لجنة التحقيق في قتل واختفاء عدد من نساء سكّان كندا الأصليّين التي طال انتظارها تطلق تحقيقاتها مطلع شهر أيلول سبتمبر المقبل، كما جاء في إعلان على لسان الوزيرة الكنديّة لشؤون السكّان الأصليّين كارولين بينيت.
وتحقّق اللجنة في اعمال قتل وخطف تعرّضت لها 1200 امرأة من نساء السكّان الأصليّين على مدى نحو ثلاثة عقود خلال الفترة الممتدّة بين عامي 1980 و2012 حسب الشرطة الفدراليّة الكنديّة.
وأعلنت الوزيرة عن تعيين القاضية ماريون بوللّر على رأس اللجنة.
و تنتمي القاضية بوللّر إلى قبيلة ميتساواسيس للأمم الأوائل في سسكتشوان.
وكانت أوّل سيّدة من السكان الأصليّين تتولّى منصب قاضية في محكمة محليّة في مقاطعة بريتيش كولومبيا.
ومنحت الحكومة المفوّضين صلاحيّات بموجب القانون حول التحقيقات والتشريعات المعمول بها في المقاطعات والأقاليم، تخوّلهم استدعاء الشهود وجمع الأدلّة.
وتنطلق أعمال اللجنة مطلع شهر أيلول سبتمبر المقبل وتستمرّ حتّى الثلاثين من كانون الأوّل ديسمبر من العام 2018.
وتبحث في العوامل التي ساهمت في ارتفاع معدّل العنف ضدّ النساء والفتيات من السكّان الأصليّين وفي دور مختلف المؤسّسات بما فيها اجهزة الشرطة والحكومات ومكاتب التحقيق في الوفيات.
واعتبرت الوزيرة الفدراليّة لشؤون السكّان الأصليّين كارولين بينيت أنّ انطلاق لجنة التحقيق يشكّل خطوة مهمّة على طريق المصالحة مع السكّان الأصليّين.
ويساعد القاضية بوللّر اربعة مفوّضين، من بينهم ثلاث سيّدات هنّ ميشال اوديت الرئيسة السابقة لاتّحاد نساء السكّان الأصليّين والتي تنتمي إلى قبيلة إينّو، ومارلين بواترا أستاذة القانون في جامعة سسكتشوان وهي خلاسيّة أي من أصول أوروبيّة بيضاء ومن السكّان الأصليّين، والمحامية كاجاك روبنسون المتخصّصة في شؤون السكّان الأصليّين والناشطة في الدفاع عن حقوقهم وهي من مواليد إقليم نونافوت.
أمّا المفوّص المساعد الرابع، فهو المحامي برايان ايولفسون، نائب الرئيس السابق لمحكمة حقوق الانسان في اونتاريو.
تقول رئيسة اللجنة القاضية ماريون بوللّر إنّ اللجنة سوف تحقّق في اختفاء ومقتل نساء السكّان الأصليّين وتضيف:
هدفنا رفع التوصيات لضمان سلامة النساء والفتيات في مجتمعاتنا. وقد قبلت مع المفوّضين، المسؤوليّة الجديّة الملقاة على عاتقنا ونحن ملتزمون بالقيام بالمهمّة الصعبة التي تنتظرنا قالت القاضية ماريون بوللّر.
وأكّدت أنّ اللجنة سوف تستلهم في عملها من ذكرى النساء اللواتي قُتلن او فُقدن ومن شجاعة أسر الضحايا وآلامهم وقوّتهم.
وتحدّث زعيم جمعيّة الأمم الأوائل بيري بيلغارد فأكّد على أهميّة إطلاق عمل لجنة التحقيق وأضاف يقول:
لقد تطلّب الأمر جهودا كبيرة من قبل مجموعات ومؤسّسات في مختلف أنحاء كندا للضغط من أجل اتّخاذ قرار بالتحقيق في قتل وخطف نساء وفتيات من السكّان الأصليّين.
واثنى بيلغارد على شجاعة أُسَر الضحايا والمرونة التي يتحلّون بها وعلى جهودهم المتواصلة دون كلل لحثّ الجميع، حكومات ومؤسّسات مختلفة من أجل متابعة القضيّة وأضاف زعيم جمعيّة الأمم الاوائل بالقول:
لقد تمّ بذل جهد كبير، لدرجة أنّ ثلثي الكنديّين اكّدوا الحاجة إلى لجنة التحقيق لأنّها ليست ازمة وطنيّة بل مأساة وطنيّة.
واعتبر أنّ عمل اللجنة يحيي الأمل في وقف العنف داخل مجتمعات السكّان الأصليّين وأضاف مشيرا إلى
أنّ جذور المشكلة معروفة ونعرف أنّنا بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات في مجال السكن والتربية والتأهيل ومراكز مكافحة المخدّرات والملاجئ الآمنة وتابع:
رسالتي كزعيم الأمم الأوائل هي التالية: التأكّد بعد سنتين من التحقيقات، من تنفيذ التوصيات والتصرّف على أساسها لأنّ الأمر يتعلّق بوضع حدّ للعنف.
هذا وقد بدت وزيرة العدل جودي ريبولد ولسون وهي من السكّان الأصليّين، في غاية التأثّر عندما تحدّثت صباح اليوم.
"الحكومة الكنديّة ملتزمة بالقيام بما هو الأفضل وسوف نتّخذ الاجراءات للوصول إلى هدفنا بالقضاء قدر الامكان على العنف بحقّ النساء والفتيات من السكّان الأصليّين" قالت الوزيرة ريبولد ولسون.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا/ سي بي سي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.