلاثين ألف رسالة نصية التي رفضت هيلاري كلنتون تسليمها للإف بي آي. ولو وقع هذا في الماضي لكان ترامب اتهم بالخيانة العظمى.
من وضع ملوثا ما في المياه حتى يجهد إنسان القرن الحادي والعشرين ليصبح أقل مما كان؟ وما هو الربح الذي يبتغيه؟ تتساءل ليز رافاري في ختام مقالها المنشور في صحيفة لو جورنال دو مونتريال
راديو كندا الدولي - صحيفة لو جورنال دو مونتريالاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.