في الوقت الذي ترفض فيه حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا الكشف عن عدد الطائرات الحربية التي تنوي شراءها من أجل الوفاء بالتزاماتها الدولية، تلقي وكالة الصحافة الكندية الأضواء على تقرير حكومي عمره سنتان بهدف توفير إيضاحات في ملف مثير للجدل، كما جاء اليوم في تقرير لراديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية).
والتقرير الحكومي نشره باحثون في وزارة الدفاع الكندية في حزيران (يونيو) 2014، أي عندما كان المحافظون بقيادة ستيفن هاربر لا يزالون في السلطة. ويقول التقرير إنه حتى وإن كانت كندا عضواً في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومن الداعمين لها، هي متحررة من أي التزام بتأمين عدد أدنى من طائراتها الحربية للحلف.
ويوضح واضعو التقرير أن كندا تضع بتصرف حلف الـ"ناتو"، وبكل بساطة، الطائرات وسائر العتاد والمعدات العسكرية التي بإمكانها تقديمها. ويضيفون أن الالتزام الوحيد لأوتاوا فيما يخص الطائرات الحربية يتعلق بقيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية (NORAD) التي شاركت كندا الولاياتِ المتحدة بتأسيسها في نهاية خمسينيات القرن الفائت.
وبموجب هذه الشراكة، كندا ملزَمة بتوفير 36 طائرة حربية يُفترض بها أن تكون عملانية بشكل دائم. لكن ليس على كندا أن تضع هذه الطائرات في حالة تأهب دائم، أي بشكل تكون فيه الطائرات دوماً مستعدة لمواجهة هجوم محتمل. وبإمكان أوتاوا بالتالي إشراك هذه الطائرات في مهمات للـ"ناتو" واستدعاؤها لتكون بتصرف "نوراد" متى دعت الحاجة، يضيف واضعو التقرير الحكومي.

حالياً تملك كندا 77 طائرة مقاتلة من طراز "سي اف – 18" (CF-18)، لكن يمكن اعتبار نصف هذه الطائرات عملانية بشكل دائم حسب وزير الدفاع هارجيت سجّان.
ويقول تقرير راديو كندا إن إلقاء الضوء على هذه المعلومات قد يسبب حرجاً لحكومة ترودو التي تردد منذ أشهر أن كندا لا تملك ما يكفي من طائرات مقاتلة للوفاء بالتزاماتها تجاه الـ"ناتو" و"نوراد" معاً وأنها بالتالي بحاجة لمقاتلات جديدة لسد هذا النقص.
لكن الحكومة ترفض الإعلان عن عدد الطائرات الجديدة التي تحتاج إليها، محاججة بأن الكشف عن ذلك قد يعرض الأمن القومي للخطر.
وهذا الملف دقيق لحكومة ترودو. فزعيم الحزب الليبرالي الكندي وعد خلال الحملة الانتخابية الأخيرة بإطلاق مناقصة مفتوحة وشفافة من أجل استبدال الطائرات المتقادمة من طراز "سي اف – 18" بطائرات جديدة في حال وصول حزبه إلى السلطة في أوتاوا. كما أنه تعهد بعدم شراء مقاتلة "اف – 35" (F-35) بسبب سعرها الباهظ.

وكانت حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر قد قررت شراء طائرات "اف – 35" قبل أن تعود عن قرارها وتجمد الصفقة عام 2012 عقب صدور تقرير عن مدقق الحسابات العام الفدرالي جاء فيه أن التكلفة الفعلية لهذه الطائرات هي أعلى مما كانت الحكومة قد أعلنته.
ويؤكد ناطق باسم وزارة الدفاع الكندية ما جاء في التقرير الصادر عن وزارته قبل سنتيْن من أن كندا غير مُلزَمة بتأمين عدد أدنى من طائراتها الحربية لحلف الـ"ناتو"، مشيراً إلى أن هذا العدد قابل للتغيير ويستند إلى الأهداف التي وضعها الحلف و"التي نسعى لاحترامها كعضو موثوق به في الحلف".
يُذكر أن ترودو تعهد في قمة الـ"ناتو" الشهر الفائت في وارسو بأن تنشر كندا ست طائرات مقاتلة في أوروبا لتوفير "مراقبة دورية" و"أنشطة شرطة جوية" في أجواء حلفائها في أوروبا الوسطى والشرقية. وكان وزير دفاعه قد أعلن في آخر حزيران (يونيو) الفائت أن كندا ستقود أحد الأفواج العسكرية الأربعة التي أنشأها حلف الـ"ناتو" في أوروبا الشرقية بهدف تعزيز دفاعاته هناك بوجه روسيا.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.