أطلق المكتب الوطني للطاقة قبل أيّام سلسلة مشاورات عامّة بشأن مشروع أنبوب النفط انيرجي ايست الذي تعتزم شركة ترانس كندا إنشاءه.
ويهدف المشروع لنقل النفط المستخرج من الرمال الزفتيّة في مقاطعة البرتا في وسط غرب كندا نحو سواحل نيوبرنزويك في الشرق المطلّ على الأطلسي مرورا بأربع مقاطعات أخرى هي سسكتشوان ومانيتوبا واونتاريو وكيبيك.
وبدأت الجلسات في مقاطعة نيوبرنزويك تحديدا ، على أن تليها جلسات مماثلة في مقاطعات كيبيك واونتاريو والبرتا وسسكتشوان.
ويستمع المكتب الوطني للطاقة إلى آراء الخبراء والمراجع المعنيّة بالمشروع، ويرفع تقريرا بشأن الجلسات في شهر آذار مارس من العام 2018.
وتشير الصحافيّة في راديو كندا مانون غلوبنسكي إلى أنّ الاتّحاد الفرنكفوني للبلديّات في نيوبرنزويك لا يؤيّد ولا يعارض مشروع أنبوب انيرجي ايست.
ولكنّ ثمّة قلقا يراودها بشأن السلامة العامّة وحماية البيئة ومسؤوليّة اوّل المستجيبين.
وسبق أن أعلنت حكومة نيوبرنزويك أنّ المشروع يوفّر 3700 فرصة عمل مباشرة او غير مباشرة في المقاطعة خلال تسع سنوات يستغرقها إنشاؤه.
و أفادت معلومات حصل عليها راديو كندا أنّ وزارة الدفاع الكنديّة أبدت تحفّظاتها على مشروع الأنبوب.
ذلك أنّ الأنبوب يمرّ بمحاذاة عدد من القواعد العسكريّة في البرتا واونتاريو وكيبيك ، من بينها قاعدة سافيلد في البرتا وقاعدة نورث باي في اونتاريو كما يجتاز بشكل مباشر قاعدة بيتاواوا جنوب غرب اوتاوا.

ووردت المعلومات في رسائل بريديّة متبادلة بين ضبّاط وموظّفين في وزارة الدفاع وممثّلي شركة ترانس كندا صاحبة مشروع أنبوب النفط، في الفترة الممتدّة من كانون الثاني يناير 2014 حتّى حزيران يونيو 2015.
وتزامنت المعلومات مع جلسات المشاورات التي أطلقها المكتب الوطني للطاقة.
ويتخوّف البعض من احتمال وقوع حوادث تسرّب نفطي كما يقول الصحافي في تلفزيون راديو كندا لويس بلوان ويضيف:
في رسالة الكترونيّة حصل عليها راديو كندا تعود إلى كانون الثاني يناير 2015، يحذّر الضابط المسؤول عن المواد الخطيرة في قاعدة بيتاواوا رؤساءه من أنّ حادثة انكسار انبوب نفط مهما كانت صغيرة، تؤدّي إلى انسكاب ما يزيد على ثلاثة ملايين ليتر من النفط في الطبيعة.
وحادثة من هذا القبيل تترك حسب قوله مضاعفات خطيرة على البيئة والاقتصاد وعلى المجتمع بصورة إجماليّة.
ويتابع الصحافي لويس بلوان فيشير إلى تساؤلات وردت في إحدى الرسائل الالكترونيّة المتبادلة حول قدرة شركة ترانس كندا على تحمّل كلفة أعمال التنظيف والتعويضات الماليّة في حال وقوع حوادث تسرّب نفطي.

ونستمع إلى ما يقوله بهذا الصدد الناطق باسم شركة ترانس كندا:
يتعيّن علينا أن نمثُل سنويّا أمام المكتب الوطني للطاقة ونقدّم خطّتنا في التعامل مع حادثة مماثلة في حال وقوعها، حتّى ولو كان وقوعها بعيد الاحتمال.
وتقول الشركة إنّها جاهزة في حال حدوث تسرّب، لنشر موظّفيها في غضون ثلاث ساعات في موقع الحادثة، ونشر المعدّات في غضون ستّ ساعات
وهي في صدد تطوير خطّة طارئة لكلّ من أجزاء الأنبوب الذي يمتدّ بطول 4500 كيلومتر للتأكّد من تحقيق أهدافها بالتدخّل بسرعة في أيّ جزء منه قد تقع فيه حادثة.
ورغم تطمينات الشركة، ما زالت بعض المجموعات تتخوّف ومن بينها بصورة خاصّة مجموعات بيئيّة يقول لويس بلوان ويضيف:
التساؤلات التي تطرحها وزارة الدفاع تدلّ على ضخامة المهمّة التي تنتظر شركة ترانس كندا.
ويتعيّن على الشركة أن تقنع مجموعات كثيرة، فضلا عن النوّاب ومجموعات حماية البيئة بأنّ مشروعها آمَن ولا يشكّل خطرا على السلامة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.