أبطال الرياضة الكنديّون في القرية الاولمبيّة في ريو دي جانيرو

أبطال الرياضة الكنديّون في القرية الاولمبيّة في ريو دي جانيرو
Photo Credit: PC / Sean Kilpatrick

من الصحافة الكنديّة: تباكي روسيّا على حظر لاعبيها البارالمبيّين

تناولت صحيفة ذي ناشونال بوست في تعليق بقلم ليونيد بورشيدسكي خبر استبعاد الفريق الروسي من دورة الألعاب البارالمبيّة في البرازيل.

تقول الصحيفة إنّ قرار إبعاد كافّة أعضاء الفريق البارالمبي اثار ردود فعل غاضبة في روسيّا.

وردّ الفعل يوحي بأنّ روسيّا يهمّها الفوز بميداليّات على طريقة "قرية بوتمكين" الخادعة، أكثر ممّا  يهمّها التفكير في طريقة معاملة الحكومة للمواطنين ذوي الاعاقات.

وقد وصفت ماريا ساخاروفا الناطقة باسم الخارجيّة الروسيّة قرار الحظر بأنّه مذهل في وحشيّته الحقيرة ووصفه وزير الرياضة بأنّه يفتقر إلى الحسّ السليم في حين دعا رئيس تحرير إحدى الاذاعات المؤيّدة لبوتين إلى خروج روسيّا من الدورة احتجاجا على القرار.

واللجنة الاولمبيّة استندت في قرارها إلى تقرير أصدره المحامي الكندي ريشارد ماكلارين لصالح الوكالة  العالميّة لمكافحة المنشّطات تقول ذي ناشونال بوست.

الحلقات الاولمبيّة خلال حفل افتتاح دورة البرازيل في استاد ماراكانا
الحلقات الاولمبيّة خلال حفل افتتاح دورة البرازيل في استاد ماراكانا © GI/Ian Walton

ودفع التقرير بالإتّحادات الدوليّة لألعاب القوى ورفع الأثقال إلى حظر اللاعبين الروس بعد أن تركت اللجنة الاولمبيّة الدوليّة إلى مجالس إدارة الرياضات المحدّدة اتّخاذ القرار بشأن كيفيّة الرد على وجود برنامج لتناول المنشّطات ترعاه الدولة.

ولم يسهب تقرير ماكلارين في الحديث عن الرياضات البارالمبيّة واكتفى بالإشارة إلى أنّ 35 عيّنة بول لرياضيّين بارالمبيّين أظهرت وجود مواد محظورة وتمّ تصنيفها على أنّها نظيفة وخالية من أيّ من هذه المواد.

ورغم ذلك، قرّرت المراجع المشرفة على المشاركة في الألعاب البارالمبيّة فرض حظر شامل على الرياضيّين البارالمبيّين الروس.

والقرار هذا منطقيّ بنسبة ادنى من قرار اللجنة الاولمبيّة الدوليّة، ما يعطي الرياضيّين الروس فرصة لإثبات نظافتهم من تناول المنشّطات.

والرياضيّون البارالمبيّون يستحقّون الحصول على الفرصة نفسها ورغم ذلك، فإنّ ردّ الفعل الروسي مُراءٍ تقول ذي ناشونال بوست.

وتضيف أنّ روسيّا تفوز في الدورات البارالمبيّة منذ العام 1992، وكان أوّل فوز لها بعد انهيار الاتّحاد السوفياتي.

وقد فازت في تلك السنة بستّ وعشرين ميداليّة في ألبرتفيل وبأربع وثلاثين ميداليّة في برشلونة.

وفي السنوات الأخيرة كانت تسيطر على الالعاب. وقد فازت بمئة وخمس وثلاثين ميداليّة في دورة لندن الصيفيّة لتحلّ في المركز الثاني في الترتيب العام.

وفي  دورة الألعاب الشتويّة في سوتشي عام 2014، فازت روسيا بثمانين ميداليّة من بينها ثلاثون ذهبيّة من أصل مئتين وستّ عشرة ميداليّة ممنوحة في الالعاب.

ولم يسبق أن سجّل بلد ما هذا العدد خلال الألعاب الشتويّة تقول الصحيفة.

ويعود تحسّن الأداء في جزء منه إلى تنامي اهتمام الحكومة الغنيّة بالنفط بالقضيّة البارالمبيّة.

وهنالك في روسيا 12،7 مليون شخص من ذوي الإعاقات، يشكّلون مجموعة كبيرة من الساخطين .

وقد وضعت الحكومة عام 2011 برنامجا بعنوان "البيئة السهلة البلوغ" ليشعر نصف ذوي الاعاقات على الأقلّ أنّ المجتمع يدعمهم.

حظر الرياضيّين البارالمبيّين الروس من المشاركة في دورة البرازيل الأولمبيّة
حظر الرياضيّين البارالمبيّين الروس من المشاركة في دورة البرازيل الأولمبيّة © Reuters/Karolos Grohmann

ويدّعي وزير العمل الروسي أنّ البرنامج حقّق اهدافه ولكنّ المعاقين في روسيّا لا يشعرون بالبهجة تقول ذي ناشونال بوست.

وتشير بالأرقام إلى أنّ دخل المعاق من المساعدات الحكوميّة عام 2014  يكفي بالكاد لتلبية الحاجات الغذائيّة الأساسيّة واللباس.

والسبب لا يعود دوما إلى النقص في التمويل حسب أوساط مؤيّدة للرئيس بوتين، بل لأنّ 90 بالمئة من المباني في روسيّا ليست مجهّزة بتسهيلات خاصّة بالمعاقين.

وعلى سبيل المثال، يصعب على المصابين بإعاقات والمتنقّلين على الكرسي النقّال استخدام قطار الأنفاق ووسائل النقل العام.

ورغم الأموال الطائلة التي تنفقها الحكومة، فما زال العيش في روسيا صعبا بالنسبة لذوي الاعاقات.

وأعطت الحكومة الاولويّة، على طريقة بوتين النموذجيّة، لخلق نماذج من الأبطال على طريقة الأبطال البارالمبيّين.

والانتصارات البارزة على الساحة الدوليّة تعطي صورة عن روسيا كدولة راعية يمكن للمعاقين فيها أن يكونوا متفوّقين.

ومع ذلك، وكما هي الحال مع باقي الرياضيّين، شعرت وزارة الرياضة والهيئات الرياضيّة المختلفة بالحاجة لإعطاء الرياضيّين دفعا إضافيّا.

ونظام المنشّطات المركزي موجود لكافّة اللاعبين الواعدين، الاولمبيّين والبارالمبيّين على حدّ سواء تقول ذي ناشونال بوست.

وكان من الأكثر عدلا السماح للرياضيّين البارالمبيّين بالمشاركة في دورة ريو الاولمبيّة في حال أثبتوا نظافتهم بشأن تناول المنشّطات، وهنالك نوع مؤلم من العدالة لحظرهم من المشاركة.

وروسيّا لم تبذل من الجهد لمواطنيها المعاقين بما تتناسب مع سجلّ فوز الرياضيّين البارالمبيّين.

والأبطال الرياضيّون أصحاب الشجاعة هم أوفر حظّا من المواطنين في مواجهة المأزق المماثل.

ومن الأجدر بالمسؤولين الروس بدل التصرّف بغضب، أن يفكّروا في جعل حياة الملايين من الناس محتملة قبل التباكي على حظر اللاعبين البارالمبيّين، وهو حظر نظّموه بأنفسهم عندما بنوا قرية بوتمكين  تقول ذي ناشونال بوست في ختام تعليقها.

استمعوا
فئة:دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.