مناصرون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرفعون صورة ضخمة له خلال تجمع لمؤيديه في أوساط الجالية التركية في مدينة كولونيا الألمانية في 31 تموز (يوليو) الفائت.

مناصرون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرفعون صورة ضخمة له خلال تجمع لمؤيديه في أوساط الجالية التركية في مدينة كولونيا الألمانية في 31 تموز (يوليو) الفائت.
Photo Credit: Reuters / Thilo Schmuelgen

من الصحافة الكندية: الانقلاب المضاد في تركيا مستمر والديمقراطية التركية تتلقى الضربات

هل كان مجرد صدفة أن يتواجد أكاديمي يُدعى هنري باركي (Henri Barkey)، هو مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز وُودرو ويلسون الدولي للعلماء (Woodrow Wilson International Center for Scholars) في واشنطن، على جزيرة بويوكادا التركية قرب اسطنبول للمشاركة في مؤتمر حول الشرق الأوسط في الخامس عشر من تموز (يوليو) الفائت، أي في اليوم نفسه الذي وقعت فيه المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا؟ تتساءل "ذي غلوب آند ميل" الواسعة الانتشار في كندا في مقال افتتاحي.

الجواب حسب صحيفة مقربة من الحكومة التركية هو: لا، لم يكن ذلك مجرد صدفة. فتواجد هذه الأكاديمي الأميركي كان جزءاً من المؤامرة الكبرى للإطاحة بحكومة أنقرة، حسب الصحيفة التركية، وهي مؤامرة لا تتوقف قائمة الضالعين فيها عن النمو، وآخر الإضافات عليها كان مركز وُودرو ويلسون المُموَّل من الحكومة الأميركية، تقول الصحيفة الكندية في مقالها الذي يحمل عنوان "الانقلاب المضاد في تركيا مستمر والديمقراطية التركية تتلقى الضربات".

الجو العام في تركيا مشحون حالياً لدرجة أن صور باركي وزملائه الأكاديميين ملأت الصفحة الأولى من واحدة على الأقل من الصحف الواسعة الانتشار في هذا البلد وقد صُوّروا بأنهم عقول مدبرة شريرة للمحاولة الانقلابية، تضيف "ذي غلوب آند ميل".

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم بتصفية حسابات في أعقاب الانقلاب الفاشل على حكمه، كما أنه يقوم بإلقاء شباك أوسع من الشك، تتابع الصحيفة.

صحافيون متجمعون أمام محكمة في اسطنبول في 27 تموز (يوليو) الفائت احتجاجاً على توقيف أحد زملائهم، بولنت موماي، بعد المحاولة الانقلابية. وقد أفرجت السلطات عنه في الأيام التالية لكنها حكمت على 17 صحافياً آخرين بالسجن بعد إدانتهم بالتواصل مع
صحافيون متجمعون أمام محكمة في اسطنبول في 27 تموز (يوليو) الفائت احتجاجاً على توقيف أحد زملائهم، بولنت موماي، بعد المحاولة الانقلابية. وقد أفرجت السلطات عنه في الأيام التالية لكنها حكمت على 17 صحافياً آخرين بالسجن بعد إدانتهم بالتواصل مع "منظمة ارهابية". © AP/Petros Karadjias

وتذكّر "ذي غلوب آند ميل" بأن أردوغان ألقى كلمة في مسجد الفاتح في اسطنبول بعد يوميْن على المحاولة الانقلابية وعد فيها بـ"مواصلة تطهير كل مؤسسات الدولة من الفيروس الذي، وللأسف، انتشر مثل السرطان في الدولة برمتها". الرئيس التركي يقوم إذاً بعملية جراحية رئيسية، تقول الصحيفة.

كل موظف في القطاع العام التركي يبدو حالياً في وضع ضعيف. فقد طُلب من كافة عمداء الجامعات التنحي من مناصبهم ريثما تنتهي التحقيقات التي على ضوء نتائجها يُنظر في احتمال إعادتهم إلى الخدمة. كما تم تسريح الكثيرين من القضاة وضباط الشرطة والمدرّسين، تضيف "ذي غلوب آند ميل".

وفي غضون ذلك وضعت السلطات التركية يدها على وسائل إعلام عديدة، وقامت بتجريد رئيس فريق البحث في إحدى أكبر شركات العمولة في البلاد من رخصته المهنية ووجهت إليه اتهامات جنائية على خلفية تقرير أعدته شركته حول تأثير المحاولة الانقلابية على الاقتصاد التركي، كما لو أن أي تعليق عن احتمال دخول البلاد في حالة من عدم الاستقرار هو غير مقبول، تضيف الصحيفة الكندية.

لقد أدت المحاولة الانقلابية الفاشلة إلى عشرات آلاف حالات التوقيف والتسريح والتهميش التي طالت معارضين فعليين وآخرين تخيلت السلطات أنهم معارضون لها. وهذا أمر مقلق، عدا عن أنه يتنافى مع الديمقراطية الليبرالية. وفوق كل ذلك ترتفع أصوات بين مناصري أردوغان منادية بإعادة حكم الإعدام، تضيف الصحيفة.

نظام أردوغان وصل إلى السلطة بالطرق الديمقراطية، لكن إذا لم يقم بعكس اتجاهه ستصبح تركيا قريباً غير قادرة على الاستمرار في وصف نفسها بأنها ديمقراطية، تختم "ذي غلوب آند ميل".

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.